السعوديون العشرة الأكثر نفوذا على تويتر والأسباب الحقيقية لإدمان السعوديين عليه

الخميس 10 يناير-كانون الثاني 2013 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - البيان
عدد القراءات 14853
 
  

تناقلت وسائل الإعلام السعودية مؤخرا خبر تطليق زوج سعودي من سكان مدينة جدة لزوجته إثر اكتشافه لحساب خاص بها على موقع "تويتر". وأفادت صحف محلية أن الزوج غضب لأن أتباع زوجته على "تويتر" كانوا كثيرين ومن الجنسين، فخيرها بين إلغاء حسابها أو الطلاق، فاختارت الزوجة طلاق الزوج على تطليق تويتر.

هذا الخبر قد يكون عاديا في أي بلد من بلدان العالم، لكن أن يقع في السعودية المعروفة بتقاليدها المحافظة جدا فإنه قد يعد مؤشرا على وجود تغيير حقيقي في قيم المجتمع وعاداته، خصوصا وأن النساء في هذا المجتمع يفعلن ما بوسعهن كي لا يقترن وصف "المطلقة" بهن.

إدمان حقيقي

أفاد المدير التنفيذي لموقع "تويتر" ديك كوستولو في تصريح لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" في شهر يوليو الماضي بأن نسبة نمو مستخدمي الموقع في السعودية بلغت 3000 في المئة في شهر واحد. ويبلغ عدد مستخدمي الموقع من السعوديين حاليا نحو أربعة ملايين شخص حسب دراسة لكلية دبي للإدارة الحكومية.

وقد تم تخصيص هاشتاغ خاص بمدمني توتير السعوديين قبل شهر سجلوا فيه أسباب إدمانهم على الموقع وعلامات الإدمان أيضا، إذ قال مغرد "إذا صحيت بالليل تشيك على المنشن وترد وأنت مغمض وعين وفاتح عين تعرف إنك مدمن"، فيما أفاد مغرد آخر "إذا صرت تدور على الوايرس كأنك مدمن هيروين فأنت مدمن تويتر".

واعترف الصحافي السعودي يوسف القفاري في حوار مع موقع "راديو سوا" بإدمانه على "تويتر"، وأشار إلى أن هذا الموقع أحدث ثورة كبرى في المجتمع السعودي.

وأضاف القفاري أن "تويتر والمواضيع التي تطرح من خلاله ساهم بشكل فعال في نشر الوعي الثقافي لدى المجتمع السعودي، فأصبح المواطن مشاركا بتحويل المجتمع إلى وطن نظيف فكرياً وثقافياً"، وشدد على أن "هامش الحرية في تويتر أوسع من الهامش المتاح في المنتديات والصحافة السعودية".

محرومون من اللقاء أو حتى التعبير عن تلك الهموم بشكل حر ودون خوف من العقاب

شابة سعودية

أما المغرد السعودي علي الشهري، فقال لموقع "راديو سوا" إن "تويتر" أصبح بمثابة "نافذة للحرية في منزل صغاره يختصمون دوما وكباره في فسادهم يعمهون ووكلوا عليهم مدرّس الدين، فتارةً يتهمهم بالإنحلال وتارة يحذرهم من مغبة عصيان السلطان"، وأكد الشهري أنه يستخدم "تويتر" بشكل يومي لأنه يستطيع أن يقول فيه ما لا يستطيع قوله في أي منبر أو مكان آخر في السعودية.

ومن جانبها، قالت مستخدمة سعودية رفضت الكشف عن هويتها واختارت استخدام إسم "الدلوعة"، إن هذا الموقع الاجتماعي فتح فجوة حقيقية في "جدار سميك وخانق من المحظورات والمحرمات يحيط بالمرأة السعودية"، وأكدت أن أكثر شيء تستمتع به في تويتر هو ما وصفته بالاختلاط الافتراضي بشباب يتقاسم وإياها نفس الهموم والأحلام "لكننا محرومون من اللقاء أو حتى التعبير عن تلك الهموم بشكل حر ودون خوف من العقاب".

لا خوف على المجتمع السعودي

وعبر عدد كثير من الإعلاميين والمراقبين السعوديين عن ضجرهم من الصراخ المنبعث من "تويتر" بسبب الملاسنات الحادة بين السعوديين التي تصل أحيانا حد "الاقتتال بالألفاظ". وقد كشفت دراسة أجراها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن 53 في المئة من عينة الدراسة ترى أن حرية الإعلام الإلكتروني في السعودية "تعزز التعصب الفكري أكثر من الوسائل الإعلامية الأخرى".

 

كما أثار الكاتب السعودي زهير الكتبي جدلا كبيرا عندما دعا وزير الداخلية إلى إقفال "تويتر" في وجه السعوديين ما لم يتم "تقنينه بضوابط تحفظ حقوق المغرّدين وتحمي مصالح المملكة"، وحذر من التهديدات بالقتل التي يطلقها بعض رجال الدين المتشددين على "تويتر" في حق نشطاء ليبراليين أو حتى ضد أشخاص عاديين يعبرون عن آرائهم بحرية إزاء مواضيع دينية وسياسية، ربما غير معهودة في المملكة.

أعتقد لو أغلقوا تويتر، بعضهم سيصاب بأزمة نفسية

عضوان الأحمري

وتحول تويتر في بعض الأحيان إلى أداة للإنتقام والتشهير في السعودية، وهناك أمثلة كثيرة آخرها شاب في مدينة القطيف لجأ إلى الموقع الاجتماعي وقام بالتشهير بصديق له بعد نشوب خلاف بسيط بينهما، مما دفع صديقه إلى رفع دعوى قضائية ضده فأدانته بموجبها إحدى محاكم القطيف بالسجن لمدة سنتين ودفع غرامة مالية. وقد تصل قيمة الغرامة في حالات القذف والتشهير في السعودية إلى 500 ألف ريال أي 134000 دولار تقريبا.

لكن الدكتور فهد بن عبد العزيز الخريجي أستاذ الإعلام المشارك والمستشار الاعلامي بجامعة الملك سعود، استبعد أن تكون هذه الأحداث والأمثلة أدلة على تغير عميق في بنية المجتمع السعودي. وقال في رسالة إلكترونية لموقع "راديو سوا" إن التغيير الذي تشهده السعودية لم يكن في تقنية واحدة بعينها ولأن الشيء الوحيد الذي أضافه "تويتر" هو كونه بات طريقة جديدة للتواصل، وأضاف أن "الاستراحات والتجمعات الشبابية والزيارات العائلية والأعياد ما زالت ظاهرة مادية ملموسة وحقيقة واقعة. هنا يمكن القول أن شبكة التواصل الاجتماعي ساهمت بدرجة كبيرة في زيادة الروابط الاجتماعية ولا خوف على المجتمع السعودي منها".

سنة أولى حرية 

ودافع عدد من مستخدمي "تويتر" الذين حاورهم موقع "راديو سوا" باستماتة عن حقهم في استخدامه بالرغم من الصخب الذي يميزه. فقد قال المغرد علي الشهري إنه وبالرغم من "الاقتتال الفكري بين فئات المجتمع، إلا أن تويتر بات يشكل خطوة أولى في تعليم الحرية، ولا تستغربون من عبارة تعليم الحرية لأننا نحن في السعودية لا نزال سنة أولى حرية والوقت وحده كفيل بمعالجة أمراض العبودية".

وأضاف الشهري أن مستخدمي تويتر السعوديين ينقسمون إلى فئتين: "الفئة الأولى ليس لها موضوع سوى المرأة وكيف يحمونها من الغرب والليبراليين السعوديين، والفئة الثانية غالباً تناقش الفساد والحرية والإصلاح وكيف يحمون المجتمع من سيطرة الفئة الأولى".

نسبة نمو مستخدمي الموقع في السعودية بلغت 3000 في المئة في شهر واحد

ديك كوستولو

وتقول الشابة السعودية "الدلوعة" إنها لا تتخيل حياتها دون أصدقائها الافتراضيين في تويتر الذين باتت تتقاسم معهم أشجانها ومشاكلها، وقالت إن الضجر الذي كان يطبع حياتها من قبل "ذهب إلى غير رجعة لأنها تعيش اكتفاء عاطفيا وفكريا على تويتر".

 ونشر اختصاصي علم النفس الإكلينيكي السعودي طلال الثقفي دراسة الشهر الماضي أظهرت أن "غالبية الشخصيات النسائية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر هستيرية، وتبحث عن إشباع حاجاتها"، مشيرا إلى أن النساء على "تويتر" يطرقن القضايا الجنسية والجسمانية، ولهذا غلب العامل الجنسي على ملامح كتاباتهن.

لكن الشابة السعودية "الدلوعة" انتقدت هذه الدراسة بشدة وقالت إنها تسيء للمرأة السعودية ولا تتطرق للأسباب الحقيقية التي جعلتها تلجأ لـ"تويتر" لإشباع الجوع العاطفي الذي تعاني منه. وأكدت "الدلوعة" أنها ستظل "تتنشق هواء الحرية الذي يتيحه تويتر رغم كل محاولات الخنق" التي تتعرض لها في بلادها.

وقد حذر الكاتب السعودي عضوان الأحمري من الحياة الافتراضية التي يعيشها بعض الشباب السعودي على تويتر، وقال إن هناك من السعوديين من هو "منعزل عن العالم الحقيقي وكل حياته تدور في تويتر.. أعتقد لو أغلقوا تويتر، بعضهم سيصاب بأزمة نفسية".

هذه مساهمة طريفة عن إدمان الإنترنت من منتيات "شبوة نت":

السعوديون العشرة الأكثر نفوذا على تويتر:

الداعية محمد العريفي: أكثر من ثلاثة ملايين ونصف متابع

 الشيخ عائض القرني: أكثر من مليونين و300 ألف متابع

 أحمد الشقيري: أكثر من مليونين و300 ألف متابع

 سلمان العودة: أكثر من مليونين وأكثر من 125 ألف متابع

 طارق الحبيب: أكثر من مليون و600 ألف متابع

 عبد الرحمن بن مساعد: مليوم و75 ألف متابع

 بتال القوس: مليون و57 ألف متابع

 تركي الدخيل: نحو مليون متابع

 الشيخ صالح المغامسي: أكثر من 903 ألف متابع

 عبد العزيز بن فهد: أكثر من 865 متابع

المصادر:

موقع "تويتر" وتحقيق لمجلة "المجلة" تحت عنوان: تويتر.. هل تحول إلى ساحة صدام بين السعوديين؟ ودراسة لكلية دبي للإدارة الحكومية وموقع تويبار ومقابلات صحافية