يبدو أن الإخفاق في رصد المهاجم النيجيري، عمر الفاروق عبدالمطلب، ومنعه من محاولة تفجير طائرة كانت متجهة إلى مدينة ديترويت لا يقتصر على الاستخبارات الأمريكية، وفق ما أقرّ به البيت الأبيض، بل يمتد ليصل إلى القطاع الخاص الإسرائيلي، الذي تعمل إحدى شركاته في مجال أمن مطار سكيبل الهولندي.
فحسب تقرير أعدته صحيفة "هآرتس"، فأن شركة ICTS الأمنية الإسرائيلية، المكلفة بمراقبة المطار الذي انطلق منه المهاجم، فشلت في رصده رغم الشكوك الكبيرة حول هويته والمؤشرات التي كانت تدل على نواياه، علماً أن الشركة تضم الكثير من العناصر السابقة في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت."
وقال تقرير "هآرتس" إن الشركة تتبادل حالياً تهم التقصير مع إدارة المطار وسلطات الطيران المدني الهولندية.
وأضافت أن الشركة كان يتوجب عليها الإشارة إلى خطر عبدالمطلب حتى وإن لم تتسلم إشارات بذلك من الاستخبارات الأمريكية، وذلك باعتبار أنها تطبق الإجراءات الأمنية الإسرائيلية التي تحدد الشخصيات المشبوهة، بالاعتماد على السن والاسم والأصول والتصرفات.
وبحسب التقرير، فإن اسم المهاجم وقيامه بشراء تذكرة باهظة الثمن إلى الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة، إلى جانب وجهة سفراته السابقة التي تظهر على جواز سفره، وحقيقة اكتفائه بحمل حقيبة واحدة، كانت كلها مؤشرات مثيرة للريبة، بحسب الإجراءات الإسرائيلية المطبقة من قبل الشركة.
ويذكر أن شركة ICTS تدار من قبل مناحيم أتزمون، وهي مسجلة في بورصة نيويورك، وتقدم خدماتها في 11 دولة، بينها فرنسا وبريطانيا وأسبانيا ورومانيا وروسيا، وينشط في صفوف العاملين لديها أيضاً دورون زاشير، وهو مستشار لوزارة العدل الهولندية، التي تضع الخطوط العريضة لأمن المطارات.
وكان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، قد أقر الخميس بأن المسؤولين الأمنيين كان لديهم علم مسبق بالمحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة الأمريكية، إلا أنهم أخفقوا في معرفة تفاصيل حدوثها.
وقال المستشار جون برينان، إنه تفاجأ وهو يراجع الفشل الاستخباراتي الذي أحاط بالعملية، بأن المسؤولين كانوا على علم بأن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، كان يخطط لهجوم على الولايات المتحدة.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يتحمل المسؤولية كاملة عن الفشل الأمني الذي أدى إلى محاولة تفجير الطائرة التي كانت متجهة إلى ديترويت، لافتا إلى انه أمر باتخاذ إجراءات لسد الثغرات.
وقال أوباما في تصريحات للصحفيين مساء الخميس حسب التوقيت المحلي، "في نهاية الأمر المسؤولية تقع علي،" مشيرا إلى أنه أمر بأن تراجع وزارة الخارجية الأمريكية الكيفية التي تصدر بها تأشيرات السفر أو تبطلها، ضمن التوصيات التي أعلنها البيت الأبيض في إطار مراجعته للأخطاء المتعلقة بالحادث.
كما قالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بيان لها، إن ليون بانيتا مدير الوكالة أصدر تعليمات بأن تقوم الوكالة بوضع المعلومات بشان "الإرهابيين والمتطرفين المشتبه بهم" في شكلها النهائي وتوزيعها على باقي أجهزة الاستخبارات في غضون 48 ساعة.
وأعلن الجهاز الاستخباري الأمريكي انه ينوي زيادة عدد المحللين المتخصصين في شؤون اليمن وأفريقيا ومراجعة المعلومات بشأن الأفراد من "الدول المثيرة للقلق" لتحديد فيما إذا كان ينبغي إن توصي بتغيير وضعهم في قوائم المراقبة الأمريكية.