الشرق الأوسط :واشنطن تعول على قيادة هادي لاستقرار اليمن وترصد آليات لدعمه

السبت 26 مايو 2012 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 3900
 
الرئيس عبد ربه منصور هادي (رويترز)

بات من الواضح أن الإدارة الأميركية تعول بشكل كبير على قيادة الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي والحكومة الجديدة للعمل على استقرار اليمن وتكثيف جهود صد تفاقم تواجد تنظيم القاعدة في البلاد. وبعد اجتماع مجموعة «أصدقاء اليمن» الذي عقد في الرياض هذا الأسبوع، تتوجه الأنظار إلى العملية السياسية والحوار الوطني، بالإضافة إلى الاستعداد لمؤتمر المانحين الذي تستضيفه السعودية نهاية الشهر المقبل. 

وأوضح مسؤول رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة «متشجعة» من الأحداث في اليمن، وخاصة بعد انتخاب هادي وإظهاره عزما على تقوية الآليات السياسية والأمنية في البلاد. وقال: «هذه الحكومة جدية في تقييم حجم المشاكل التي تواجه بلدهم وأظهروا عزيمة سياسية وحسن نية ولكن الطريق ما زال طويلا».

وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن الهدف الأبرز الآن هو إنجاح العملية السياسية بحسب الجدول الزمني الذي وصفه بأنه «ضيق» لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في اليمن بحلول فبراير (شباط) 2014. ومن المتوقع أن ين طلق الحوار الوطني نهاية هذا الصيف بعد تحديد التفاصيل المتعلقة بكيفية إجراء اللقاءات وتمثيل الأوساط اليمنية المختلفة من أبواب وحركات سياسية بالإضافة إلى أطياف متعددة. ومن المرتقب أن يعقد المؤتمر بعد شهر رمضان الفاضل أي نهاية أغسطس (آب) أو بداية سبتمبر (أيلول) المقبل على مدار 6 أشهر على أمل الانتهاء من العملية بحلول الربيع المقبل مما يتيح اليمنيين فترة زمنية كافية لإجراء استفتاء وطني على تعديلات دستورية قبل إجراء الانتخابات اليمنية.

واعتبر المسؤول الأميركي أن مجموعة أصدقاء اليمن تشكل آلية مهمة لدعم الحكومة اليمنية، موضحا أن اجتماع المجموعة الأخير تعامل مع 3 ملفات حيوية الأولى العملية السياسية وتطورها والثانية الوضع الأمني في البلاد، وأخيرا الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد.

ورغم أن مكافحة الإرهاب ومواجهة تنظيم القاعدة لم يكن المحور الرئيسي لاجتماع أصدقاء اليمن، فإن البيان الختامي شدد على أهمية مواصلة جهود الحكومة اليمنية بدعم حلفائها في مواجهة التنظيم. وقال المسؤول الأميركي: «اليمنيون نجحوا في عملياتهم في صنعاء وتعز والتي كانت ضمن الاستراتيجية المتفق عليها للجنة الأمنية التي شكلت بعد إبرام اتفاق مجلس التعاون الخليجي، وانخفض عدد الحواجز الأمينة في صنعاء وتعز، وهذا لا يعني أن الوضع مثالي مثلما رأينا في تفجير يوم الاثنين الماضي ولكن أحرزوا تقدما». وأضاف: «نحن في وضع جيد في تقييم إعادة هيكلة القوات الأمنية، لقد أجرينا مشاورات معهم هنا وأرسلنا فرقا إلى اليمن للحديث معهم وتقييم احتياجاتهم، وهم يسعون إلى إنهاء عملية التخطيط بحلول هذا العام من أجل التطبيق في العام المقبل». ويذكر أن عملية إعادة هيكلة القوات الأمنية مرتبطة مباشرة بالعملية السياسية خاصة مع النفوذ الذي يتمتع به الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وأقرباؤه في صفوف القوات اليمنية.

وبعد اتخاذ هادي قرارات جذرية لتقوية القوات الأمنية، بادرت الولايات المتحدة باستئناف الدعم العسكري للبلاد بما في ذلك إرسال فرق صغيرة أميركية لتدريب وحدات خاصة يمنية خاصة لمواجهة الإرهاب. وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: «نحن متشجعون جدا من جهود الحكومة اليمنية خاصة في الأسبوعين الماضيين في الجنوب»، مضيفا: «لقد أظهرت الحكومة عزما حقيقيا إنهاء وجود (القاعدة) في اليمن، فخلال العام الماضي كان لدى (القاعدة) في شبه الجزيرة العربية مساحة كافية جغرافيا وسياسيا للعمل التي لم تكن متاحة لهم سابقا واستغلت عناصر (القاعدة) ذلك، ولكن الرئيس هادي أكد في الخطابات الثلاثة التي ألقاها منذ تولي منصبه أكد على ضرورة مواجهة (القاعدة) وإنهاء وجودها». وتابع: «لقد أظهر الرئيس هادي قيادة حقيقية في هذا الشأن بالإضافة إلى حكومته وشيوخ العشائر». ورفض المسؤول الأميركي الحديث عن العمليات العسكرية في اليمن وخاصة قصف الطائرات من دون طيار على مناطق يمنية واستهداف قيادات من تنظيم القاعدة ولكن أكد أن هناك تنسيقا وثيقا مع الحكومة اليمنية في مواجهة «القاعدة».

وهناك وعي أميركي بأن الأوضاع الاقتصادية والخدمية المتراجعة تؤثر على الوضع الأمني في البلاد وسيطرة الحكومة ويعاني الاقتصاد اليمني من عجز بقيمة ملياري دولار لهذا العام. وقال المسؤول الأميركي: «الأرقام بائسة حقا، 44% من الشعب اليمني يعاني من انعدام الأمن الغذائي و22% من الشعب يعانون من انعدام الأمن الغذائي كليا، المشاكل جسيمة، وقد زادت الأزمة الأمنية من هذه المشاكل بالإضافة إلى تراجع الوضع الخدمي مثل تزويد الكهرباء والطاقة وبالمقابل عانى الاقتصاد من كل هذه العوامل». وهنا أيضا تشدد الولايات المتحدة على أهمية الإدارة في الحكومة اليمنية الجديدة والقدرة على تزويد الخدمات ومعالجة مشاكل الفساد. وهناك ثقة أكبر في قدرات الحكومة الجديدة ولكن التحديات ما زالت قائمة، مما يدفع باتجاه دور دولي أكبر ومتواصل خلال المرحلة المقبلة.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة عين على الصحافة