ماذا وراء إرسال إيران سفينة "شهد"!! .. معلومات تنشر لأول مرة ..

الإثنين 18 مايو 2015 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - GYFM
عدد القراءات 12947

قررت إيران إرسال سفينة إلى ميناء الحديدة بعد ساعات من إعلان الهدنة الإنسانية في اليمن. قبلها حاولت طائرة إيرانية كسر الحظر الجوي فاضطرت قوات التحالف إلى قصف مدرج مطار صنعاء، عادت الطائرة الإيرانية (المزعجة) خائبة، رغم كل التهديدات الإيرانية، السفينة هي الأخرى أُتبعت بسيل من التهديدات وصل حد التهديد بـ"إشعال المنطقة".

حسب الإيرانيين فالسفينة لن تصل حتى 21 مايو القادم. وبحسب تصريح رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني (15/5) "ناصر جراغساز - على موقع الجمعية الإلكتروني الناطق بالفارسية - فإن السفينة قد تصل مساء الجمعة أو صباح السبت إلى ميناء صلاله العماني لتحدد وجهتها فيما بعد". ما يعني أنها لن تصل إلا بعد انقضاء الهدنة الإنسانية التي تنتهي (16/5) وما لم يتم التمديد ستختلق إيران مشكلة أكبر. تقديمها شكوى إلى مجلس الأمن يوم(14/5) بشأن محاولة السعودية منع السفينة، قد يمثل ضغطاً لوصولها ولكن برعاية أممية وتفتيش منها.

قبل بدء خطبة الجمعة في طهران التي دعا فيها الشيخ محمد علي موحدي كرماني إلى "تحرير الحرمين الشرفيين" والشعب السعودي إلى "الثورة"، جاء تهديد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان النائب حسين نقوي حسيني بـ "محو السعودية من الوجود إذا قررت إيران التدخل في اليمن"، زاعماً أنه لا توجد "قوة يمكنها تفتيش السفينة" حسب وكالة فارس (15/5).

ويبقى التساؤل الأهم: لماذا كل هذه الضجة الإيرانية لإرسال السفينة إلى اليمن؟!! مع أنها لم ترسل سفينة مساعدات منذ3000 سنة، فكل ما أرسلته حتى الآن مقاتلون: في عهد سيف بن ذي يزن قبل 1500 سنة، وشحنات سلاح طوال الـ 10 أعوام الماضية.

وللجواب على هذا التساؤل، تعود بنا الذاكرة إلى سفينة مرمرة التركية التي انطلقت لفك الحصار عن قطاع غزة 2009. وبما أن الشيء بالشيء يذكر تحاول إيران وضع سفينتها في ذات المربع مع مرمرة، وتأطير دول التحالف مع "الإسرائيليين" في مربع واحد أيضا.

مقارنة دأبت عليها وسائل الإعلام الإيرانية منذ بدء العمليات العسكرية على الحوثيين والمخلوع صالح 26 مارس/آذار الماضي، في محاولة للتأثير على الرأي العام الإيراني السماح بدعم الحوثيين. وصل حد تصريح نائب رئيس مجلس الخبراء (أعلى هيئة في إيران) بالحديث عن ضرورة مساندة جماعة الحوثي بكل قوة (وكالة فارس 10/5).

4% فقط يؤيدون دعم بلادهم للحوثيين!. ما يعني أن وتيرة السخط الشعبي مرتفعة جدا، حسب استطلاع رأي بالفارسية لـ"صحيفة إيران واير". النخب والمثقفون رفعوا أصواتهم أيضا فقد استنكر السفير الإيراني السابق - مدير الشؤون الأفريقية بالخارجية الإيرانية – "جاوید قربان أوغلی" في افتتاحية كتبها لصحيفة مشرق 4/5 "استمرار التدخل الإيراني بشكله الفجّ في اليمن"، وهاجم الصحافة الإيرانية التي تغطي أخبار اليمن بشكل يفوق تغطية الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان!.

على متن السفينة "شهد" النائب في البرلمان الإيراني "محمد صادقي" متخصص في الجراحة الترميمية، ومحارب سابق في صفوف الحرس الثوري الإيراني، قاتل في الحرب العراقية، وله خبرة في زراعة المتفجرات، وسبق أن شارك في لبنان. وهو ذاته كان متواجدا على متن الطائرة الإيرانية التي منعت من الهبوط في مطار صنعاء في وقت سابق.. صحيفة "مشرق" و"اطلاعات" الإيرانية.

قد يتم إدخال خبراء متفجرات ومتخصصين يحتاجهم الحوثيون؛ من جهة. ومن جهة أخرى فإن وجود متخصص في الجراحة الترميمية مؤشر على وجود إصابات بليغة في أوساط قيادات حوثية. تقول الأخبار أيضا إن هناك أطباء آخرون على متن السفينة. ربما قد يبرر ذلك بعض إصرار إيران على وصول السفينة دون تفتيش إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.

ويبدو التساؤل أعلاه أكثر إلحاحا: لماذا أعلنت إيران الحرب على تفتيش السفينة التي قالت إنها تحمل مساعدات، سيما وقد صرح عبداللهيان مساعد خارجية طهران ومسؤولة برنامج الأغذية الإيرانية استعداد بلادهم إرسال 3 طائرات مساعدات إلى اليمن خلال 24 ساعة القادمة إلى جيبوتي، وسبق هذا الحديث تواصله مع "بان كي مون" الذي شجع الدور الإيراني! فهل حصلت إيران فعلا على ضوء أخضر من الأمم المتحدة يضمن وصول السفينة إلى ميناء الحديدة.

وفي مقابل السخط الشعبي الإيراني على دعم الحكومة للحوثي، أفصحت آخر استطلاعات الرأي عن تأييد 93% من السعوديين وقف بلادهم للتمدد الإيراني في اليمن. معادلة غير متكافئة يمكن من خلالها وصف التهديدات الإيرانية للخليج بأنها "زوبعة في فنجان" حسب تحليل مضمون لنتائج هذه الاستطلاعات.

لم تدخل الجمهورية الإيرانية حرباً منذ 150 عاماً، إذا ما تم استثناء خسارتها مع جارها العراقي العنيد، الذي استنزفها طيلة 8 سنوات، اضطر الخميني معها إلى "تجرع السم" كما قال لوقف الحرب. لذلك فطهران تعي جيدا أن حربها في المشرق سيعجل نهايتها، بناء على معطيات "عاصفة الحزم" التي عطلت أذرع الأخطبوط الفارسي عن الحركة، وأودعت سمعته غياهب الخزي، وفي وقت لم يكن معه هذا الكيان الحالم يتوقع هذا الانقضاض العربي "المبكر".

اليمن ليست منطقة حرب تشارك فيها إيران –هم يعرفون ذلك- وقبل 1500 عام قال كسرى لسيف بن ذي يزن، "من طال حبله انقطع" في إشارة إلى بعد المسافة بين اليمن وإيران. وعليه فعندما شاركت الأخيرة جزئيا في القتال بسوريا والعراق خسرت أبرز القيادات في الحرس الثوري، وقوات الباسج، ومقاتلي حزب الله.

عدا عوامل عديدة كالبعد الجغرافي، والتضاريس، والبيئة اليمنية المحاربة. لذلك تعتمد إيران على إرسال الخبراء في المتفجرات والتخطيط، وهم متواجدون في جبهات القتال بل ويديرون العملية القتالية إلى جانب قيادات تابعة للمخلوع صالح.

يبقى الحل الأكيد بعد استعراض ما سبق، بيد قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وحيث أن الإيرانيين يعون ذلك، فإذا تم تمديد المهلة وأرادت السفينة الوصول إلى ميناء الحديدة فسيتم تفتيشها من قبل التحالف، ولوقف حدة الخطاب حتى بمشاركة الأمم المتحدة؛ خفت الصوت الإيراني الذي يتحدث عن مرافقة البوارج البحرية في باب المندب مع السفينة.. معنى ذلك أنها لن تتحرك، والتهديدات ستذهب أدراج الرياح.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن