النجم والممثل المغربي الراحل محمد بسطاوي كان يحلم بسينما تنتصر للروح

الجمعة 26 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس ـ حميد عقبي
عدد القراءات 9248

نعت الاوساط الفنية السينمائية رحيل الفنان الممثل السينمائي والمسرحي والتلفزيوني محمد البسطاوي عن عمر يناهز 60 عاما وكان البسطاوي اكتشف ان لديه مشاكل صحية في الكلى لكنه اجهد نفسه كثيرا بسبب التزاماته الفنية، وقبل عدة ايام تدهورت حالته الصحية وتم اسعافه الى مستشفى الرباط العسكري ويظهر ان حالته لم تتحسن لذا توجهت زوجته الفنانة سعاد النجار عبر صفحتها في الفيسبوك داعية الجمهور والشعب المغربي الدعاء من اجل شفاء محمد البسطاوي، لم يمهله المرض كثيرا حتى اسلم الروح لبارئها يوم الاربعاء 17 ديسمبر2014.
كي نتعرف على هذا الفنان يمكننا ان نطالع تصريح اعز رفاقة الفنان محمدخيي بالقول “سي محمد البسطاوي، كان قبل كل شيء إنسانيا، و”فنان كبير وقلبوكبير” وهذا ما تلمسه من خلال
“العمل معه، والأدوار التي شخصها، والتي لا يمكن تشخصيها إلا إذا كان عند الفنان قلبا كبيرا
محمد البسطاوي من مواليد عام1954 بمدينة خريبكة وقد ظهرت نجوميته مع مسلسل “وجع التراب” ثم صعد نجمه مع مسلسل” صقر قريش” شارك البطولة مع الفنان جمال سليمان والفنانة سلاف فواخرجي والفنانة أمل عرفة والفنان باسم ياخور.
كما انه شارك في فيلم “علال القلدة”عرض عام 2003من بطولة الفنان رشيد الوالي والفيلم يحكي قصة درامية اجتماعية عن بائع متجول يحاول انقاذ ابنته الوحيدة من الموت بعد ان اصابها مرض خطير.
 كما ان له مشاركات متميزة في عدد من الافلام المغربية اهمها “في انتظار بازوليني”،”الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء”، “طريق العيالات” وفيلم “الصوت الخفي” وفيلم “الوشاح الاحمر” وفيلم “أغادير إكسبريس″.
اما آخر الأعمال التي شارك فيها فيلم “أياد خشنة” الذي عرض في عام 2012 مع الفنانة( أمينة رشيد والفنانة هدى الريحاني
امتاز البسطاوي بصراحته واختيارته الفنية البعيدة عن الهبوط والركاكة وكان قد وصف السينما المغربية بأنها رديئة وقد شهدت اخر له لقاء تلفزيوني مع (شوف تي في) حيث اوضح ان المشكلة تكمن في وجود نوعية من الافلام يتم انتاجها للجمهور العريض وتكون هذه الافلام ركيكة والجمهور لوتم تقديم وجبة جيدة وصحية فانة سوف يقبلها ولكن هناك فئة تتساهل وتحشوفي العمل الكثير من التفاهات وهذه الافلام بطبيعة الحال تموت ما يصمد هوالفيلم الجيد الفني والذي يمكن ان ينافس في مهرجانات بالداخل والخارج والدليل ان هناك افلام مغربية يتم تكريمها وتحصل على جوائز في مهرجانات عربية وعالمية، كما اوضح “ان السينما المغربية رديئة يعني اننا لم نصل الى السينما التي كنا نحلم بها نحن، ولكن هناك استثناءت هناك افلام ومخرجين قدموا اعمال تحمق وهناك افلام للجمهور الواسع وانا لا اتفق مع هذا المصطلح، الجمهور الواسع اذا قدمت له طبق جيد سياكله لذا علينا حسن اختيار الاطباق التي يتم تقديمها للناس″
 ثم وضح انه يمكننا تشجيع الجمهور الواسع على مشاهدة افلام سينمائية بمواصفات جيدة في الشكل والمضمون.
محمد البسطاوي يمتاز بالتنوع في الاداء وكذلك انه يميل الى كل ماهومغربي ويتمسك به كثيرا محاولا تبسيط الشخصية المغربية واعطائها مذاق لذيذ وانتشار عالمي، عندما ننظر ونشاهد اداء الفنان البسطاوي نجد فيه روح الفنان الصادق كونه قادم من عمق المسرح الذي كان عالمه وبيته الثاني مع عدة فرق مسرحية اشتغل لسنوات طويلة في ظروف قاسية وعائد مادي غير كبير، يمكننا ان نذكر ان البسطاوي كان يميل الى الشخصيات الشعبية التي تخاطب البسطاء وتكون غنية بالحكمة والفكاهة، هوكان يود في كل عملا ان يكون مغربيا بسيطا مفهوما للغير، نجد ذلك قام بطرحه في اغلب الحوارات الصحفية والتلفزيونية وكثيرا ما يردد “يجب ان نتجه الى العمق المغربي وان على السينما ان تفهم هذا الواقع وتقدمه بصدق وفي اساليب جيدة من ناحية الشكل الفني وقادرة على الانتشار العالمي” اي الخروج من القفص المحلي، الخروج من اساليب الاسكتشات التي احيانا تكون موجودة في بعض الافلام، هوكان يطالب “ان تكون السينما صورة واحساس″ وكان يرفض الاساليب والاكليشهات النمطية الزائفة في الاضحاك ويعتبرها تساهم في تشويه الشخصية المغربية وتعكس صورة سيئة عن الشعب المغربي في الخارج، يعجبني في هذا الرجل انه عندما يقف امام الكاميرا في المهرجانات اثناء اي لقاء تجده لا يجامل يقول رأيه بصرحة ولا يدعي ان الافلام التي يشارك فيها كاملة كون السينما فن جماعي، وجود ممثل جيد اواكثر قد لا يقفز بالعمل الى الجودة الكاملة، النقص كما يوضح في اماكن كثيرة وعناصر عديدة مثل السيناريووالرؤية الاخراجية والامكانيات الانتاجية وغيرها من العناصر الفنية والتقنية، الرجل ايضا متواضع لا يدعي النجومية والكمال وكثيرا ما يتحدث عن ضرورة ان يطور الممثل ايضا من اساليبه في الاداء ويتعرف الى تجارب عالمية ويتعلم منها.
رحل محمد البسطاوي كنجم سينمائي وتلفزيوني ومسرحي شعبي تاركا ثروة كبيرة من الافلام والاعمال الدرامية والمسرحية التي شارك بها كممثل، وتاركا كذلك هموم واحلام كبيرة اهمها ان تنهض السينما المغربية كي تكون سينما منافسة وقوية تنتصر للروح المغربية والبسطاء من الناس وتقدمهم في اساليب فنية راقية الى العالمية.


إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة