سلطان العرادة.. «مسئول يمتلك رؤية»
عبد الحكيم العفيري
عبد الحكيم العفيري

كانت هذه هي النتيجة الأولى والأهم التي خرجنا بها من لقاء مع / الشيخ / سلطان العرادة..حيث كنت مع ندوى الدوسري وناصر كامل السكرتير الخاص للمحافظ في لقاء استمر لمدة ساعتين كاملتين تقريباً مساء الأحد الماضي، كان موضوع اللقاء الأساسي يتركز حول " قضايا الأمن والعدالة في محافظة مأرب خلال الفترة الانتقالية وفرص وآفاق تفعيل دورهما وتطويرهما بالتكامل مع هياكل وفعاليات العرف القبلي".

كان هذا هو السؤال الذي تحمله ندوى وهو أي السؤال يعود " لمعهد الولايات المتحدة الأمريكية للسلام بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والغاية تحديد وتقييم اوضاع وفرص دعم وتطوير قطاعي الأمن والعدالة في أربع محافظات هي " تعز ، عدن ، ابين ، ومأرب ".

لم يكن بمستغرب ولا مفاجئ لنا طرح الشيخ "سلطان" المتسم بأعلى درجات العقلانية والمسئولية والمستند على خلفية واسعة في كل شئون مأرب الكبيرة والصغيرة، بل وإدراك مميز لأوضاع البلد برمتها ليس لأني وندوى نرتبط مع الشيخ سلطان بعلاقة طويلة نسبياً وحسب بل لطبيعة ما تفضل به هو من عرض موضوعي وشفاف لكثير من المشاكل والتعقيدات والصعوبات الماثلة بالواقع في سياق عرض رصين يتسم بالتواضع والتطلع الجدّي لإحداث جملة من الإنجازات خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية...

... بعد أن تحدث عن جهود مضنية في اصلاح انبوب نقل النفط ، وخطوط الكهرباء ، وغيرها من القضايا التي تهم ابناء مأرب والوطن بأكمله .. قال الاخ المحافظ أن المدخل الطبيعي لتحقيق الأمن يبدأ من إحداث تغيرات مهمة في إيصال خدمات الكهرباء والتعليم والصحة للمواطنين في مختلف مديريات مأرب بالتوازي مع إصلاح أوضاع الأجهزة الأمنية المسئولة عن حفظ الأمن..وقد بدأنا ونتطلع أن ننتهي من كافة الأعمال خلال 8 اشهر إلى عام فيما يتعلق بإمدادات الكهرباء من الطاقة المشتراة أو من خلال المحطة التحويلية التي سيقع إنشائها في مأرب بالقرب من المحطة الغازية.

لكننا بحاجة الى تصحيح مهم وبسيط للمدخل قبل الإجابة على السؤال، وقال " يتصور البعض وهو مخطئ تماماً أن مشايخ القبائل والوجهاء والعقال في مأرب غير مقتنعين أو مرحبين بفكرة أن يعمل قضاء نزيه وإدارة أمنية نزيهة ومسئولة في مناطقهم " واستشهد بمقولة لشقيقة الأكبر الشيخ مبخوت العرادة حيث قال " والله الذي لا إله الا هو لولا اني استحي من رد الناس من باب بيتي ما كنت فكرت ولا وافقت على التحكيم بقضية نزاع واحدة".

وبدأ المحافظ مسروراً بتعيين رئيس جديد لمحكمة استئناف المحافظة وبمشروع مبنى النيابة العامة المعتمد ووصف رئيس الاستئناف القاضي الجديد بالكفء والجيد وأشاد بمدير الأمن المعين حديثاً.

وقال " أنا من الآن لن أباشر التعامل مع أي قضية تتضمن أي دعاوى بوقوع الضرر إلا عبر مشاركة فعلية لرئيس الاستئناف أو بعد أن تصدر فيها أحكام من قبله، بل أنا على استعداد أن أمثل أمام القضاء لإنصاف أي طرف أو الرد على أي دعوى في مواجهة أي قرار صادر عني أو عن باقي تكوينات السلطة المحلية بالمحافظة وضرب مثال واحد أو اثنين حدثا حتى الآن".

أولويات التنمية

"اولويات المحافظة ذات الأهمية القصوى تتركز حول الأمن والتنمية وتحقيق العدالة وتليها قضايا التعليم والصحة وتحدث عن ضعف شديد و إختلالات كبيرة في البنية التحتية الخدماتية للمحافظة..!!

خصص المحافظ جزء كبير من حديثة عن التعليم وعن التنمية البشرية وعن تأهيل الشباب ورفع كفاءاتهم ، وطرح جملة من التصورات بهذا الخصوص وعن تصوره لإصلاح الأوضاع الإدارية للمكاتب التنفيذية بحيث تستجيب لاحتياجات المرحلة وأنه في مقابل الضغط والإقناع لسلطات الدولة العليا برفع المخصصات والاعتمادات المالية للمحافظة يجب رفع كفاءة الجهازين التنفيذي والمحلي بحيث يتمكن من إدارة هذه الاعتمادات بصورة جيدة وشفافة وبعيداً عن أي ممارسات فاسدة ".

وفي ذات السياق رحب محافظ مأرب بكل أشكال الدعم الدولي للمحافظة وفق احتياجات يجري تخطيطها وإدارتها بصورة تشاركيه واعداً بتقديم مختلف أشكال الرعاية لتلك البرامج أو المشاريع ، وطلب من منظمة شركاء اليمن أن تستمر بالمساهمة في تنسيق لقاءات مع المنظمات والهيئات الدولية العاملة مع الحكومة اليمنية للحوار والتفاهم حول مختلف القضايا وفي مقدمتها البرامج المباشرة والمساندة للحوار الوطني والهادفة إلى إشراك أبناء المحافظة في كل آليات الحوار الوطني بما يضمن توصيل آرائهم وتطلعاتهم المستقبلية وبما يحقق رضاهم مع كل أبناء الوطن عن مخرجات الحوار الوطني ".

سلطان العرادة شخصية تتحلى بحضور أخلاقي وإنساني واعتباري نادر بل ورفيع المستوى فبمجرد جلوسنا بعد السلام راح يسأل ندوى عن أخبارها وحياتها الأسرية وعملها وعن مستوى رضاها عما تحقق بالبلد ، كذلك استمع إلينا وسأل عن تجربتنا بالمعهد الديمقراطي ( N.D.I ) وعن منظمة شركاء وأنشطتها بالمحافظة بالماضي والحاضر والمستقبل.

... سلطان لم يترك أحد من أصدقاء مشتركين بيننا وبينه إلا وتحدث عنه ، لكنه خص المرحوم سالم بن سعود بأحسن الذكر .. سلطان لم يكن يعلم أن مجرد ذكر اسم الشريف سالم بن سعود رحمه الله عند ندوى يكفي لدخولها في موجة بكاء طويلة غير أنها قد أظهرت قليل من التماسك ربما بسبب اني تجنبت ان انظر اليها في ذات اللحظة ...

ختاماً كل التحية والتقدير للأخوين الصحفي المحترم والصديق نادر الوفاء على الغليسي ، وللأخ ناصر كامل على دورهما في تنسيق وترتيب اللقاء لهما مني خالص المحبة وعظيم التقدير.

*نائب المدير التنفيذي لمنظمة شركاء ـ اليمن .


في الثلاثاء 16 أكتوبر-تشرين الأول 2012 12:20:45 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=17709