مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا قريباً.. رحلات جوية بين مطاري القاهرة والريان و مباحثات لاستئناف رحلات المصرية إلى مطار عدن تأجيل موعد انتخابات اتحاد كرة القدم اليمني دولة خليجية تسحب الجنسية من 1145 امرأة باليستي فرط صوتي وصفه بوتين بأنه ''الصاروخ الذي لا يُقهر'' دول تعلن انها ستعتقل نتيناهو تنفيذًا لقرار الجنائية الدولية بصورة نهائية وعقوبات رادعة.. مأرب تحظر حركة الدراجات النارية
قديما قال شاعر العرب :
مررت على المروءة وهي تبكي فقلت عـلام تنتحب الفتاة
فـــقالت كيف لا ابكي وأهـلي جـميعا دون خلق الله ماتوا
ولو قٌدر لهذه الفتاة الثكلى أن تطلع على أحداث اليمن الراهنة , والمنبثقة عن ثورة 11فبراير , وتطل من سجف الغيب على العلاقة الوطيدة بين صالح والحوثي , لأدركت أن المروءة قد أشربت في قلوب الحوثيين , كما اشرب العجل في قلوب بني اسرئيل .
وحين هتف عربي أصيل في لحظة حرجة من حياته بقوله " خشيت أن يقال أن أهل الوفاء قد ماتوا " , ورد آخر بقوله " خشيت أن يقال أن أهل المروءة قد ماتوا " لم يكن الحوثي قد اطل على الوجود بعد .
حتى المسرحية الكوميدية "اللي اختشوا ماتوا" لم تكن لتخرج إلى الوجود , لو أن حمران العيون في ضحيان كانوا على الحال الذي عليه الآن من المروءة والوفاء .
فمن يطلع عن كثب إلى الحوثي كمؤسس وفكرة ونبتة وفكر وحكم وسلاح وتوسع وتمدد و احتلال وطائفية سنجد أن صالح الرئيس المخلوع هو من يستحق براءة اختراع في إخراج هذا المسلسل المرعب .
• هل ينكر الحوثيون دور صالح في سقاية نبتتهم وتعاهدها بالرعاية حتى قامت على قدميها .
• ومن أغدق الأموال على خلية الشباب المؤمن النواة الأولى للفكر الحوثي الجارودي .
• ومن رعى وشجع ودعم تعليمهم الطائفي البعيد عن ثقافة الشعب اليمني في الوقت الذي أغلق إلى غير رجعة المعاهد العلمية .
• الم يكن سيد ومؤسس الحوثيين الهالك حسن الحوثي مؤتمريا , وعضو مجلس النواب عن حزب المؤتمر الشعبي العام .
• الم تصل إلى قم (المكدسة) الإيرانية قوافل المبتعثين من اليمن للدراسة – وما أدراكم ما الدراسة في إيران- وبدعم من خزينة دار الرئاسة .
• الم يتدخل صالح لإعادة الهالك بدر الدين الحوثي من إيران بعد أن كان شبه منفي من قبل علماء الزيدية في اليمن .
• الم تسلم بعض المعسكرات بكافة عتادها بتوجيه صالح علم من علم وجهل من جهل , واسألوا عبدالحميد مقولة عن ذلك , وإلا فما سر الترسانة العملاقة من الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون و- يصافطون - بها المديريات المجاورة .
• الم يكن في قصر السبعين من يمثل الحوثي حتى في أوج غليان الحروب الستة .
لقد أدخرهم صالح ليوم لا يثبت فيه إلا أهل المروءة والوفاء , حين ينحسر عنه حلفاؤه , وتتساقط أوراق الربيع , لقد وفي معهم , وليسوا بأقل في الوفاء معه .
فمع بداية الثورة السلمية المباركة , بدأ الحوثي بالتوسع وإبراز العضلات , لغرض إشغال الثورة والثوار , وتخفيف الضغط عن صاحب اليد الطولى في الدعم والتنشئة والرعاية , وانتقم الحوثي من الأخضر واليابس في كشر وعاهم ومستبأ ودماج وغيرها من القرى والمديريات , كل ذلك من اجل عيون صالح ووفاء معه , لم يأل جهدا , ولم يدخر وسعا لإنهاك وتقويض بنيان الثورة , فتمدد وتوسع في مديريات عدة , وأي مديرية يخسرها يمنحها رزمة من الألغام تكفي لسنوات لا تبقي ولا تذر .
