تداعيات مقتل طفل امريكي في اليمن بطائرة بدون طيار - الجزء الاول

الإثنين 16 إبريل-نيسان 2012 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 5331
 
  

المصدر : صحيفة تورنتو ستار

تقرير: ميشال شيبرد

ترجمة : مهدي الحسني

كان الهدوء و السكون يلفان ارجاء المنزل، عندما ترك ابن الخامسة عشر من العمر رسالة لامه يطلب منها ان تسامحه، قبل ان يقفز خلسة من نافذة مطبخ في الدور الثاني الى حديقة في الاسفل .

قطع عبدالرحمن العولقي الفناء الامامي للمنزل مارا بنباتات في اوعية و مقبرة (حطام) للالعاب الكرنفالية – شخصيات كرتونية امثال دامبو و نقار الخشب و اخرى لفقمة محدبة تحاول ان توازن كرة الشاطئ – انقاض مشروع عمل لم يحالف الحظ عمه عمر في اقامته، و يتمثل في تركيب تلك الالعاب في احدى المجمعات التجارية المحلية .

حارس المنزل شاهد عبدالرحمن، ذو الشعر الجعد (شعر كيرلي) الذي يدرس في السنة التاسعة و هو يغادر من البوابة الامامية قرابة السادسة و النصف صباح يوم 4 سبتمبر. توجه بعدها عبدالرحمن الى باب اليمن ليستقل الباص في طريقه الى منزل ابن عمه في محافظة شبوه جنوب البلاد

بينما كان عبدالرحمن يقطع الصحراء في رحلة استغرق ست ساعات، استيقظت اسرته على خبر اختفاءه

يقول ناصر العولقي، جد عبدالرحمن، و هو يحتسي الشاي في منزله الفخم .

"كتب عبدالرحمن لامه: انا اسف انني غادرت بهذه الطريقة. سامحيني، و لكني افتقد والدي و اريد ان ارى ان كان بامكاني الذهاب و التحدث اليه. ساعود بعد عدة ايام."

و يضيف العولقي "كان مطيعا لجميع من في المنزل و لهذا تفاجئنا عندما اتخذ هكذا القرار."

بعدها بتسعة ايام اكمل عبدالرحمن السنة السادسة عشر من عمره لم يعثر عبدالرحمن على والده، الواعظ المتطرف الناشط على صفحات الانترنت، انور العولقي، الذي وصفته احدى اعضاء الكونغرس الامريكي ب "الارهابي رقم واحد".

لم يكن الطفل حتى في المكان الصحيح من البلاد.

في 30 سبتمبر اطلقت وكالة الاستخبارات المركزية صاروخ هيل فاير موجه، اصاب هدفا في شمال اليمن، ادى الى مقتل والده، منهيا بذلك عامين من المطاردة لرجل دين شجعت محاضراته على التخطيط لهجمات في كل من الولايات المتحدة و المملكة المتحدة و كندا.

ولد انور العولقي في الولايات المتحدة، و عاش في الغرب كما سبقه في ذلك و الده ناصر، و انتقلت معه اسرته للدراسة هناك.

قليل هم من نعوا موت العولقي، لكن كان هناك قلق من هذه السابقة. كيف للرئيس الامريكي باراك اوباما ان يامر بقتل مواطن امريكي دون النظر في الامر؟

لكن الحديث قل بشكل كبير عن الحادثة التي تمت بعدها باسبوعين.

و في 14 اكتوبر ضربت الطائرات الامريكية من دون طيار المزيد من الاهداف، لكن هذه المرة كانت تبعد مئات الكيلومترات الى الجنوب الشرقي من منطقة عزان.

عبدالرحمن المولود في الولايات المتحدة و ابن عمه/ خاله البالغ من العمر 17 عاما، كانوا بين القتلى الذين بلغ عددهم سبعة اشخاص. و يبدو انهم كانوا يقومون بالشواء.

في البداية اوردت وسائل الاعلام ان سن عبدالرحمن اكبر بخمس سنوات من سنه الحقيقي، و انه من المسلحين مثل والده، و ان بين القتلى قيادي بارز في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

لكن جده ناصر العولقي الحاصل على منحة فولبرايت، و هو وزير زراعة سابق و شخصية معروفة في اليمن، قال ان عبدالرحمن ليس له علاقة بوالده منذ اختفاءه في 2009.

و لم يعتذر ناصر العولقي قط عن الاراء المتطرفة لابنه، لكنه قال انه بذل جهد كبير لعزل احفاده عن هذا الموضوع الذي اثار جدلا واسعا. و قال انه حاول ان يوفر لهم حياة طبيعية.

غضبه من التقارير الخاطئة دفعه لابراز شهادة ميلاد حفيدة. و تقرا على النحو التالي :

"عبدالرحمن انور العولقي، مواليد (مدينة) دينفر، (ولاية) كلورادو في 13 سبتمبر 1995."

و عرف فيما بعد ان الغارة لم تسفر عن مقتل الهدف المزعوم و هو المسؤول الاعلامي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المصري ابراهيم البنا، لكن وسائل الاعلام لم تتبادل هذا الخبر على نطاق واسع

و رفضت الادارة الامريكية التعليق على هذا الخبر

ليس من الواضح ان كان عبدالرحمن هدفا ام ان الولايات المتحدة حصلت على معلومات خاطئة و كانت تستهدف البنا او شخص اخر. لكن في كل الحالات قال العولقي انه يريد اجابات لتلك الاسئلة

و يشاركه الراي الاف المتظاهرين من الطلاب الذي اجبروا الرئيس علي عبدالله صالح على ترك السلطة، و عرف الكثير منهم عبدالرحمن. و قد رفعوا العام الماضي ملصقات في ساحة التغيير تحمل صورته و كتبت عليها عبارة "اغتيال الطفولة".

 
اكثر خبر قراءة عين على الصحافة