بقنابل وصورايخ خارقة للتحصينات… ضربة جوية قوية في قلب بيروت وترجيح إسرائيلي باغتيال الشبح عربيتان تفوزان بجوائز أدبية في الولايات المتحدة قوات كوريا الشمالية تدخل خط الموجهات والمعارك الطاحنة ضد أوكرانيا هجوم جوي يهز بيروت وإعلام إسرائيلي: يكشف عن المستهدف هو قيادي بارز في حزب للّـه مياة الأمطار تغرق شوارع عدن خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
في إطار الصراع الدائر بين عدد من الحكام في البلاد الإسلامية وبين شعوبهم، ووقوف أطراف من طلبة العلم إلى جانب الحاكم وآخرين إلى المعارضة، يطرح سؤال هام تتعين الإجابة عليه: هل من الواجب شرعا الدعاء للحاكم، وهل الدعاء على الحاكم جائز أم منكر؟ سؤال يحتاج إلى وقفة ورؤية علمية من واقع النصوص الشرعية، وقبل البدء في بيان ذلك أشير إلى الواقع المختلف في هذه المسألة.
في حين يقف عدد من العلماء في الساحات يدعون على الحاكم في صلواتهم، ويقنتون قنوت النوازل في المساجد، يسألون الله تعالى أن يريهم في الحاكم عجائب قدرته نجد آخرين يدافعون عن الحاكم، ويدعون له، ويرون أنه ليس من المشروع الدعاء عليه، بل الواجب الدعاء له، ويستشهدون كثيرا بأثر يروى عن الفضيل بن عياض وفي بعض الكتب عن الإمام أحمد أو غيره، حيث يقول: "لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها – أو لصرفتها – للسلطان"، ويجتهدون في النكير على من دعا على السلطان.
ولا بد للمسألة من تأصيل وتفصيل.. فأقول وبالله التوفيق:
الأصل أن يدعو المسلم للمسلم عموما بالهداية والصلاح والتوفيق، وهذا من حق المسلم على المسلم، وصلاح الحاكم صلاح للأمة، وللحاكم المسلم حق في الدعاء له، بل من علامات صلاح الحاكم أن يدعو له رعيته، وليس هناك ما يمنع من الدعاء للحاكم كسائر المسلمين.
لكن ماذا عن الدعاء على الحاكم؟ الأصل أن الدعاء على المسلم لا يجوز إلا لحاجة، قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) [الأعراف – 55].
ومن الاعتداء في الدعاء أن تدعو على الآخرين بما ليس لك، فإذا لم يكن ثمة إساءة أو ظلم لك من شخص فدعوت عليه فهذا اعتداء في الدعاء، والله لا يحب المعتدين.
أما إذا آذاك إنسان في دينك، أو نفسك أو أهلك أو مالك، فليس في النصوص الشرعية ما يدل على النهي عن الدعاء عليه، حتى وإن كان المدعو عليه خليفة أو إماما أو ملكا أو رئيسا أو وزيرا، يدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم (أي: تدعون لهم)، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ".
فبين صلى الله عليه وآله وسلم أن شرار الأئمة من تبغضهم الرعية ويلعنونهم، ولو كان ذلك محرما لما كان ذلك ذما للأئمة، بل يكون حينئذ ذما للرعية.
وعندما بعث النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – معاذا إلى اليمن، أوصاه بقوله: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب".
وهذه وصية للحاكم، ولم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ: "أعلمهم بأن الدعاء على الحاكم لا يجوز" وإنما حذره من دعوة المظلوم، وفيه إشارة إلى أن للمظلوم حقا أن يدعو على ظالمه، أيا كان نوع الظلم.
ومن المقرر شرعا أن الحاكم فرد من أفراد المسلمين، وأن له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، فإذا ظلم أحدا أو أخذ ماله، أو آذاه في حسده، أو كلفه بما لا يطيق فله أن يدعو عليه، وليس في النصوص الشرعية ما يخالف ذلك.
بل إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد دعا على الحاكم المسيء، ودعا للحاكم المحسن بقوله: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به" رواه مسلم.
فلا حرج أن نقول: اللهم من شق علينا فاشقق عليه، ومن قتل أبناءنا فاقتله، ومن أخذ مالنا فانتقم منه .. وهكذا، بل إذا تأكد أن حاكما بعينه قد فعل ذلك فلا بأس من الدعاء عليه باسمه ووصفه.
وقد دعا سعيد بن جبير، والحسن البصري على الحجاج، ولم ينكر عليهما أحد.
ومن هنا يتضح أن الأصل الدعاء للحاكم بالعون والتوفيق والسداد، فإن أساء وطغى وتجبر وظلم فلا حرج في الدعاء عليه وسؤال التعجيل بزواله طالما أن في بقائه مفسدة للبلاد أو العباد.
*جامعة صنعاء
salehsawab@hotmail.com
http://www.facebook.com/salehsawab