تساقطت أوراق الخريف عن صالح , ولم تعد جموع السبعين تحتف به , وخرج الشعب ليختار ولي أمر غيره , وكان الحوثي معارضا لذلك , وخلع صالح ونبذ , ولولا الحوثي لقيل بان أهل الوفاء والمروءة قد ماتوا , فهو لا يخون العشرة , ولا يتنكر للعيش والملح , ولا ينفض حين ينفض الناس , بل لم يفصح إلى الآن ولن يفصح عن علاقته بصالح ونظامه وتلك ذروة سنام المروءة والوفاء .
ومن صور الوفاء الحوثي لصالح نجد :
• قيام الحملات الإعلامية الشرسة على اليمن والتي تقودها قنوات طائفية بامتياز لا تسعى الا لتفتيت اليمن ونشر مذهب المتعة والسرداب ثم دخلت قناتهم الطائفية المسيرة لتكمل المسيرة !!.
• التمدد الطائفي وبقوة السلاح وحصار المديريات والقرى واستخدام أبشع الطرق في القتل وتدمير المنازل أثناء الثورة لإرباك الثوار وتعويق الثورة .
• عقد المؤتمرات المضادة لليمن وليس آخرها المؤتمر الذي رعته إيران وعقد في لبنان بحضور ممثلي الحوثي وأزلامه الأقزام .
• ضخ الملايين لكسب ود بعض إخواننا في جنوبنا الغالي والدعوة الصريحة للانفصال , وما دعم بعض أبواق الانفصال في الداخل والخارج عن المتتبع ببعيد .
• الدعم السخي وعطاء من لا يخشى الفقر لمن يسعى في مختلف ساحات الحرية والتغيير بغرض شق الصف , وشراء ذمم ذوي المشاريع الضيقة , خصوصا في تعز , عطاءً أطاح بسلطان اكبر سامعي ولايتي حتى صار مجرد بوق ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء , وأصاب صلاح الدُّكاك بضم وتشديد الدال , بإسهال هذياني فاضح ومحموم .
• المعارضة للثورة و الدولة اليمنية والرئيس الجديد , وكل شيء عدا صالح , وكل ذلك واضح للعيان .
ويراقب الحوثي هذه الايام وقائع الحرب النهائية لتطهير أبين ويده على قلبه , فهو يعلم ان الدولة الحديثة بعد الثورة ستتجه بعد تصفية الارهاب في جنوب وجنوب شرق الجنوب , إلى شمال الشمال , لتحقيق حلم الجموع الثائرة في الدولة المدنية , ولذا بدأت الحمى الحوثية بالارتفاع سياسيا وعسكريا , استعدادا ليوم يتنفس فيه اليمنيون في ضحيان بعبق وحدة تاريخية ليمن يستحق الكثير من الحب والوطنية .
قد أصدق أي مستحيل لكن من المحال أن اصدق أن الحوثي يسعى لتحقيق دولة مدنية كما يدعي , لان المدنية ستحرمه من الترسانة التي يملكها , إلا أن تكون من باب نجمني ونجمى الأسد , بمعنى دولة مدنية بيده .
سيعلم اليمنيون ان الفكر القاعدي على انحرافة لا يساوي عشر معشار الفكر الحوثي الاثنى عشري , وان الحوثيين سيكونون حجر عثرة أمام تقدم اليمن واستقلالها ونهضتها , ولن يتخلى الحوثي عن زعمه باصطفاء أسرته , وسيبقى واضعا يده على الزناد , محافظا على تحويشة العمر من دبابات , وراجمات , وصواريخ , ومختلف انواع الاسلحة , تلك التي تسلمها من ربيب نعمته صالح , وعن طريق نجله الأكبر الذي حلم يوما ما بالتوريث .
خلاصة القول :
الوفاء والمروءة تجسدت في الحوثي وجماعته , اذ ثبت مع صالح , حين تركه الناس , واستمات ليبقى الوضع كما كان , ولو امتد به عهد – لا قدر الله – لصنعوا نصب تذكاري لـ "صالح" في ضحيان صعدة , فلولاه لما ظهر بعبع الحوثي , ولقد بادلهم وبادلوه الوفاء بالوفاء , وبعد عهدنا هذا لا أظن احد يمدح أحد بقوله أوفى من الكلب , فقد سحب البساط من تحت أقدام الكلب , حين أتى آخذ الوفاء ومعطيه