ما قبل الرمق الأخير
بقلم/ هادي أحمد هيج
نشر منذ: 8 سنوات و 11 شهراً و 13 يوماً
الثلاثاء 14 إبريل-نيسان 2015 03:00 م

تحدثنا في المقال السابق (( مابعد عاصفة الحزم )) عن تقدم المقاومة ، وتنبانا بأن الإنهيار ستبدأ ملامحه في خلال أسبوع ، وكتب هذا المقال بتاريخ ٧ ابريل ، وقد ربما يتأخر الوقت عن ميعاده قليلاً ؛ نظراً لتركيزهم على جبهة عدن ، ولم يتوسعوا كثيراً ، والمتابع للأحداث يُشاهد هذا الإنهيار بدأت جوانبه تكتمل ، فأمس سلم الحوثيون أنفسم في عدن -الذين كانوا محتمين داخل القنصلية الروسية -  وجبهة مأرب تقدمت كثيراً ، ودحرت الحوثه ، فقد إستولوا على معسكر الماس ، وتم تصفية صرواح والجدعان ، واستولوا على مثلث الجوف ، والتحم الجيش بالشعب هناك -فعندما يكون القرار حكيماً يؤتي أُكله - وأنجبت القوات المسلحة قشيبي آخر اسمه "عبدالرب الشدادي"  ، فقد شوهد وهو يرتدي بزته العسكرية في الصفوف الاولى ، ولهذا نتمنى من الرئيس قرارات كهذه - وخاصة في القوات المسلحة - لأن الجيش صِمَام أمان البلد وأي حسابات في تعييناته -وتكون خاطئة- تنتج ذلك التشرذم والتذبذب الذي أوصل الوضع الى مانحن فيه ، ولكن لعل في ذلك خير .

كما لاننسى جبهة شبوة بقيادة محافظها البطل الشاب الشجاع "احمد علي باحاج " الذي لم يترك ميدان المعركة ، ورغم خيانة "بن فريد" - قائد محور شبوه قائد معسكرها-فاخذ المحافظ البطل درساً من ذلك ، وجمع القبائل واستولى على معسكرين خشية أن تكرر نفس السيناريوهات لمعسكر عتق ، وهو الان يزحف على المدينة ، وأتوقع أنه لن تمر أيام إلا وقد حرر محافظة شبوة بالكامل ، و هنا لا أنسى سد مأرب ومحافظها الشيخ المتزن النزية الواثق من نفسه "سلطان بن علي العراده " وليس بغريب عليه ، فهو من سلالة تلك الاسرة الفذة الكريمة . وفي الجبهات الثانوية كجبهة ابين والضالع ولحج وتعز وإب والبيضاء فليست بأقل تقدماً عن الجبهات الرئيسة ، والإمدادات الحوثية لجبهتي عدن ولحج تضاءلت لدرجة الإضمحلال ، أما إذا تحركت الأربع المناطق فإنها ستكون سيلاً جارفاً لا تبقي ولا تذر وهي ، أرحب وعمران وحجة والحديدة ، وكأني بها وهي تتململ ، ويساعد في ذلك تصرفات الحوثيين ويظنون أن هذه الاعمال ترهب الناس ، دون أن يعلموا بأن الضغط يولد الإنفجار ، وهم يكثرون الضغط فإنتظروا الإنفجار والله اعلم .

هذة ملاحظات متابع لأحداث الساحة اليمنية ، من منظور تحليلي للمسرح العملياتي الذي يدور في اليمن ، وقد قدمنا النصح في أكثر من مقال للحوثيين ، ولكن لاحياة لمن تنادي ، وأغتنم هذا المقال ، لأعلن آخر صيحة لهم ، لعلها تجد فيهم رجل رشيد ، فخذها من متابع مشفق على أبناء بلده ، وأنت جزء منهم شئنا ام ابينا ، وأي دم يمني يُسال يؤلمنا أن يسكب دون مردود ولاهدف ، أعلنوا فوراً قبولكم بالنقاط الثمان وجنبوا أنفسكم الإبادة ، وحافظوا على ماتبقى من مقدرات هذا البلد ، فيمكنكم أن تستمروا فترة وستنكمشون قليلاً قليلاً ، الى أن تصل العمليات الحربية صعدة ، وبعدها يكون وضعكم أسوأ ، والوقت ليس في صالحكم وأطرافكم تتهاوى ،

وقدرتكم القتالية تضعف ، وخطابكم الإعلامي قد بهت ، ومُذِيعِيكم يظهرون على الشاشة وكأنهم في مأتم ، وإسطواناتكم مكررة مشروخة ، وسياسييكم اختفوا تماماً ، فهل هذا وضع أنتم راضون عنه ؟!! ، إن كان نعم ، فليس فيكم عاقل !!! ، وان كان لا ، فاتخذوا قراراً حازماً سريعاً ، نعم مؤلمًا ولكن العملية الجراحية الآمها كبيرة ، لكن قد تنجيك من موت محقق ، "" اللهم إهدنا إلى سبيل الرشاد ، والله من وراء القصد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ..!!