اللقاء مع الرئيس علي ناصر محمد
لطفي شطارة

1- القضية الجنوبية هل يعترف بوجودها كقضية شعب أم كقضية نتيجة لفساد الحكم؟

بكل تأكيد قضية شعب، حيث أن محافظات الجنوب تعاني من الظلم ، وبسبب الممارسات الخاطئة والمتعمدة بحقهم الذي حل بهم منذ حرب عام 1994 ، فقد جرى حل المؤسسات المدنية والعسكرية وتضرر بسبب ذلك عشرات الآلاف ، وقد حذرت حينها من تبعات مثل هذا القرار ولكن المسئولين لم يستجيبوا لدعوتي وبدلاً عن معالجة هذه المشكلة شنوا علي هجوماً (في احد الصحف المحلية في أغسطس عام 1994م) وتمادوا في إصرارهم على الخطأ ومحاولة إسكاتي باللجوء إلى التهديد وبمطالبة الانتربول بملاحقتي ، وبعد 14 عام من دعوتي للحوار بدأت السلطة باتخاذ بعض المعالجات الجزئية لل مشكلة في محافظات الجنوب ولكن جاء ذلك بعد فوات الأوان.

2- وما هو الحل ؟

الحل من وجهة نظري يكمن بالحوار ثم الحوار لحل هذه المشكلة المعقدة التي تسحب نفسها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وإذا كان النظام قد أجرى ويجري حواراً في الدوحة وبرلين وصنعاء مع أنصار الحوثي ، ونحن نؤيد مثل هذا الحوار بين الطرفين لحقن الدماء الذي راح ضحيتها المئات بل الآلاف من الأبرياء سواء من الحوثيين أو العسكريين ، فلماذا لا يجري حواراً جاداً مع قيادات الحراك السياسي في الداخل لان من شأن ذلك أن يؤدي إلى تشخيص الأزمة واقتراح الحلول والمعالجات بدلا من الحوار مع أشخاص وحل مشاكلهم .

3- دوركم في الحراك الجنوبي داخليا وخارجيا ؟

لقد حاولت السلطة وأجهزتها أن تظهر للرأي العام بأني وآخرون وراء الحراك السياسي ، والشعب يعرف أن الذي تسبب في هذا الحراك هو الظلم الذي حل بآلاف المواطنين من المدنيين والعسكريين والمثل يقول : "قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق" ، كما أن السلطة تتهم أطراف وأشخاص خارجية في دعم هذا الحراك وهذا ليس صحيحاً ولكنني لا اخفي تعاطفي مع الذين يدافعون عن حقوقهم ويدفعون دمائهم الطاهرة من اجل انتصار قضيتهم العادلة.

4- خلافاتكم مع علي عبد الله صالح متى بدأت ولماذا تدهورت ؟

لا توجد خلافات شخصية بيني وبين الرئيس علي عبد الله صالح ، وإن وجد بعض التباين في وجهات النظر فهذا شي طبيعي فمن حقي أن اعبر عن قناعاتي بالطريقة التي أراها مناسبة، ولكن هناك بعض العناصر التي تدفع إلى تأجيج الخلافات لمصالح خاصة ومثل هؤلاء ينفضوا عن أي حاكم وينقلون بنادقهم وأقلامهم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ، فقد جربنا أمثالهم في اليمن وخارجها، فعندما تحدثت عن وثيقة العهد والاتفاق التي وقعتها الأحزاب في عمان وعلى رأسهم المؤتمر الشعبي و الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح وغيرهم من الأحزاب والشخصيات صورها البعض بأن الحديث عنها يستهدف الوحدة والقيادة، وهذا ليس صحيحاً، فنحن ضحينا من اجل الوحدة أكثر من الذين استفادوا منها ويزايدون ويتاجرون باسمها.

5- إذن لماذا هجوم الرئيس على شخصكم وتجريمكم بكل المآسي التي مر بها الجنوب ؟

لقد تابعت الهجوم الذي شن علي مؤخراً بعد المشاركة في تقديم العزاء في الرياض لأسرة الشيخ عبد الله الأحمر ولم أكن أتوقع ذلك ، وكما قلت لك هناك البعض ممن حوله يقومون بتفسير أي خطوة أو أي كلمة تصدر عني أو عن غيري وفقاً لرؤيتهم ومصالحهم .

 

6- اتهامات الجنوبيين لكم كقيادة سابقة مسئولة عنه والواقع الذي يعيشه وأنكم تتفرجون على ما يجري له من مظالم ؟

ليس صحيحاً أننا نتفرج على ما يجري في الجنوب ، فقد عبرنا عن رأينا وتعاطفنا وتضامننا في أكثر من لقاء صحفي على مدى السنوات الماضية (وأولها المقابلة التي أجريتها مع صحيفة الحياة اللندنية في أغسطس 1994) إضافة إلى رسائلي للقيادة بهذا الشأن ، وتعرضت حينها للهجوم ، بينما كان البعض صامتاً آنذاك ولم يتحدثوا إلا بعد سنوات من دعوتي للمصالحة والحوار وحل مشاكل المسرحين من عسكريين ومدنيين منذ 14 عام .

7- ولكنك رمزا جنوبيا وأول من وقع اتفاقية للوحدة مع الشمال ، فهل ردكم هذا تهربا من واجب وطني تجاه شعب الجنوب ؟

أنا لا أنكر أنني كنت رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهذه ليست تهمة ولا تهربا من تاريخي وتاريخ الجنوب المشرف ومن مواقفي الوطنية والقومية ، وتعرفون أنني أول من وقع على أول اتفاقية للوحدة في 28 أكتوبر عام 1972م باسم النظام في عدن وساهمت في انجاز دستور دولة الوحدة الذي جرى التوقيع عليه من قبل قادة حزبي المؤتمر والاشتراكي (بين الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض) عند قيام الوحدة عام 1990م.

8- العلاقة مع الجنوبيين قيادات الخارج والداخل ؟

أنا على اتصال مع كافة الأطراف سواء في الداخل أو الخارج بهدف البحث عن حلول للمشاكل التي يعاني منها المواطنون في محافظات الجنوب والشرقية ، ونأمل أن يجري جواراً جاداً لحل الأزمة التي يمر بها الوطن بدلاً عن الحلول الترقيعية والمهدءات التي تقوم بها السلطة بين الحين والأخر .

9- هل نعتبر ذلك دعوة للقاء جنوبي جنوبي في الخارج لمناقشة القضية الجنوبية ومستقبلها في ظل هذا الحراك ؟

لا انفي أننا بعد أن تصالحنا وتسامحنا مع رفاق الأمس التقينا معهم ومع غيرهم بدون استثناء ، ونتناقش في أمور كثيرة تهم الوطن والمواطن، وهذا لا يعني أن لا نلتقي ببعض القيادات السياسية والحزبية والمشائخ من الشطر الشمالي فهم إخواننا ويشاركوننا همومنا بما في ذلك هموم المواطن في الجنوب ومعاناته ودعم حراكه السياسي واعتقد انه تجسد ذلك في الخطابات والمظاهرات والمهرجانات التي نظمت في بعض محافظات الشمال وفي المقدمة مآرب والجوف وعمران وتعز وغيرها من المحافظات.

10- العلاقة مع الأحزاب في الداخل ؟

الاتصالات مع كافة الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية لم تنقطع ، ويجري التشاور معهم جميعاً من حين لآخر للبحث عن حل المشاكل التي يعاني منها الوطن والمواطن.

11- المصالحة الجنوبية هل تمت بين قيادات الخارج ؟

لقد بادرنا عام 2006 إلى الدعوة للتصالح والتسامح ، وقد استجاب الجميع لهذه لدعوة وعلى رأسهم جمعية أبناء ردفان الذين عقدوا اجتماعاً شارك فيه المخلصون من أبناء الوطن من اجل دفن أثار الماضي وسلبياته والاستفادة من دروسه وعبره حتى لا تتكرر مثل تلك الأخطاء التي حدثت في الجنوب منذ عام 1967م وحتى اليوم ، ولاشك أن المصالحة في الداخل عكست نفسها على الخارج وبالفعل تمت المصالحة، ونحن نأمل تعمم هذه التجربة في كافة أنحاء الوطن بدلاً عن نبش جراح الماضي التي لا يستفيد منها إلا أعداء التقدم والتطور والأمن والاستقرار في البلاد .

 

12- الرد على أسئلة استثمار الأوضاع في الداخل لجني منافع شخصية لشخصيات جنوبية مقابل الصمت المطبق على ما يجري في الداخل ؟

ليس صحيحاً أن يستثمر الإنسان دماء ودموع الذي يتظاهرون لأكثر من 11 شهراً للمطالبة بحقوقهم ، ومن جانبي فإنني لم اصمت واسكت على ما جرى ويجري وهنا لا أدافع عن نفسي وعن الآخرين الذين بإمكانهم أن يردوا على مثل هذه الأسئلة الاستفزازية .

13- لماذا إذن لا تواجهون الرئيس ونظامه وبكل صراحة ووضوح بما يجري في الجنوب ؟

كما أشرت أنفا فإنني تحدثت في أكثر من مناسبة ومقابلة وبعثت بأكثر من رسالة عن ما يجري في الجنوب من تداعيات ، وطالبت النظام والرئيس بحل مشاكل المتقاعدين من العسكريين والمدنيين والإفراج عن المعتقلين ووقف الملاحقات الأمنية وعودة الأراضي والمنازل المستولى عليها .

14- أين ترى ضعف أو قوة الحراك في الجنوب ؟

قوة الحراك في عدالة قضيتهم واستخدامهم للمظاهرات والاعتصامات السلمية التي زادت من التعاطف معهم في الداخل والخارج ، وضعفهم ومقتلهم الوحيد في أي خلافات إذا حدثت ، وهم أكثر وعياً للقضايا التي يناضلون من اجلها .

15- أسباب امتناعكم عن الترشح للانتخابات الرئيسية الماضية ؟

لقد رفضت الترشح للانتخابات الرئاسية عام 1999 ويومها قلت للرئيس -عندما طالبني بالترشح- : "إنها مزحة من عيار ثقيل" لأنني كنت متأكد من نتائج الانتخابات الرئاسية ولان الظروف السياسية غير مهيأة لذلك، ولهذا قدرت وقررت أن لا أخوض معركة خاسرة، وفي عام 2006 تعرضت لحملات إعلامية لأكثر من عام لأنني قلت في احد المقابلات الصحفية (مع الحياة اللندنية عام 2005 ) : "حتى الآن لم اتخذ قرار بشأن الانتخابات الرئاسية" واتهمت بالخيانة والعمالة وغير ذلك ، كضربة استباقية لإثنائي عن الترشح للرئاسة.

16- هل تراهن على أحزاب المشترك في التغيير رغم فشلها في تحريك الشارع ؟

 لاشك أن لأحزاب اللقاء المشترك قوة مؤثرة في الساحة اليمنية وقد اخذ عليها البعض تذبذبها في دعم الحراك السياسي الذي شهدته محافظات الجنوب منذ ما يقرب من عام ولكنها تحركت مؤخراً لدعم الحراك السياسي بشكل عام ، ونأمل أن تواصل دعمها من اجل انتصار القضايا العادلة للوطن والمواطن .

17- سيادة الرئيس مؤخرا تم الاحتفال بذكرى 13 يناير بمهرجان التصالح والتسامح لكنه انتهى أيضا بسفك الدماء وإزهاق الموتى .. كيف تنظر لخطوة التصالح .. والأسلوب التي قوبلت به من قبل السلطات؟

استجاب لنداء التصالح والتسامح كافة أبناء الجنوب ، ومع الأسف أن النظام اتخذ قراراً بإغلاق جمعية أبناء ردفان التي تبنت الفكرة، ولكن المواطنين واصلوا لقاءاتهم التصالحية والتسامحية ، وكنا نتمنى أن يتم هذا التصالح بين أبناء محافظات الشمال لان الشمال مر بحروب وإحداث تركت جروحاً عميقة في جسم الوحدة الوطنية ، فنحن بحاجة إلى تضميد جراح الماضي والاستفادة من دروس وعبر هذه الصراعات ، وما حدث مؤخراً حز في نفسي كثيراً عندما وجه العسكر سلاحهم إلى المظاهرات السلمية في عدن للمطالبة بحقوقهم ، ولم اسمع في حياتي أن يقف أي نظام في الدنيا ضد التصالح والتسامح والحراك السلمي فالكل يدعو إلى السلام والاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً عن لغة العنف والسلاح

فعن طريق الحوار تمت المصالحة بين الجمهوريين والملكيين في صنعاء ، وبالحوار السلمي اعلنت الوحدة اليمنية وبالحوار أيضا تصالح اللبنانيون والسودانيون وغيرهم من الشعوب في العالم . ونحن نأمل أن يجري الحوار في فلسطين بين حركتي فتح وحماس لان انقسامهم يؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية إقليميا وعربياً ودولياً .

18- قبل 13 يناير وبعدها أعلن البعض عن رفضهم للتصالح والتسامح المسيس كيف تفسر ذلك ؟

صدمت وأنا أقرأ ذلك الخبر في الصحف، ولم اصدق أن يصدر ذلك من قبل البعض وهم يعلنون عن رفضهم للتصالح والتسامح ، فالوطن وكل أبناءه بحاجة إلى تضميد الجراح التي نخرت جسم الوحدة الوطنية، وأنا متأكد أنها حالة انفعالية عابرة. 

19- نقلت بعض وسائل الإعلام عن وساطة رفيعة بعثها الرئيس صالح للتحاور معك ، ونائب الرئيس السابق علي سالم البيض وحيدر أبو بكر العطاس للعودة إلى الوطن ما صحة هذه التسريبات؟

لقد أكد كل من المهندس حيدر أبو بكر العطاس رئيس الوزراء الأسبق ، والسيد محمد علي احمد محافظ أبين الأسبق انه لا صحة لهذه المعلومات والتسريبات التي أشرتم إليها في سؤالكم ، وأنا بدوري أؤكد لكم أن هذا غير صحيح .

20- ولكن إذا أتصل الرئيس وطلب الحوار هل ستقبلون ذلك على قاعدة القضية الجنوبية او إصلاح مسار الوحدة ؟

الحوار يجب أن يجري مع الداخل من قادة الحراك السياسي في الوطن أولا ، ونحن سنبارك مثل هذه الخطوة .

21- هل ترون مثل هذه الخطوات هي المخرج لإصلاح أوضاع البلد؟

المفروض أن يجري الحوار مع الداخل أولا للبحث عن حلول جذرية للازمة التي يمر بها اليمن وليس بالهروب من هذه الأزمة عبر تسريب الأخبار التي تستهدف إحداث البلبلة في أوساط الجماهير .

22- هل التقيت بعلي سالم البيض ، أو العطاس بعد حرب 1994، وهل ستصل دعوات التصالح والتسامح إليكم ؟

أنا على اتصال مع الجميع في الداخل والخارج ، ونحن نلتقي مع المهندس حيدر العطاس باستمرار عندما نكون في مصر أو الإمارات وهذه اللقاءات هي امتداد لعلاقاتنا الأخوية والتاريخية ، أما بالنسبة للأخ علي سالم البيض فنحن نتواصل في المناسبات الدينية والوطنية والشخصية ولا يوجد ما يمنعنا من اللقاء المباشر معه إذا سمحت الظروف بذلك ، ولكل منا ظروفه وبرامجه وتحركاته وتنقلاته ولكن نأمل أن نلتقي قريباً بإذن الله .

23- وما الذي يمنع أن تقومون بالتواصل سواء في مسقط أو أي بلد آخر ؟

أنا اقدر ظروف الأخ علي سالم البيض واعتقد انه سيأتي اليوم الذي سيتم فيه التواصل المباشر معه عندما تسمح الظروف بذلك ، وأنا ليس عندي مانع من اللقاء معه في أي مكان سواء في مسقط أو الإمارات أو حتى في اليمن.

24- تعرضت في الفترة الأخيرة لحملة إساءة وتهديدات مجهولة عقب مقابلات صحفية نشرتها صحف محلية... كيف يفسر الرئيس علي ناصر مثل هذه التصرفات ؟

مثل هذه الحملة التي أتعرض لها باستمرار وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات لم تؤثر ولن تؤثر على تاريخي ودوري الوطني والقومي ، وهي ترتد على أصحابها دعاة الفتنة والذين يتحدثون اليوم عن ما يسمونه اليوم بنبش الملفات الذي لا شك انه سيرتد عليهم وأنا أترفع عن الرد على هذه الحملات التي أتعرض لها وتتعرض لها شخصيات وطنية في اليمن بسبب مواقفها من بعض الأخطاء التي تمارس من قبل بعض المتنفذين في الدولة ، ففتح الملفات هو فتح أبواب جهنم على الجميع ولن ينجوا منه أحداً ، وأتمنى أن لا يدفعونا إلى نبش الماضي وان لا تطغى الخلافات الشخصية على الخلافات والمواقف السياسية لان الخلافات السياسية يمكن أن تحل بين الأشخاص أو حتى الدول من خلال الحوار ، ولكن التجريح الشخصي يعمق الخلافات ويزيد من الأحقاد والكراهية، ويوسع قاعدة العداء والأعداء ضد النظام وقيادته ، فالشعب ليس بحاجة إلى مزيد من التوتر والأحقاد والكراهية والطائفية.

25- هل تعتقد أن علاقاتكم ببعض القوى في الشمال هي سبب غضب صالح منكم وهجومه العلني ضدكم؟

علاقتي بالقوى الوطنية والشخصيات السياسية والواجهات القبلية علاقة قديمة ولم تنقطع حتى الآن، وهي علاقة وطيدة مبنية على المصلحة الوطنية أولاً وأخيراً، وهي لا ترتبط بمصلحة شخصية ، وهدفنا الوطني وإيماننا العميق بالوحدة اليمنية التي ضحينا من اجلها وهي القاسم المشترك الذي يجمعنا بهذه القوى. 

26- صالح يتهمكم بالعمالة لقوى إقليمية ودولية في خطاباته ولقاءاته ، هل لهذه الاتهامات علاقة بما يجري في الشمال والجنوب على حد سواء ؟

الشعب يعرف تاريخ قادته ومنابعهم وخطابهم السياسي وفكرهم ومواقفهم الوطنية، واعتقد أنني لم أكن في يوم من الأيام انطلق في قناعاتي ومواقفي السياسية وفقاً لأهوائي الشخصية أو بما تمليه علًي قوى خارجية إقليمية وعالمية ، وسنترك للشعب والتاريخ أن يحكم علينا.

وهذا الحراك الموجود اليوم في الداخل سواء في الجنوب أو الشمال ، ليست وراءه أية قوى أو شخصيات خارجية كما يردد البعض ، وإنما الظلم الواقع عليهم هو الذي دفعهم ووحدتهم وجعلهم صفاً واحد متماسكاً من اجل قضاياهم العادلة.

27- لا يزال الشارع في الجنوب يهتف باسمكم ويرفع صوركم ومع هذا لا يوجد موقف رسمي واضح من قبلكم تجاه معاناة هذا الشعب ، ألا تعتقد أن الجنوب أولى باهتمامكم عن بقية الحسابات الأخرى ؟

نحن نعيش ما يجري في محافظات الجنوب أول بأول ونولي اهتمام اكبر لمعاناة شعبنا منذ حرب صيف عام 1994م ، ونحاول بشتى السبل إيجاد مخرج لهذه القضية والتي لم تعد مثار اهتمام الرأي العام في الداخل فقط بل أصبحت مثار اهتمام القوى الإقليمية والعربية والدولية .

28- ظهر تجمع جنوبي في بريطانيا –تاج- يطالب بتقرير المصير للجنوب وعدم الوصاية على الشعب بعد الآن ، كيف تنظرون لتاج وخطابه السياسي ولماذا لا يتم التفاهم معهم على قواسم مشتركة بالنسبة للقضية الجنوبية ؟

تاج هي إحدى قوى المعارضة السياسية ، ونحن نتابع نشاطاتهم إضافة إلى غيرهم من القوى والشخصيات التي لها علاقة بالحراك السياسي ، ولكل منا رؤاه وقناعاته السياسية ، وكما أشرتم في سؤالكم حول عدم الوصاية على الشعب ، فالشعب أدرى بمصلحته ، وعلينا احترام الرأي والرأي الأخر والاحتكام إلى لغة الحوار في معالجة كافة القضايا بطريقة ودية وحضارية . 

29- بالأمس ظهر الشيخ حسين بن عبد الله الأحمر على شاشة تلفزيون
NBN وأعلن انه التقى بكم ومع حيدر العطاس ومحمد علي احمد هل لنا أن نعرف ما دار في لقائكم ؟

 لم يلتقيني إلا في حفل عشاء جمعنا مع أحد الشخصيات اليمنية في القاهرة عام 2005م ، وكان الحديث حينها عن الانتخابات الرئاسية آنذاك فقط . 

* عدن برس


في الجمعة 15 فبراير-شباط 2008 05:02:10 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=3348