إسرائيل تتساءل: ثلاث علامات استفهام في الهجوم على سوريا

الثلاثاء 17 إبريل-نيسان 2018 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 2587

 

 

على إسرائيل أن توضح لروسيا بأنها ستضرب أي منظومات مضادة للطائرات تنقل إلى نظام الأسد

يطرح هجوم الولايات المتحدة وشركائها في سوريا ثلاث علامات استفهام واستنتاجين إسرائيليين. علامة الاستفهام الاولى تتعلق بمدى نجاح الهجوم. فالولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا تتحدث عن هجوم ناجح وإصابة لكل الأهداف. أما جنرال روسي في سوريا فادعى بأن نحو 70 في المئة من الصواريخ اعترضتها منظومة الدفاع الجوي الروسي. هذه فجوة غير معقولة في موضوع ينبغي للحقائق أن تكون واضحة فيه. إذا كانت الرواية الروسية صحيحة، فثمة مجال للقلق. فما الذي حصل حقاً؟

علامة الاستفهام الثانية تتعلق بمدى الاصابة للترسانة الكيميائية التي لدى سوريا. بقدر ما أعرف الموضوع، فقد حرص السوريون دوماً على حيازة السلاح الكيميائي في أنفاق عميقة لا تتسلل اليها الصواريخ الجوالة. إذن ماذا حصل حقا؟ هل أطلقوا النار فقط على أهداف كيميائية أم دمروها أيضاً. لماذا يتحدث الأمريكيون فقط عن «الافعال» (ما فعلناه) وليس عن «النتائج» (ماذا كانت النتيجة)؟

علامة استفهام ثالثة تتعلق بالتصريح الأمريكي بأن «المهمة انتهت». إذ سارع الأمريكيون إلى الاعلان بأنه فقط إذا استخدمت سوريا السلاح الكيميائي مرة أخرى، فإن الولايات المتحدة ستفكر بالهجوم مرة أخرى. هذا قول غريب. لماذا يحتاج الأمريكيون لأن يهدئوا روع الأسد علنا؟ لماذا قلصوا أيضاً السبب للضرب في المستقبل باستخدام السلاح الكيميائي فقط؟ لماذا لم يقولوا انه إذا ما وعندما يتسبب السوريون مرة أخرى بأذى جماعي بحق المدنيين (سواء بالسلاح الكيميائي أم بأي وسيلة أخرى)، فسترد الولايات المتحدة بالقوة؟ وماذا سيحصل إذا ما أحرق جيش الأسد مئات الاشخاص وهم على قيد الحياة، فهل عندها لا يكون من الصواب الرد. من ناحية إسرائيل، هناك استنتاجان فوريان: الاستنتاج الاول يتعلق بامكانية أن تزود روسيا سوريا بمنظومة صواريخ أرض ـ جو من طراز أس 300. هذا سلاح يعرض للخطر ليس فقط حرية عمل سلاح الجو في سماء سوريا بل وأيضاً حرية عملنا في سماء لبنان. وإذا ما نصبت هذه المنظومات في شمال غرب سوريا، فيمكنها أن تعرض للخطر أيضاً مسارات الطيران المدني لإسرائيل. هذا واقع لا يمكن لإسرائيل أن تسلم به، ولهذا فإن الحوار مع الروس يجب أن يتركز في هذا الموضوع، بما في ذلك التلميح بأن إسرائيل كفيلة بأن تضرب هذه المنظومات إذا ما أُعطيت لسوريا.

هذا سيكون جدالاً صعباً، ويمكن التخمين ماذا سيقول الروس. في 2004، عندما كنت رئيساً لقيادة الامن القومي، التقيت في موسكو مع وزير الدفاع الروسي، ومع رئيس الأركان الروسي. حاولت إقناعهما بعدم البيع لسوريا أي سلاح مضاد للطائرات (أقل خطورة من أس 300). فرد الروس هكذا: نحن نبيع أعداءكم (سوريا) صواريخ مضادة للطائرات، ولكن هذا سلاح دفاعي فقط. بالمقابل، انتم تبيعون أعداءنا (جورجيا) راجمات والتي هي سلاح هجومي». رغم الصعوبة، ورغم التعلل بالبراءة من جانب روسيا، من الصحيح الجدال معهم والايضاح بأننا لن نخشى العمل. وبوتين يعرف كيف يحترم من لا يخشى العمل.

الاستنتاج الثاني يتعلق بالرد الإيراني ضدنا. صحيح حتى اليوم فإن قدرة إيران على المس بإسرائيل من الاراضي السورية محدودة جداً. في هذا الوضع من شأن الإيرانيين أن يستخدموا ضدنا حزب الله الذي يشكل تهديدا خطيرا للغاية من ناحية شدة الضرر الذي من شأنه أن يلحقه بدولة إسرائيل. والسبيل إلى تصعيد الامور على حزب الله في أن يقرر عملية ضد إسرائيل هو واحد: على إسرائيل أن توضح للبنان بأن ردا إسرائيليا في أعقاب النار نحونا من جهة لبنان سيؤدي ليس إلى مواجهة بين إسرائيل وحزب الله (مثلما كان في حرب لبنان الثانية) بل إلى حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان. نتيجة مثل هذه الحرب ستكون بالضرورة دماراً شديداً للبنان. وهذا ما لا يريده حزب الله أيضاً. الضغط الإيراني للعمل ضدنا يجب موازنته بضغط معاكس من جانب الشعب في لبنان. وهذا الضغط لا يتحقق إلا إذا تحدثنا بشكل صارم يوضح حجم الضرر الذي سنلحقه بلبنان، حكومته، بناه التحتية وسكانه.

 

غيورا آيلند

يديعوت 16/4/2018

 

   Share on FacebookClick to share on TwitterClick to share on Google+Click to email this to a friend

 

- -

بدون تعليقات

أترك تعليقاً