القضاء الأعلى يقر انشاء نيابة ابتدائية ''نوعية'' لأول مرة في اليمن إسماعيل هنية يصدر بيانا هاما حول مفاوضات التوصل إلى اتفاق بشأن غزة إسرائيل تقرر إغلاق قناة الجزيرة الرئيس العليمي يعزي في وفاة شخصية جنوبية بارزة ويشيد بمناقبه النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش
ما الذي يحدث في الخليج؟ فجأة تبدو أمريكا أو بالأحرى تتظاهر بأنها غير قادرة على حماية ممرات النفط، وبأن لا حول ولا قوة لها في مواجهة التهديدات الإيرانية. ظن البعض أن أمريكا ستضرب إيران بيد من حديد بعد تعرض سفن نفط إماراتية للتفجير في إمارة الفجيرة. لكن بدلاً من التحرك ضد إيران التي ألمحت إلى أنها تقف وراء التفجيرات، سكتت أمريكا واكتفت بالتحقيق في الحادث. متى كان الكاوبوي الأمريكي يصمت أمام التهديدات التي تواجه شريان الاقتصاد العالمي والأمريكي خاصة، ألا وهو النفط؟ لكن للغرابة لم تفعل أمريكا أي شيء لردع إيران أو على الأقل تهديدها.
مضت أيام وإذ بناقلتي نفط يابانيتين تتعرضان لاعتداء مباشر في بحر عمان، وقد أكدت أمريكا أن أقمارها الصناعية وأسطولها البحري الذي يراقب كل شيء في الخليج سجلت هجوماً لزوارق إيرانية على الناقلتين. وهنا ظن البعض، وكل الظن إثم، أن أمريكا هذه المرة لن تكتفي بتوجيه أصابع الاتهام، بل ستضرب إيران وتلقينها درساً لن تنساه لمنعها من تهديد ممرات النفط العالمية التي كانت أمريكا تقيم الدنيا ولم تقعدها فيما لو حاول عصفور أن يهاجمها في الماضي. لكن مرة أخرى، اكتفت أمريكا بتوجيه اتهامات باهتة لإيران دون أن تفعل شيئاً.
والمضحك أكثر أن إيران التي تتهمها أمريكا بتهديد ممرات الملاحة الدولية تقدمت خطوة أخرى هذه المرة، وأسقطت طائرات استطلاع أمريكية متطورة جداً يزيد ثمنها على مئتي مليون دولار. ماذا فعلت أمريكا؟ حاول الرئيس الأمريكي أن يقلل من أهمية الحدث، وسامح الإيرانيين على اعتبار أنهم ربما أسقطوا الطائرة الأمريكية بالخطأ. لكن إيران أحرجت ترامب وتفاخرت بأنها أسقطت الطائرة عن عمد وأظهرت حطامها على شاشات التلفزيون الإيراني. وقد تفاخر ترامب فيما بعد بأن سفينة أمريكية أسقطت طائرة استطلاع إيرانية فوق مضيق هرمز كنوع من حفظ ماء الوجه، لكن إيران كذبت الخبر. وبدل من أن تتقدم أمريكا خطوة أخرى اكتفت بتهديد سخيف، وهي أنها ستقوم بإسقاط أي طائرة استطلاع إيرانية إذا اقتربت من حاملاتها. يا للنكتة! شيء مثير للشفقة والريبة في آن معاً.
ومما يزيد في الشكوك حول هذا الموقف الأمريكي الباهت جداً أن إيران تجرأت على سفينة بريطانية انتقاماً من لندن التي أوقفت سفينة نفط إيرانية في جبل طارق. حتى بريطانيا اكتفت بالتصريحات الهادئة ونفت أي محاولة للتصعيد ضد إيران. والسؤال هنا: هل أن أمريكا أصبحت ضعيفة فعلاً ولا تستطيع التصدي للبلطجة الإيرانية في الخليج وتهديد ممرات النفط العالمية؟ نحن نتذكر أنه عندما كان أمن النفط في الخليج يتعرض لأبسط تهديد كانت أمريكا تزلزل الأرض تحت أقدام المشاغبين. أما اليوم فإيران تسطو على السفن، وتفجر الناقلات وتستهدف المنشآت الخليجية وتسقط الطائرات الأمريكية، بينما تكتفي أمريكا بالتغريدات. ما الذي يحدث؟ لا شك أن في الأمر إنّ.
لم ننتظر طويلاً حتى ذاب الثلج وبان المرج، فأطل علينا الرئيس الأمريكي وهو يقول إن أمريكا ليست مسؤولة عن أمن السفن في المياه الدولية، وعلى كل دولة أن تحمي سفنها بنفسها. وبعد احتجاز السفينة البريطانية قال وزير الخارجية الأمريكية بكل صفاقة: نحن لسنا شرطياً لحماية السفن. وبعد ساعات خرج ترامب نفسه مرة أخرى ليفضح الأمور أكثر حينما قال: لسنا مستعدين لحماية سفن دول غنية كالصين والسعودية والإمارات وغيرها. وجدتها..وجدتها. هل نحتاج إلى برهان آخر بعد هذه التصريحات الأمريكية المفضوحة؟ هل أمريكا غير قادرة على وضع حد لإيران في الخليج، أم إن الإيرانيين والأمريكيين يلعبون لعبة مشتركة لتهديد أمن الملاحة الدولية بقصد ابتزاز الدول كي تدفع لأمريكا مقابل عدم الاعتداء على سفنها؟ ترامب بدا واضحاً جداً منذ مجيئه إلى السلطة، فهو يريد أن يقبض مقابل أي حماية توفرها أمريكا لأي بلد في العالم. ولطالما سمعناه مرات ومرات وهو يبتز الخليج كي يدفع مقابل الحماية. كم مرة قال ترامب إن السعودية غنية جداً ويجب أن تدفع؟ الآن نفس اللعبة يلعبها ترامب مع بقية دول العالم في الخليج من خلال تهديد ممرات النفط.
هل تصدقون أن أمريكا خضعت للتهديدات الإيرانية واعتداءاتها على السفن ولا تستطيع الرد عليها؟ بالطبع لا. إن الموقف الأمريكي المهادن والمتراخي يدل بشكل مفضوح على أنها لعبة تقوم بها إيران لصالح الأمريكي، هذا إذا لم يكن الأمريكي نفسه يقف وراء بعض الاعتداءات ضد السفن الدولية في الخليج كعملية ابتزاز وحلب مفضوحة ليس للخليج وحده، بل للعالم أجمع.