القاعدة تعمل الكثير لكسب قلوب وعقول فقراء اليمن والغارات تخلق أحياناً مزيدا من المسلحين

الثلاثاء 10 يوليو-تموز 2012 الساعة 06 مساءً / مارب برس - خاص:
عدد القراءات 4970
عز الدين صالح قائد طعيمان
 

* ترجمة/ مهدي الحسني

قالت شبكة "إن بي آر" الامريكية أن كثير من الغارات الجوية تصيب أهدافها باليمن، ومنها الغارة التي أصابت مستشفى في مدينة جعار بمحافظة أبين، قال سكان أنه كان يستخدم من قبل المسلحين الموالين للقاعدة. في وقت أصابت فيه نفس الغارة منزل آخر بنفس المدينة،قال الجيران "ان مسلحين كانوا يستأجرونه".

وأشارت الشبكة في الجزء الأخير من تقرير الصحفي "كيلي ماك افرس" حول "الغارات الجوية في اليمن تعاقب المسلحين والمدنيين- أن تلك الغارة وقعت قبل نحو شهر في إحدى ليالي الصيف الحارة، عندما خرج عدنان أحمد صالح ليستنشق بعض الهواء النقي.

ونقل "كيلي ماك افرس" معد التقرير الذي ترجمه لـ"مأرب برس" الزميل مهدي الحسني، عن المواطن صالح قوله :"عدت إلى الداخل و أغلقت الباب، و بعدها ضرب الصاروخ الأول - كما قالت أن صالح يسميها صواريخ، وهو في الحقيقة لا يعرف غير ان هناك انفجارات – مشيرا إلى ان" المنزل المجاور له تم تسويته بالأرض، وقتل في ذلك خمسة مسلحين مرتبطين بالقاعدة كانوا يقيمون في ذلك المنزل".

وأضاف صالح :"في اليوم التالي، جاء المزيد من المسلحين وقاموا بأخذ الجثث ومعظم الركام. ثم قاموا بتعويض مالك المنزل بآلاف من الدولارات. مشيرا إلى "إنه سعيد بشكل أساسي أن المسلحين قد رحلوا، ويتمنى ان يحصل على بعض التعويض عن الأضرار التي أحدثتها الغارة بمنزله, وأن ينعم بالتيار الكهربائي المنتظم".

ومن جانبه قال المحامي اليمني هيكل بافنع "أن القاعدة تقوم بعمل الكثير لكسب قلوب وعقول فقراء اليمن. مضيفا :"إن الناس الذين تطلق عليهم الولايات المتحدة مصطلح الأضرار تبعية، هم أفقر فقراء اليمن، وبحسب علمي فإن لا توجد هناك اي محاولات من قبل الأمريكيين للذهاب الى هناك لإجراء عملية تقييم الأضرار التي خلفتها المعارك."- حسب قوله.

ويؤكد المحامي بانافع أن بإمكان المسؤولين اليمنيين أو الأمريكيين على الأقل التحقيق في قتلى المدنيين و الإقرار بالأخطاء التي حدثت و ربما تقديم التعويضات أيضاً، والمساعدة بشكل أفضل في بناء المستشفيات و المدارس، حتى لا يكون هناك ما يدعو إلى إلتحاق السكان المحليين بالمسلحين". منوها إلى إن "حملة الغارات الجوية التي تستهدف المسلحين تقوم بعض الأحيان بخلق المزيد من المسلحين".

دوافع الانتقام

وينتقل كيلي- معد التقرير، من أبين إلى مأرب ليصف لحظات وجوده واستقباله من قبل "عدد كبير من جدار اطفال" صالح قائد طعيمان، الذي قتل بغارة جوية في 14 أكتوبر 2011. وقال :"داخل غرفة المعيشة الحقيرة في منزلهم المبني من اللبن و الطوب في محافظة مأرب الصحراوية، تم إستقبالنا من قبل جدار من الأطفال – عدد كبير - الذين قتل والدهم، صالح قائد طعيمان، في غارة في 14 أكتوبر 2011.

ونقل التقرير عن أحد أبناء طعيمان يدعى عز الدين - كان هناك عندما وقعت الغارة - قوله :" أنه كان مع والده وأخيه يرعون الإبل في منطقة عرفت بسيطرة القاعدة عليها. وعندما حل المساء، نام الرجال خارج المسجدـ فاستهدفت الغارة الأولى سيارتهم، ليركض عز الدين في إتجاه، ووالده و أخيه في إتجاه آخر.

وأضاف عز الدين :"ثم جاءت غارة أخرى. "سمعت دوي إنفجار ضخم، لكني بقيت في مكاني مختبئا تحت إطار سيارة، و لم أبرح مكاني حتى الصباح. عندما استيقظت كنت خائفاً. ذهبت للبحث عن والدي و أخي، فوجدتهم متناثرين إلى قطع."

ووفقا لمعد التقرير فقد اعترف عز الدين أن والده حارب في أفغانستان في الثمانينات مع رجال ألتحقوا فيما بعد بالقاعدة، في حين نقل التقرير عن أسرته قولها "أن الأب كان قد تخلى عن إرتباطه بالجماعة مؤخراً. و قالوا أنه كان في إحدى الفترات يتقاضى راتباً من الإستخبارات اليمنية".

وإلى ذلك نقل معد التقرير عن أحد أقرباء طعيمان تساؤله :"إن كانوا يريدون إعتقاله او قتله، فهم يعلمون مكان إقامته. لماذا قتلوه بهذه الطريقة؟" في حين قال معد التقرير "أن أبناء صالح لا يدور بخلدهم سوى شيء واحد فقط – هو الإنتقام". فيما "عز الدين والآخرين يقولون أنهم يريدون محاربة قتلة والدهم، وعلى وجه التحديد ضد أمريكا".

واختتم التقرير بتأكيد معده على لسان أقرباء صالح طعيمان أن إبنه الأكبر قد إنضم إلى جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بالقاعدة. وان الراية السوداء للجماعة معلقة على جدار غرفة المعيشة. فيما قال ان أسرة طعيمان تقول أن الجماعة قامت بشراء سيارة جديدة لهم لتعويضهم عن تلك التي دمرتها الغارة الجوية، إضافة إلى دفع راتب شهري لها.

بعض أطفال صالح طعيمان

ولفت "كيلي ماك افرس"- في ختام الجزء الأخير من تقريره الصحفي المعنون بـ"الغارات الجوية في اليمن تعاقب المسلحين والمدنيين" إلى ان " إبن آخر لطعيمان إسمه أسامه، كان يجلس إلى يمينه و يحدق بعينيه نحوه بثبات ، قد أخرج ورقة مجعدة كان يحتفظ بها في جيبه ووكزه لكي ينظر إلي صورة طائرة أمريكية بالورقة.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة