آخر الاخبار

الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار أول دولة أوربية تعلن خوفها الحقيقي من الحرب العالمية الثالثة وتكشف عن خطوة واحدة لتفجير الوضع إسرائيل توقف عمل قناة الجزيرة والعمري يتوعد برد قانوني السعودية تكشف حجم العجز في ميزانيتها خلال الربع الأول هذا العام

مستشفيات اليمن تخوض معركة خاسرة في مواجهة الكوليرا

الأربعاء 14 يونيو-حزيران 2017 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - الشرق الأوسط
عدد القراءات 2261

يستقبل «مستشفى السبعين» في صنعاء كل دقيقة مريضاً واحداً على الأقل مصاباً بالكوليرا التي اجتاحت البلد الفقير الغارق في الحرب، متسببة بوفاة 923 شخصاً ومهددة حياة 124 ألف آخرين. وبعدما فاقت أعداد المرضى قدرة المستشفى على الاستيعاب، لجأ المسؤولون فيها على غرار مستشفيات أخرى، لنصب خيام في محيطها، بينما اكتظت أروقة المبنى الرئيسي بالمرضى الذين افترش بعضهم الأرض. وقال الطبيب إسماعيل المنصوري: «استقبلنا عدداً كبيراً جداً من المرضى، ومنذ أسبوعين نستقبل في الدقيقة الواحدة من حالة واحدة إلى حالتين إلى ثلاث حالات»، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس.

وفي مركز مكافحة الكوليرا بالمدينة، حذر الطبيب ماهر الحداء من «ارتفاع مخيف جداً في أعداد الحالات، حتى وصلنا إلى أن نستقبل في اليوم الواحد ما يزيد على 300 حالة، بينهم أطفال ونساء». وفي بلد يعاني مراكزه الصحية من نقص في المستلزمات، تزيد الكوليرا من معاناة اليمنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر منذ بدء النزاع عام 2014 عندما انقلبت الميليشيات الحوثية على الشرعية واستولت على العاصمة صنعاء.

وأسهمت أزمة نفايات تسبب بها إضراب نفذه عمال النظافة للمطالبة بالحصول على أجورهم، في تفشي الكوليرا. وارتفعت أكوام القمامة في الشوارع، حيث اضطر السكان إلى ارتداء الأقنعة بسبب الروائح الناجمة عن تعفن النفايات. ومنذ نهاية أبريل (نيسان) الماضي، اجتاحت الكوليرا 20 محافظة من مجمل محافظات اليمن والبالغ عددها 22. وأدت في نحو ستة أسابيع إلى وفاة 923 شخصاً وإصابة 124 ألف آخرين، بحسب آخر إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف». وقالت المنظمة إن الأطفال يشكلون ربع الوفيات ونصف أعداد المصابين.

وهذه هي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن، الدولة الأكثر فقرا في شبه الجزيرة العربية، إذ تسببت بين أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي ومارس 2017 بوفاة 145 شخصاً.

ويتسبب وباء الكوليرا الشديد العدوى بإسهال حاد وينتقل عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته. وتقول الأمم المتحدة إن أعداد الإصابات ترتفع بوتيرة «غير مسبوقة»، وتحذر من أن الوضع قد يزداد سوءا خلال موسم الأمطار وفي ظل النقص الحاد في المستلزمات الطبية بفعل النزاع.

وكانت منظمة الصحة العالمية عبرت في 19 مايو (أيار) الماضي عن خشيتها من إصابة 250 ألف شخص بالكوليرا مع أن أعداد المصابين آنذاك كانت تبلغ نحو 23 ألف حالة. ورغم أن الكوليرا تفشت بداية في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، فإنها سرعان ما انتقلت إلى المناطق الأخرى، وبينها عدن في الجنوب حيث أعلنت مصادر طبية عن وفاة 27 شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف شخص آخر. وأوضح ماجد الداري مدير قسم الكوليرا في مستشفى الصداقة في عدن أن القسم استقبل «أكثر من ثلاثة آلاف حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا، بينها مائتي حالة وصلوا في الأيام الأخيرة».

تجد الكوليرا في اليمن أرضاً خصبة للانتشار مع استمرار الحرب والنقص في المستلزمات. وذكرت الدكتورة ميريتشل ريلانيو ممثلة اليونيسيف في اليمن في بيان أمس أن «تفشي الكوليرا قضى على ما تبقى من النظام الصحي في اليمن الذي مزقته الحرب، فالمستشفيات والمرافق الصحية تكابد الأمرين في التعامل مع العدد المتزايد من المرضى في جميع مناطق البلاد، كما أن الأدوية والمحاليل الوريدية تستنفد بسرعة». وأشارت إلى أنه «على الرغم من التحديات الهائلة لم يدخر العاملون والعاملات في القطاع الصحي جهداً في الاستجابة لحالة الطوارئ هذه حتى في ظل توقف رواتبهم منذ تسعة أشهر تقريباً، لذلك ومن دون إيجاد حل عاجل لمشكلة رواتب الكوادر الصحية سينظم المزيد من الأطفال إلى قوافل الموتى بغض النظر عن حجم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى البلد». وحذرت المنظمة من أن «الأدوية والمحاليل الوريدية تستنفد بسرعة»، وقالت إنه «في ظل غياب أي بوادر تلوح في الأفق لوقف النزاع الدائر فمن المحتمل أن يستمر وباء الكوليرا - وربما أمراض أخرى - في إزهاق أرواح الأطفال في اليمن».

في محافظة إب قرب صنعاء، يشكو عمار من القمامة التي تتكدس في جوار منزله والمجاري التي تطفح في شوارع الحي. ويقول: «هذا ما أدى إلى انتشار مرض الكوليرا في هذا الحي». في أحد أحياء عدن جنوبا، تحولت بقعتان من المياه الراكدة السوداء التي تفوح منها رائحة كريهة إلى وكرين للذباب والحشرات التي تنقل الأمراض المعادية. وقالت أم هشام مديرة إحدى مدارس المدينة: «نخشى تفشي المرض. الناس فقراء ولا يملكون الوسائل اللازمة للعلاج والذهاب» إلى المستشفى. مازن الصياد، الأب الذي يسكن في إحدى قرى محافظة لحج شمال عدن، تمكن من إنقاذ والدته بعدما أقلها في سيارته متوجهاً بها إلى مستشفى الصداقة في عدن، وقال: «أنقذت أمي من الموت فقط لأنني أملك سيارة. هناك آخرون يموتون في مكانهم».

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن