الختان يقلل خصوبة المرأة ويصيبها بالبرود الجنسي والالتهابات والاكتئاب

الأحد 09 ديسمبر-كانون الأول 2007 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس - سامية البريدي
عدد القراءات 17918

عددت طبيبات واختصاصيات في المجال الاجتماعي والنفسي الأضرار الصحية والنفسية لختان البنات، وأكدن أن الفتاة المختونة تصاب عند الزواج بالبرود الجنسي، والالتهابات، وتعاني من الألم في حياتها الزوجية وعند الولادة، كما تعاني من قلة الخصوبة، ومن الناحية النفسية يتسبب الختان في حدوث حالات من الإحباط والاكتئاب والقلق واضطرابات النوم ومشاكل في الجهاز التناسلي كالتبول اللاإرادي.

تقول استشارية أمراض النساء والولادة عميدة المركز الجامعي للطالبات بجامعة الملك خالد بأبها الدكتورة منى آل مشيط "الختان يسبب البرود الجنسي للمرأة، إضافة إلى وجود ألم في العلاقة الزوجية، لأن الأعضاء الداخلية تكون مغلقة، وتغلق عليها أيضا الأعضاء الخارجية، وأكثر الحالات التي تأتي إليها حالتان، حالات خاصة بالممارسة الزوجية، وحالات خاصة بالولادة".

وبينت الدكتورة آل مشيط أن الحالات التي تأتي بسبب الألم عند العلاقة الزوجية تأتي معها شكاوى من التهابات المسالك البولية، وأيضا تأتي حالات تظهر فيها أكياس دهنية في منطقة الختان، وحالات الكيس الدهني تظهر كثيرا عند الأطفال، أما المتزوجات فيعانين من برود جنسي، وغالبيتهن يصرحن بطريقة غير مباشرة كالقول إن هناك ألماً عند العلاقة، والتهابات مكروبية نسائية أو غيرها، أما حالات الولادة فمعظمها حالات تعرضت للختان، وتحتاج المرأة في كل ولادة إلى توسيع، بعكس المرأة غير المختونة، يعمل لها توسيع في المرة الأولى فقط، والتوسيع الغرض منه إيجاد فتحة للمثانة البولية، لأن الختان دائما يغطي فتحة المثانة البولية.

وعن وجود علاج موضعي أو جراحي للفتاة المختونة قالت "توجد جراحات تجميلية لهذا الأمر، حيث يرجع للمرأة العضو المبتور، لكن لا يعود إلى شكله الطبيعي، وقد تنتهي بذلك مشكلة البرود لديها، وأغلب الحالات ترفض هذه العمليات التجميلية".

وأوضحت الدكتورة منى أن إجراء عمليات الختان للبنات بالمستشفيات ممنوع من قبل وزارة الصحة، ويوجد في مناطق وقرى تنتشر فيها هذه العادة بخلاف غيرها، وهناك مناطق غير موجود فيها، كمنطقة تهامة في عسير مثلا.

يقلل من خصوبة المرأة

استشارية النساء والولادة الدكتورة بسمة خليل بينت أن الختان يقلل من خصوبة المرأة بعد الزواج، تقول "أوضحت دراسة أجراها باحثون أن ختان الإناث يقلل الخصوبة، وأجريت هذه الدراسة على ما يقارب 300 من النساء في السودان، حيث اتضح أن اللاتي يتعرضن لقطع بعض أعضائهن التناسلية تقل الخصوبة لديهن بنسبة خمس إلى ست مرات عن قريناتهن غير المختونات، كما أن كثيرا من عمليات الختان تسببت في قطع غشاء البكارة، وكثير من الحالات التي تأتينا من التبلد والبرود الجنسي وضعف التجاوب الجنسي يكون سببها الختان، لأن البظر والشفرتين الصغيرتين هي الأدوات التي تستثار بها المرأة جنسيا، وبإزالتها تعاني المرأة من الضعف والبرود الجنسي والألم عند الجماع، فالختان يمنع الزوج والزوجة من الوصول للمتعة المتبادلة".

مشكلة قديمة ومعاصرة

وتقول استشارية الأطفال بمستشفى عسير المركزي الدكتورة حصة جلبان "الإحصاءات تقول إن هناك ثلاثة ملايين فتاة في 28 دولة في القارة الأفريقية تخضع لهذه العادة سنويا، كما هو الحال بالنسبة إلى آلاف الفتيات في مجتمعات المهاجرين في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، أما على مستوى العالم، فهناك حوالي 155 مليون امرأة مختونة، وسبعة آلاف امرأة تختن يوميا، و90 امرأة تختن يوميا داخل أوروبا، وأعتقد أن العدد زاد الآن بزيادة المواليد، ويعني ذلك أن نحو مليوني فتاة يتعرضن للخطر بسبب ختان الإناث كل عام، أما في المملكة فنسبته قليلة تقدر بـ 25% وفي مناطق معينة".

وأضافت الدكتورة جلبان أن أعلى نسبة للدول التي تمارس ختان الإناث هي مصر ومالي والسودان ثم إريتريا، وأقلها نسبة في النيجر، وعن العمر الذي تتعرض فيه الفتاة لهذه العادة قالت "تجرى هذه العملية للأطفال من 4 سنوات إلى 14 سنة، والبعض يجريها للرضع الأقل من سنة".

أخطاء شائعة

وحللت الاختصاصية الاجتماعية بمركز دار الطب بالرياض يسرى خلاف الأسباب التي أدت إلى استمرار عادة الختان اجتماعيا فقالت "غالبية القبائل والمناطق التي مازالت تستخدم هذه العادة مع بناتهن يعتقدون أن الختان يسرع من نمو الطفلة إلى الأنوثة الكاملة، وأيضا يزيد من فرصة الفتاة في الزواج، حيث إن الأزواج ممن عندهم هذه العادة لا يتزوجون من الأنثى غير المختونة، والأهم في هذه العادة هو ضمان البكارة، لأن بعضهم يعتقد أن الختان يحمي عفاف المرأة حتى تتزوج، وكذلك يرون أن الختان يمنع الخيانة الزوجية، حيث يجعل الزوجة لا تحتاج إلى الجنس، لأن المختونة أقل استثارة".

وبينت يسرى أن من الخطأ الشائع الاعتقاد بأن المرأة غير المختونة أكثر شعورا بالاستثارة من المختونة، والصحيح أن الاثنتين تحسان بالرغبة وبنفس القدر تماما، لأن الإحساس بالشهوة يصدر من المخ، وليس من الجهاز التناسلي الخارجي للمرأة، والذي يختلف هو الشعور بالإشباع، فالمرأة المختونة لا تعرف الشعور بالشبع والارتواء، مما ينتج عنه عدم التجاوب وضعفه خلال المعاشرة الزوجية، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من المشاكل الفسيولوجية والعصبية والنفسية.

وقالت أيضا إن ختان الإناث عملية بتر لجزء حيوي من الجهاز التناسلي للمرأة، وله وظيفة وهي الإشباع الأنثوي للجنس، وأشارت إلى أن الختان من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى تعدد الزوجات أو الطلاق أو الخيانة الزوجية، لعدم التوافق الزوجي وعدم إشباع الزوج جنسيا.

وأكدت الاختصاصية الاجتماعية أن الختان لا دخل له في العفة وصون الفتاة، تقول "العفة والشرف يحكمهما العقل وليس الجسد، لأن المحرك للرغبة الجنسية هو المخ وليس العضو التناسلي، ولا يوجد أي دليل يبين أن الفتيات المختنات أكثر شرفا من غير المختنات، فالشرف وليد التنشئة والتربية وسلوك كل شخص يعتمد على تربيته وتنشئته".

وأوضحت يسرى أن ما يشيع لدى البعض بأن المناطق الحارة تزيد من شهوة الفتاة والفتى، فيقومون بختان بناتهن حفاظا عليهن، وتزويج بناتهن وأبنائهن في سن صغيرة لهذا الاعتقاد، اعتقاد خاطئ ينم عن الجهل، لأن بلاد العالم سواء الحارة منها أو المعتدلة لا تشهد زيادة الرغبة الجنسية لدى نسائها تأثرا بالجو".

آثار نفسية

وعن النواحي النفسية التي تؤثر على الفتاة بسبب الختان تقول اختصاصية العلاج النفسي بمستشفى السعودي الألماني بعسير الدكتورة صباح الزهار "الختان نوع من الانتهاك للأعضاء التناسلية، وقد يقود الفتاة أيضا إلى أمراض نفسية بداخلها، وكذلك إلى الهستيريا أو الهوس الجنسي، وشعور الطفلة بخيانة والديها لها، وتفقد ثقتها بنفسها وفي حبها لهم، لأنه يحدث لها صراع داخلي..، كيف يكون أقرب الناس إلى قلبها هم أنفسهم من يتسببون في آلامها، والمشاكل الجنسية التي تحدث لها بعد الزواج، وغيرها من المشاكل التي تحدث لها بسبب الختان، مما يسبب لها بعد ذلك الرغبة في الانتقام ممن سبب لها هذه الآلام، إضافة إلى أن الختان يتسبب في حدوث حالات من الإحباط والاكتئاب والتوتر والقلق واضطرابات النوم ومشاكل في الجهاز التناسلي كالتبول اللاإرادي".