بمناسبة رمضان : شيوخ للبيع
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 27 يوماً
الخميس 26 يوليو-تموز 2012 11:24 م

من غير زعل

كثير من مشايخ وسياسيي اليمن ارتضوا أن يكونوا مجرد سلع معروضة للبيع في فاترينة او مرباع السياسة الخارجية ، ومن قرأ قائمة الأسعار التي نشرت قبل فترة والتي تضم مجموعة من اسماء مشايخ وسياسيي اليمن في اللجنة الخاصة السعودية سيدرك هذا، وسيدرك مقدار تفاوت هذه الأسعار بين مئات الآلاف و بين 3 ألف ريال سعودي ، القائمة طويلة بالطبع لكن من نشر الاسماء نشرها مجتزأة لاعتبارات تخصه .

ظهور القائمة السعودية للعلن لا يعني أنها القائمة الوحيدة فلإيران قائمتها ولأمريكا وبريطانيا وربما لأرتيريا والصومال قوائمهم الخاصة أيضا .

و عموما لن نكرر كلمة سياسيين عند الحديث عن هذه السلع بل سنكتفي بمشايخ فهم الأغلب ولكون السياسيين في اليمن هم مشايخ قبائل في تياراتهم وليسوا جزء من مؤسسات حزبية عريقة فهم يعمرون في كراسيهم ويورثون ويأمرون وينهون كشيخ والبقية مجرد رعية تابعة، وإن كانوا أفراد غير حزبيين فهم شخصيات لا تمتلك إستقلالية ، بل تتجاذبهم التيارات والقوائم ويقعون في حيازة طرف أو أخر كل فترة ، فقد ترى الواحد يشتم الرئيس المخلوع اليوم ويحتضنه بكل دفء وحنان اليوم الثاني .

وطالما قد أصبح الوضع هكذا فلماذا لا نستفيد من هذه الثروة الوطنية وخصوصا مع قرب انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية فمن حقنا رفض الإحتكار الذي يجعل المشايخ في قوائم مخصصة لدول بعينها و نطالب أن يكون بمقدور أي جهة الشراء وتحرير أسعار هؤلاء بحيث يخضعون للعرض والطلب كما يجب ألا يكون الشراء قاصرا على الحكومات بل على الافراد والمؤسسات الخاصة أيضا وأن تكون التجارة علنية وواضحة وبإشراف حكومي فالجميع كما قلنا أصبح يتقبل هذا بل ظهر أحد هذه السلع على قناة اليمن اليوم ليفاخر بأن السعودية تصرف عليه وعلى مشايخ البلد كلها .

إذا ومادامت المسألة كما ترون فلماذا لا نرفد الخزينة العامة بعائدات هذه التجارة التي ستدر الكثير على الدولة خصوصا إذا أنشئت المؤسسة العامة لتجارة المشايخ وخصصت نسبة 60% من قيمة الراس الواحد للخزينة العامة و 10% لدعم منظمات المجتمع المدني و 10% لمكافحة حمى الضنك والملاريا و10 % لصندوق النظافة وتحسين المدن و 5% لدعم الأندية الشبابية و 5% حلال عليهم و ثمن عرق جبينهم .

وربما مع تحسن السوق والأوضاع الإقتصادية يتم عرض جزء من حصة الحكومة في البورصة وتحويلها لأسهم يتوقع لها مستوى عالي من التداول ، وبالتأكيد فإن احتمالية الخسارة احتمالية ضعيفة فإن تعرض المؤشر للهبوط فما على السلطة إلا تأجيج صراع محلي أو إقليمي ليرتفع المؤشر إلى أعلى المستويات .

سيناريوهات الاستفادة من هذه الثروة كثيرة جدا حتى دون الحاجة لانتظار افتتاح بورصة في صنعاء ، إذ يكفي أن يتم إيقاف التعامل بنظام القوائم و عرض المشايخ بمزاد علني . ومن حق السعودية وإيران وأمريكا وغيرهم التقدم للشراء ، بل من حق أي مواطن مقتدر ان يتقدم للحصول على شيخ ربما يفيده في الحماية واسترداد حقوقه . بالتأكيد فإن هذا الإجراء سيغير الأسعار تماما فمثلا هناك شيخ يحصل على مبلغ عالي في أحد القوائم الحالية ، لكن لو عرض بالمزاد العلني فربما لن يرضى أحد باقتنائه غير صالح أو ربما حكومة الصومال نكاية به فقط ، كونه يقلل من قيمتها، حيث أنه كلما اختلف مع شخص وصفه بأنه صومالي . أما المشايخ الحمر فأعتقد ستبقى أسعارهم مرتفعة كونهم ماركة مميزة وتدوم طويلا .

يبقى ما نقوله اقتراح، و من حق الحكومة رفضه او قبوله . وفي حالة الأخذ به فأنا أتوقع أن ننشهد في رمضان القادم عروضا مميزة بحيث سنرى في لوحات صنعاء الضخمة إعلانات كهذه .

اشتر الشيخ واحصل على الآخر مجانا ....

اشتر الشيخ واحصل على جنبية هدية ...

لتحصل على حلة كبيرة للطبخ ، ما عليك سوى شراء شيخ من هذه الانواع الواردة في القائمة فلا تفوتك الفرصة فالكمية محدودة...

شيخ فل أوبشن مستخدم نظيف مواصفات خليجية قوة 250 حمار للبيع بالتقسيط ...

شيخ من تجار الحروب مناسب لشركات الإنتاج السينمائي المتخصصة في أفلام النزاعات القبلية ...

طقم مشايخ مع المرافقين بسعر مغري ...

شيخ وبرلماني سابق جيل ثالث يحتوي على مبهرر 5 بكسل و شاشة تعمل باللمس يحتوي على ساحب نخر 3 جيجا مع ذاكرة خارجية ...

كاتب مثقف سياسي خطيب مفوه معروض للبيع أو التأجير لعدم التفرغ لهموم الوطن ...

أعتقد أن اليمن أمامه فرص كثيرة في أن يكون مركزا دوليا لتجارة المشايخ وسيشهد إقبال منقطع النظير وسيستفيد لأول مرة من مشايخه وسياسييه ..