بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش حرب ومعارك طاحنة في السودان والجيش يشعل مواجهات غير مسبوقة شمال الخرطوم لقطع إمدادات الدعم الصحة السعودية تكشف عن آخر مستجدات واقعة التسمم في الرياض رسميًا.. ريال مدريد يحصد لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم السنوار يتحدث للمرة الأولى عن صفقة الهدنة المقترحة في غزة السنوار يتحدث للمرة الأولى عن صفقة الهدنة المقترحة في غزة
برز بوضوح تجلى الحكمة المصرية في ما قام به حكماء مصر في الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور من إنجاز مسودة الدستور المصري الجديد باعتبار ذلك هو السبيل الأمثل للخروج بالبلاد من الظروف الاستثنائية الصعبة في ظل الفراغ الدستوري، والوصول بها إلى الوضع الطبيعي الآمن في ظل الدستور الجديد، مؤمنين أن ذلك هو الحل الأمثل والدواء الناجع الذي يحقق للبلاد الأمن والاستقرار، ويحمي ثورة الشعب من مخاوف استبداد جديد، ويحمي الثورة وما حققته من إنجازات ديمقراطية من طيش المحكمة الدستورية العليا التي تصدر أحكامها استناداً إلى الدستور والقانون الذي ثار الشعب عليه، وتعيد البلاد بتلك الأحكام إلى نقطة الصفر، وتطيل عمر الفراغ الدستوري، وتأجج الصراع بين القوى السياسية، وتهيئ المناخ المناسب لعودة الاستبداد القديم وحكم العسكر بقانون الطوارئ الذي لم تثر عليه المحكمة الدستورية العليا طوال فترة حكم النظام السابق .
وهذا ما يظهر بوضوح حكمة الريس المصري محمد مرسي في حل هذا الإشكال بالإعلان الدستوري المؤقت؛ حرصاً على مصلحة البلاد والحفاظ على الثورة ومكتسباتها الديمقراطية الرائعة في هذا الظرف الاستثنائي الصعب .
وتظهر الحكمة المصرية أيضاً في موقف القوى السياسية المطالبة بإلغاء التحصين من بنود الإعلان الدستوري؛ خوفا من قرارات قد تمهد لاستبداد جديد، وهو بلا شك موقف رائع يدل على يقظة ثورية ووعي ديمقراطي وجه ورسالة راقية أوصلتها القوى السياسية المحتجة للرئيس المصري محمد مرسي بقوة ووضوح .
وكم أتمنى بل أتوقع أن تتجلى الحكمة المصرية في القوى السياسية المحتجة بعمق وضوح أكثر إذا اكتفت بهذا القدر من الاحتجاج، وقامت بتوجيه رسالة وطنية ديمقراطية مسئولة للثورة المضادة التي ركبت الموجة وعلا صوتها بقوة ووضوح برز بين صفوف المحتجين من خلال الاعتداء على مقرات ومكاتب حزب الحرية والعدالة ومكتب الجزيرة والاحتكاك برجال الأمن ومحاولة جرهم إلى صدام مع المحتجين ورفع شعار إسقاط النظام والهجوم الإعلامي الظالم على جماعة الإخوان وتصويرها للناس بصورة سوداوية مرعبة وكأنها العدو الحقيقي لمصر وللثورة والديمقراطية .
كم سيكون موقف القوى السياسية المحتجة حكيماً وتاريخياً إذا وجهت رسالتها للثورة المضادة بإعلان وقف الاحتجاجات والتفرغ لدراسة مسودة الدستور الجديد بروح ديمقراطية ومسؤولية وطنية خالصة بعيدا عن المكايدات السياسية ، والقيام بتهيئة الشارع للاستفتاء على الدستور الذي سينقل مصر نقلة تاريخية لمستقبل أفضل، ليقول الشعب كلمة الفصل في الدستور بـ (نعم أو لا)، فيرسون بذلك قواعد التغيير السلمي والتحول الديمقراطي في مصر .. ويفوتون الفرصة على الثورة المضادة التي تعمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل خلط الأوراق والسيطرة على حكم البلاد من جديد، أو إدخال البلاد في نفق مظلم تنقضّ من خلاله على حاضر الشعب ومستقبله .
كم سيكون موقف المحتجين رائعاً وحكيماً عندما يفوتون الفرصة على الثورة المضادة، مدركين أنها الخطر الحقيقي الذي يجب إيقافه عند حده بحكمة قبل أن يتسع الخرق على الراقع، مدركين أنه لا داعي للتخوف الزائد من الإعلان الدستوري المؤقت ولا داعي للتشكيك بنوايا القيادة السياسية المنتخبة لأنها وصلت إلى السلطة عبر الاقتراع الحر النزيه والأصوات التي أوصلتها إلى مواقع القرار هي أصوات ثورية حقيقية فاعلة معروفة ، فالأصل هو الثقة وليس الشك أو التخوين وخاصة في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة والظرف الصعب .
وكم سيكون المشهد السياسي المصري رائعا وحكيماً أيضاً لو صدرت توجيهات رسمية بإلغاء المسيرات المؤيدة للرئيس، ووجهت الدعوة للشخصيات الوطنية والسياسية والشبابية الفاعلة المعارضة والمؤيدة إلى لقاء يجمعهم بالرئيس للخروج بحلول واقعية بدلاً من استعراض القوى الجماهيرية في الشوارع والميادين واتساع الهوّة بين السلطة والمعارضة؛ لتتجلى الحكمة المصرية في أبهى صورها، ويرسمون بذلك نموذجاً يقتدى به .
ألستم معي في أن ما شاهدناه من المواقف الحكيمة وما نتمنى بل ونتوقع أن نشاهده من المواقف الحكيمة هو منطق العقل والديمقراطية وروح المسؤولية الوطنية؟؟
حفظ الله مصر وشعبها وثورتها وحماها من كل كيد وشر ..