لن تكون عليًا بعد اليوم
بقلم/ ابراهيم الشليلي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 24 يوماً
الإثنين 23 يناير-كانون الثاني 2012 12:28 م

إن كان هناك ثمة شيء حققه رحيلك أيها المخلوع لهذا الشعب الأبي فهو أنك جعلت من يوم ٢٢ من يناير نقطة تغيير نحو بناء اليمن الجديد ، الذي أدعوا الله من كل قلبي ( ومعي كثير ) بأن لا يعيدك إليه ،

اليمن الذي لطالما سودت أيامه ، وقتلت أحلامه ، وشردت أبنائه ،

اليمن الذي رفعك من سواد الناس لتكون قائده نحو المجد والرفعة ، فجعلت جزائه أن نكست رأسه بين الأمم ،

اليمن الذي أرضعك من خير أرضه ، وسقاك من زلال نهره الجاري ، فكفرت بأنعمه وجحدت فضله ، بل تبجحت عليه حين أوهمت نفسك السقيمة بأنك أنت صاحب الفضل عليه .

اليمن الذي أتيته ياطالح في غفلة من تاريخه الناصع ، وحضارته الشامخة ، فحكمته بالفتن ، وأدرته بالمحسوبية ، وجهلته بالتعليم ، وقتلته بالصحة ، ووحدته بالفرقة التي زرعتها بين أبناءه ، رفعت البنيان بهدم الإنسان ( الذي هو الركيزة الأساسية) في كل حضارات المعمورة ،

اليمن الذي حكمته ( امرأة ) استشعرت ثقل الأمانه ، وجور المسؤولية الملقاة على عاتقها فشاورت شعبها ( ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون ) وأعملت فكرها ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) فخلد الله ذكرها في كتابه الكريم .

وحكمته أنت فضيعت الأمانة ، وجعلت الفوضى هي النظام الذي يحكم ، فأدنيت الفاسدين ، وأبعدت النافعين ،

فالخائن عندك أمين ، والكاذب اليك قريب ، أوكلت القضاء للظالمين ، والأمن للمجرمين ، والمال للسارقين ،

كنت غير أهل للحكم فديدنك أن توسد الأمر إلى غير أهله ، وغير كفء للمسؤولية حين جعلتها مغنم لك ولأبنائك ولمن أحاطك من بطانة السوء . حتى جعلت البلدة الطيبة قفراء مجدبة بفضل منجزاتك المتناقظة التي مللننا سماعها منك وممن يلهثون وراء ما ترمي لهم من الفضلات .

ارحل فلن تكون عليًا بعد اليوم ، فدماء الشباب الذين قتلتهم ، وأنات المصابين الذين مزقت أجسادهم ، ستلاحقك أبد الدهر ، وإن ظننت بأن الحصانة ( التي قبل بها حكماء اليمنين من أجل يصونوا دماء أبنائهم الصامدين (

ستنجيك في الدنيا فلا تظن بأنك يوم القيامة ستتحصن من القضاء بين يدي الحكم العدل سبحانه فأعد للسؤال جوابا وللجواب حسابًا ( ولاتحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )