«جوجل» تعرض 30 مليار دولار لشراء «سناب شات» ولكن عقبة وحيدة توقف الصفقة.. ما هي؟

الأحد 06 أغسطس-آب 2017 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 3759

فشل موقع جوجل عدة مرات في اقتحام عالم الشبكات الاجتماعية، ولهذا حاول هذه المرة أن يشتري تطبيق الهواتف الرائج بين المراهقين "سناب شات".

فقد عقد محرك البحث العملاق محادثات غير رسمية مع شركة سناب شات، وطرح عرضاً بقيمة 30 ملياراً العام 2016، قبل آخر جولة من جولات تمويل سناب شات، وقبل وقت قصير جداً كذلك من اكتتابها العام الأولي الذي يطرح سنداتها في سوق الأوراق المالية هذا العام.

لكن إيفان شبيغل، المدير التنفيذي لسناب شات، المعروف جداً باستقلاليته، لم يُظهر على ما يبدو أي اهتمام ببيع سناب شات لجوجل أو لغيرها، رغم انخفاض سقف سوق الشركة حديثة العهد إلى 15 مليار دولار بعدما كان قد حلق إلى 30 ملياراً عند طرحها للاكتتاب في مايو/أيار 2017.

وقد أسهمت أخبار اهتمام جوجل برفع سعر سهم سناب بمقدار 2.3% اليوم، ويأتي هذا الارتفاع بعد أسابيع من الهبوط نتيجة لانتهاء فترة تقييد التداول المفروضة على العاملين من داخل الشركة، الذين يرغبون في تداول ما يملكونه من أسهم، كذلك كان هبوط أسهم سناب شات في الأسابيع الماضية بسبب النمو المطرد لـInstagram Stories الذي أطلقه فيسبوك، وأيضاً بسبب النسخ المشابهة لسناب شات التي أطلقها واتساب.

لكن جوجل رفضت التعليق لموقع Business Insider، كما أن سناب شات قال لموقع TechCrunch، الذي يُعنى بأخبار عالم التكنولوجيا "إن هذه الشائعات خاطئة".

ولعله من الممكن أن يكون اهتمام جوجل بسناب شات لم يتعدّ كونه اهتماماً أولياً مبدئياً، وأنه لم يرق حتى يصل طبقات الإدارة العليا في سناب، ومن المعروف والمعهود لدى الشركات الشابة الحديثة، أن تستكشف طرقاً بديلة لنفسها قبل أن تنطلق في جولات تمويل كبرى، أو طرح سنداتها للاكتتاب العلني.

أما مؤسسة جوجل لاستثمارات المرحلة النامية CapitalG فقد انتهى بها المطاف بالاستثمار في سناب، بعدما أفضت محادثات 2016 إلى لا شيء، ما أسهم في تقييم قيمة "شركة الكاميرا" سناب شات بحوالي 20 مليار دولار.

ولطالما جمعت الصحبة والصداقة الشركتين، فمدير جوجل إيريك شميدت كان مستشاراً لشبيغل، وكذلك فإن سناب شات يدير باقة برامج جوجل أوفيس، كما أن سناب شات تعهد بإنفاق ملياري دولار على استضافة Google Cloud سحابة جوجل خلال الأعوام الـ5 المقبلة.

 

اندماج الشركتين مصلحة متبادلة

قد يكون من الخير للشركتين أن تنضما إلى بعضهما البعض، وتصبحا يداً واحدة، فبهذا الاتحاد يصبح لدى جوجل ملكية اجتماعية رفيعة المستوى تعوضه عن Google+ وBuzz وWave Flops.

كذلك سيغدو بإمكانه الولوج إلى بيانات كثيرة حول الناس وأنشطتهم الاجتماعية، مثل أين يقضون أوقاتهم، وما المواضيع التي يهتمون بها، ما سيسمح له بتحسين استهدافه الإعلاني وطرق قياس الإعلان.

أما سناب، فاتحاده مع جوجل سيُكسبه أباً ذا جيوب واسعة عميقة يستطيع توفير رأس المال الزائد له من أجل التوسع وبناء تقنيته الثقيلة للواقع المعزز R&D-heavy Augmented Reality.

كذلك فإن لوغاريتمات البصر الآلية والتعرف على الصور التي لدى محرك البحث جوجل يمكنها الولوج إلى معلومات سناب والصور والمقاطع المصورة التي لدى الكل، كما أن خبرة جوجل في الإعلان واتصالاته في هذا المجال يمكن أن تفيد سناب بتحسين أرباحه الإعلانية.

وهكذا فباتحادهما سيتسنى للشركتين توحيد وتكريس جهودهما في معدات شركتيهما Google Glass وSnap Spectacles بغية صنع جهاز واقع معزز قوي وجذاب.

ولكن من الممكن أن ثقافة جوجل المنفتحة ذات الميول الهندسية قد تتعارض وتتصادم مع ثقافة سناب الكتومة التي تميل للتصميم وجماله أكثر.

 

عقبة في طريق الصفقة

لكن العقبة الحقيقية هي شبيغل نفسه، فقد تمكن هو وزميله المؤسس بوبي مورفي من السيطرة والاستحواذ على حقوق التصويت في شركة سناب، بحيث بات مستقبل الشركة وتوجهها بالكامل رهن إشارتهما ورغبتهما، حارمين بذلك داعمي الشركة من المكتتبين العموميين من أي حق في المشاركة بتقرير مصير الشركة ومستقبلها.

وهكذا فحتى لو رغب المستثمرون بأخذ الـ30 مليار دولار، التي تساوي ضعف قيمة سناب في السوق الحالي، فما بيدهم حول ولا قوة لفعل ذلك، ومن المعروف أن شبيغل قد وبخ مارك زوكربيرغ على عروضه لشراء سناب شات، ومن المعروف عن شبيغل أيضاً أنه يفضل أن يتبع حدسه على أن يتبع نصائح الآخرين.

فإذاً، وكما قال موقع TechCrunch قبل اكتتاب سناب شات: إن الرهان على سناب هو رهان على شبيغل نفسه، وهذا قد يكون إما للأفضل وإما للأسوأ، فحاسته السادسة للمنتج أنتجت لنا رسائل وقصصاً مؤقتة على تطبيق سناب شات، أما عينه المثبتة على التوسع فقد منحت التطبيقَ صور Bitmoji وفلاتر وجه الواقع المعزز.

ولكن مع تزايد غرق سناب أمام سيول منافسة فيسبوك، فلعل أسلوب شبيغل المتمرد سوف يدفعها لترفض عروض إنقاذها بنفسها فيما هي آخذة رويداً رويداً بالغرق.