في رمضان : رسائل النصح والبيان : 2 رعاة الأمر .
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و يوم واحد
الإثنين 23 يوليو-تموز 2012 12:54 ص

رمضان شهر الخير والبركات , فيه تطمئن النفس وتهدأ الجوارح وتستكين القلوب .. يتقرب العبد لربه بترك طعامه وشرابه وكبح شهواته ونوازع الشر فيه , وبمناسبة هذا الصفاء الروحي وبعد الرسالة الأولى الموجهة للحراك الجنوبي أوجه الرسالة الثانية للرئيس المنتخب وحكومة الوفاق والقيادات العسكرية والأمنية وفيها :

1 ـ الناس لا تتعامل مع الأحلام ولا مع الأوهام : الشعب يريد حلولا ملموسة وخططا مدروسة , الناس لا يريدون وعودا بدون جداول زمنية , الشعب يريد مخارج جدية وحاسمة لكل فساد وظلم ولكل طغيان وتسلط , يريد عقابا للفاسدين ومحاسبة للمختلسين , وردعا لكل من استغل وظيفته ومركزه لمصلحة خاصة ومنفعة ذاتية . فالتوقيف والتنقل والتدوير دون عقاب لهو مسرحية فكاهية تؤدي للبكاء حزنا . وكثيرون يرون أن الثورة دون تغيير ملموس في كل نواحي الدولة لهي مجرد عاصفة مرت على الطغاة الفاسدين بسلام . وهنا ننبه على أن التغيير لابد أن يكون شاملا حاسما لا يخضع لأي معايير أو موازنات , فرب مدير إدارة في إحدى المحافظات تم تنحيته بينما ما زال هناك غيره باق في موقعه لمجرد أنه من مدراء ( النص بالنص ) , أو من أثار هدايا دبب العسل , أو ممن يحضون بدعم من جناح الصقور في المؤتمر الشعبي , أو ممن يقف ورائهم رأس حكومي أو قبلي أو سلطاني كبير . الثورة ـ أيها الرعاة ـ لم تقم من أجل هذا بل قامت لتجتث الفساد كاملا متكاملا من جذوره , وليس الأمر شخصنة واختيارات عشوائية أو انتقامية . فحلم الدولة المدنية لن يتحقق ومازالت بقايا النظام والعائلة تتحكم في مفاصل قوى عسكرية حيوية وفاعلة , ووهم الحكومة المنضبطة والإدارة السوية لن يتحقق وما زال هناك بقايا من دآبة البشر تنخر في أساس الوطن وجدرانه .

2 ـ اثبتوا ذاتكم قبل البحث عن البديل : الدولة إن لم تقم بواجبها تجاه شعبها كاملا فسيبحث الناس عن البديل , في انفصال أو أمارات إسلامية , او سلطانية , لا يهم الناس المسمى , يهمهم أن يسيروا آمنين , ويناموا هانئين , يهمهم أن يشعروا أن ورائهم دولة بمعنى كلمة دولة .. عدل وأمن .. ثواب وعقاب .. بذل وتجرد .. مساواة واستقامة .. قوة ورحمة . ولقد سمعت رجلا تعرض قبل أيام للتقطع بين شبوة وعدن وهو يقول : أعيدوا أنصار الشريعة ! لأنه يوما ما قد شعر أن الطريق أصبح أمنا بوجودهم . الناس يريدون رجال أمن وجيش أشاوس يقتحمون الوغى ويفدون الوطن بالروح والدماء , لا أن يفر 22 طقما و 4 دبابات أمام 7 أفراد من القاعدة فقط , كما حدث لموكب محافظ المحافظة في منطقة النقبة بمحافظة شبوة حينما أراد زيارة عزان المحررة ! فعادت القوات أدراجها فرحة من الغنيمة بالإياب . وكذلك فإن أي خلل من رجال الأمن في عملهم أو من رجال السلطة المدنية سيدوي مقابله صوت مرتفع يطالب بالانفصال وعودة الجنوب العربي .

3 ـ سقط الفساد فلا عذر لكم : دائما تؤكد الثورة وساحاتها وشبابها أهمية التغيير وضرورة تحقيق أهداف الثورة الشبابية وتجدد عهدها أن تقدم من أجل ذلك الغالي والنفيس من الجهد والحلول والتضحيات , ولولا حكمة لدى قادتنا ممن بلغوا من الكبر عتيا لكان للمقام فعال لا مفاوضات مع من لا يستحق إلا ضرب النعال . سقط الطاغية فلا عذر لأحد في عدم سرعة التغيير في كل المجالات العسكرية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية , تفتت منظومة الفساد فلا حجة لأحد في عدم جدية العمل لحل القضية الجنوبية الهامة , وبقية قضايا الوطن الأخرى . فذلك التحرك الجاد والحاسم نحو التغيير هو المطلب الثوري والشعبي الذي به ستقر أعين الناس وتطمئن نفوسهم على أن كل التضحيات والجهود لم تذهب سدى .

4 ـ لا تفشلوا قبل أن تبدئوا : الحوار تم تعيين أفراده وكم أخشى ان يفشل قبل بدايته للأسباب التالية : ـ تجاوز الركن الأساس في قيام الثورة ونجاحها وهم شبابها المرابطون في ساحاتها فكيف سيكون الحوار ناجحا في غياب شباب اللجنة التنظيمية للثورة ـ وجود القوة الفاعلة القاصمة بيد بقايا العائلة فكيف سيكون الحوار مثمرا منصفا بينما تنتصب في الأفق القريب مدافع الحرس الجمهوري وترتفع فوق الهامات رشاشات الأمن المركزي ـ عدم إخلاص بقايا الحزب الحاكم السابق لموجهات هذا الحوار ومخرجاته فهي بكل حال قد لا تخدم توجهاته في ظل تحالفات جديدة مع أطراف عديدة في الوطن ـ تشرذم الحراك الجنوبي وتعدد أطروحات رموزه بين انفصال وفدرالية مطلقة وفدرالية مقيدة وبين التاج ودولة الاتحاد ! .

يا رجال اليمن / اقترب تحقق الأمل في وطن يسوده الخير والنظام , وبدأت بشائر فجره ترسل سنا نورها من وراء التلال , مبشرة بغد يفيض بالسعادة والجمال , فلماذا تظهر في الأفق سحابات تحمل صواعق هدم ودمار لتنغص على المستبشر فرحته وعلى المتأمل خيرا أمله وتريد أن تحيل الفجر ليلا والجمال قبحا ؟ فلنواجه معا كل من يقف بتعنت وظلم وعدوان أمام أي طريق يؤدي بعون الله إلى حل عادل يحقق لنا وطنا يعيد بصدق وحق المسمى المتعارف عليه ( اليمن السعيد ) .