توكل كرمان: اختيار إغلاق قناة الجزيرة في اليوم العالمي لحرية الصحافة صفعة في وجه الصحافة .. وبلا قيود بالتحقيق الفوري في جرائم الاحتلال تحرك سعودي وبريطاني لدعم الصومال عبر منظمة دولية أردوغان: تركيا سخرت جميع إمكانياتها لضمان محاسبة القتلة وقد رفعنا المستوى التجاري والدبلوماسي للضغط على إسرائيل إذا اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان... ايران تتوعد تل أبيب بتحرك لم تقم به عند اجتياح غزة بعد زيارة ناجحة لمحافظة مارب .. رئيس مجلس القيادة الرئاسي يعود الى العاصمة المؤقتة عدن اسعار الصرف اليوم في صنعاء وعدن الإفتاء المصرية: ''يجوز شرعًا للمسلم تهنئة غير المسلمين'' في بيان مشترك.. 188 منظمة انسانية توجه نداء عاجلاً يخص أكثر من 18 مليون شخص في اليمن موقف صريح للصين بشأن دعم المجلس الرئاسي وجهود تحقيق السلام في اليمن تعرف على الطالب اليمني الذي قتل اثناء مشاركته بصفوف الجيش الروسي في الحرب على أوكرانيا ''صورة''
بينما يخوض المسئولون حروباً دولية لغرض دعم التنمية في بلادهم، ترى التنمية في بلادهم يحاربها أولئك المسئولون. فعندما تلتهب الحروب داخلياً، تتجمد التنمية الى أدنى من درجة الصفر بكثير، وتتطلب مبادرات تنموية جديدة أكثر كلفة، مضافٌ اليها برامج لمعالجة الانعكاسات النفسية والاجتماعية التي تتسببها مشاهد الدمار ومآسي الانتهاكات. لقد كانت أولى انعكاسات الحروب \"ضد\" صعدة وأبناءها أن أضحت التنمية إحدى شروط السلام التي أسفرت عن نشوء بند \"صندوق إعمار صعدة\" لاعادة بناء أدنى مستوى لما دمرته الحرب الفاشلة، إلى أن أفل نجم هذا البند من قائمة شروط وقف الحرب الأخيرة، ليتجمد بذلك هذا الصندوق عن العمل تماماً ولا يُلتفت إليه، وكأن الحرب قد انتهت تماماً من كافة جوانبها وكأن شيئاً لم يحدث. كما أنهم لم يعلموا أنهم بصدد حرب ضخمة أخرى.
الحرب الجديدة
قد تصدَّنا أنانيتنا عن التفكير خارج صندوق مدينتنا ولا نهتم لمآسي مئات الآلاف من الأسر ممن يُـتّموا وشرّدوا وفقدوا مأواهم وممتلكاتهم، ولا نرى إلا شمس فجر جديد يراها النازحون أفولاً لمستقبلهم المرسوم بلون السراب الغامض. وكما أنانيتنا في رؤية الوضع، فهناك أنانية في شكل مغمور جديد تشكَّلَ في نزوح عشرات الالاف من المعدمين من مناطق مجاورة لاتشهد حروباً، ليس تعاطفاً مع جيرانهم المهجرين عنوة، بل اختياراً لانهم اعتقدوا بأن جيرانهم الآن ينعمون بما تجود عليهم قوافل الحياة في المنازح الكثيرة خارج صعدة، وأن النازح بمقياس \"خارج اليمن\" هو ذلك الفار من الحرب بدون أي متاع ويحظى بأدنى مقومات الحياة الأساسية التي يمكنها أن تبقيه حياً في يومه. لقد قارنوا حياتهم بحياة النازحين وأدركوا الفجوة الكبيرة بالرغم من مكوثهم في بيوتهم آمنين ويفضلوا بعدها اللحاق بركب \"الرفاهية\" و \"الخدمات الحياتية المجانية\". فهل نعي ما يعنية نفضيل العراء على المأوى! إن النازحين مهجرون عنوة بفعل الحرب واللابسون زي النازحين طفقوا بها تفضيلاً تحت تهديد زناد الفقر اللعين. الحرب التي أفرزت عشرات الالاف من النازحين وقفت منذهلة أمام ما أفرزه الفقر وحده من أعداد مضاعفة من الهاربين من حرب الفقر الى نفس مخيمات نازحي الحرب أمثال مجتمعات كاملة من محافظة حجة وتهامة وصعدة التي تفصلها عشرات الكيلومترات عن محاور الحرب (بالاضافة الى نازحي امبريالية شيخ الجعاشن).
ليلة مع الرئيس
بجانب دعوتي له بالتفاعل الشعبي مع مناسبات الفقراء والتي لم أسمع بمثلها من قبل في اليمن، هذه دعوة لفخامة رئيس الجمهورية ذلك الرجل المتواضع المحبوب شعبياً ليتفضل فخامته بقضاء ليلة يتيمة في ضيافة نازحي الحرب والفقر ونازحي استبداد المشائخ في الجعاشن ليسمع منهم عن قرب وليشعر بما لا يصل اليه من قبل مستشاريه ورفقته، وليس تقليداً لأمير يورك الشاب الأمير وليام في بريطانيا الذي قضى ليلة في العراء مع فقراء بلاده وتصور معهم ولعب معهم واستمع اليهم رافضاً دعوة حضور حفلة ترفيهية أعدها له أصدقاؤه، وإنما هي دعوة مخلصة للخروج من قصره الى أحضان العراء الذي أصبح وطناً لليمنيين وعبئاً جديداً على عاتق فخامة الرئيس قبل أن يصبح العراء \"ثقافة\" لكل من لفظته الحياة