حرب كلامية وتصدع كبير في تحالف الحوثيين وصالح

الجمعة 20 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 2789

عادت التوترات لتخيم على العلاقة بين المتمردين الحوثيين المسيطرين على العاصمة اليمنية وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في ظل تبادل الجانبين للاتهامات بعرقلة الاتفاق السياسي بينهما، ووجه حزب "المؤتمر الشعبي العام" بقيادة صالح أمس رسالة الى المكتب السياسي للحوثيين يشكو فيها من "حملات الاستهداف التي تطول قياداته وكوادره".
وقال في الرسالة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس إن بعض ممثليه في الحكومة، وبينهم "وزراء" الصحة والتعليم العالي والاوقاف والارشاد، تعرضوا "للاهانة" على أيدي قياديين حوثيين، وأرفق الرسالة بأسماء 44 شخصا رأى الحزب أنهم "يسيئون" إلى صالح.

واعتبر الحزب أن هذه الاساءات "مؤشرات واضحة ودليل قاطع على عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحوثيين لاستمرار الشراكة مع المؤتمر، إلا في إطار السيطرة الكاملة، والاستحواذ"، مؤكدا انه "لن يقبل بشراكة صورية".

وتابع في رسالة "أي شراكة صورية تتحدثون عنها وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي الأعلى والحكومة ونحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاصلاحات".

من جهته، رد رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصماد على الرسالة متهماً شخصيات مقربة من صالح "بتلقي أموال" من فريق الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي والمدعوم من المملكة السعودية "لأجل شق الصف" بين الحليفين.

وأفاد الصماد ببيان نشره موقع "متابعات" المحسوب على الحوثيين بأن مجلس النواب "لم يعمل بما تم الاتفاق عليه لمواجهة العدوان حسب وصفه، بل تحول إلى مهاجمة أنصارالله على الهواء مباشرة" وأكد الصماد أن حزب صالح يرفض إدماج ما سماها "اللجان الثورية" بمؤسسات الدولة "كمكافأة لما قاموا به من حماية للمؤسسات".

وأضاف مهاجما " لم نقف أمام من يقومون بالإساءة لأنصارالله وأصبح عملهم واضحا لشق الصف وتم الإثبات عليهم باستلام أموال من مكتب علي محسن الأحمر لشق الصف الداخلي" على حد تعبيره.

وفي رده على رسالة المؤتمر بأنه لا يشرفهم البقاء في شراكة صورية، قال الصماد : "أي شراكة صورية تتحدثون عنها وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي الأعلى والحكومة ونحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاصلاحات".

والطرفان ممثلان في حكومة في صنعاء غير معترف بها دوليا، ويخوضان منذ نحو ثلاثة أعوام حربا ضارية ضد التحالف بقيادة السعودية المؤيد للسلطة المعترف بها، وظهرت أولى بوادر الانشقاق بين الحليفين في أغسطس الماضي حين تبادلا الاتهامات بـ "الخيانة"، قبل ان يقتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية لصالح ومسلحان من المتمردين في اشتباكات غير مسبوقة بين الطرفين في صنعاء.

لكن الرئيس المخلوع اعلن بعد نحو أسبوع ان تحالفه مع المتمردين مر بأزمة ثقة بعدما خشي الحوثيون من إمكانية الانقلاب عليهم، قبل أن تبدد هذه المخاوف عبر رسائل تطمينية. وفي 2014، عاد صالح الى الواجهة في محاولة لانتزاع الحكم، فتحالف مع الحوثيين ضد سلطة هادي، ونجح هذا الحلف غير المألوف في السيطرة على العاصمة وعلى مناطق شاسعة في البلاد، قبل ان تطلق المملكة السعودية حملتها العسكرية.

من جهة أخرى، كشف الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في اول تصريح له عقب خضوعه لعملية جراحية على أيدي فريق طبي روسي، عن أنه قد يغادر اليمن إلى موسكو لحضور مؤتمر للدراسات يناقش الأزمة اليمنية، وسط تكهنات بصفقة تقتضي بمغادرته البلاد، وظهر المخلوع صالح، على شاشة القناة التابعة له "اليمن اليوم"، وهو يكرم الفريق الطبي الروسي الذي وصل خصيصا من اجل معالجته، وتحدث عن العملية التي أجراها وإمكانية مغادرته للبلاد.

وقال صالح "في حوار له على فضائية تابعة له، إنه تلقى دعوة من معهد روسي للدراسات لحضور مؤتمر "الطاولة المستديرة" بشأن كيفية محاربة الإرهاب، وإخراج اليمن من الأزمة والحرب، مشيرا إلى أنه يدرس الدعوة، ورأى محللون سياسيون، في إعلان المخلوع، تمهيدا لمغادرته اليمن، ودخول روسيا على خط الوساطة في الملف اليمني، وأن موضوع اليمن طرح بقوة على طاولة زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو.

وقال المخلوع صالح، إنه انتظر الفريق الطبي الروسي منذ أكثر من عام ورفضت الرياض، وأشار إلى منع نجله المتواجد في العاصمة الأردنية عمان، من ركوب الطائرة مع الوفد الطبي الروسي، ولم يتضح من المقصود من أبناء صالح، وأضاف: إنَّ التحالف (الذي تقوده السعودية ويفرض حظرا جويا على مطار صنعاء منذ اكثر من عام)، لم تكن لديه معرفة بأن الوفد في الطائرة هو وفد طبي لعلاجه، نافياً ما تردد في وسائل إعلام سعودية عن إنقاذ حياته للمرة الثانية. وقال الرئيس المخلوع: إنَّ إصرار روسيا والأمم المتحدة هو ما سمح بوصول الطائرة إلى مطار صنعاء.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن