صعدة .. امبراطورية المكبرين
بقلم/ كاتب/علي الغليسي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 21 يوماً
الخميس 01 ديسمبر-كانون الأول 2011 07:29 م
 
 

في الطريق إلى صعده .. المشاعر تهتز مخلوطة برجفة قلق تتضاعف مع اهتزاز السيارة في تضاريس طريق وعرة أنهكتها الآليات العسكرية التي كانت تزحف إليها على مدى ست حروب سابقة... تهتز أعماقي بعنف كلما اقتربنا من المدينة التي وصلناها والليل يرخي سدوله بعد أن مررنا بعشرات النقاط تتوزع على طول الطريق ويقف فيها شبان يعرفون بـ (الأمنيات) من أنصار (جماعة الشعار)، قاموا بتدوين بيانات السيارة ولونها واسم السائق في سجلات آخر نقطة تفتيش.

هنا صعدة.. مدينة السلام وبلدة الرمان .. هنا لا تزال آثار دمار الحروب بادية للعيان..هنا تحضر التضاريس المتنوعة والبيئة البكر والأراضي المتشوقة لأنامل البناء الغائبة منذ سنتين، في صعدة .. لا تستغرب عند رؤية راية الشعار المعروف (الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل) وهي تعتلي أسطح بعض المنازل ومطبوعة في أكثر الجدران، ولا تندهش إذا وجدت أن تلك الرايات أكثر من العلم الجمهوري ، فأنت في إمارة الحوثي وإمبراطورية المكبرين.

الناس هنا يشكون من غياب التنمية، ويصرخون ألماً من كارثة الإهمال، ويتذكرون بحزن الخسائر البشرية والمادية التي خلفتها ست حروب لم يكتب خلالها النصر لأي طرف ، وكانت صعدة هي الخاسر الكبير من تلك الأوضاع التي امتزجت فيها المأساة بالمعاناة واصطدمت آهات المحرومين ببكاء الثكالى وحسرات المكلومين.

السلفيون في مرمى نيران الحوثيين

يبدو أن محافظة (صعدة) باتت غير قادرة على مغادرة دائرة (الخوف).. وأن عقارب ساعات الهدوء سرعان ما إن تضطرب على وقع عاصفة مدمرة..تبحث هذه المحافظة عن ذاتها في مستطيل السلام، فتجد نفسها بدون مقدمات في مربع العنف.. تحاول جاهدة العزف على وتر السكينة والاستماع إلى موسيقى السلم الاجتماعي، غير أن ضجيج المدافع ولعلعة الرصاص ودوي الانفجارات في منطقة (دماج) هو ما يمكن الإصغاء إليه هذه الأيام في تلك المنطقة البائسة المحروم سكانها حتى من النوم الآمن على سرير الاستقرار!!

لا يمكن فهم الوضع الراهن في قضية خلاف الحوثيين والسلفيين بشكل سليم، وتفسير ما تشهده صعدة الآن يزداد صعوبة كلما استتب الأمن واتسع الهدوء، كلما يتعقد أكثر عندما يتسيد العنف أو تبرز مؤشرات الصراع المسلح مثلما يحدث حاليا.

صار أبناء صعدة بين فكي كماشة، أنياب كلها حادة وقاسية، جماعة الحوثي ومركز دماج ، السلفيين والمكبرين، وكلما توغل خيط الهدنة داخل أعماق النسيج الاجتماعي، ارتفع –طبيعيا- نشاط عملية الفرز في اتجاهين اثنين يذوب الاتجاه الثالث وينكمش بين تمترسهما حول ما يؤمنون به من قضية ومعتقدات ، نفوذ حوثي يتمدد بمساحات غياب الدولة، وحضور يتضاعف بفضل إجادة "المكبرين" لاستغلال السلبيات وقدرتهم الملموسة على التعامل الإيجابي مع أخطاء الأطراف الأخرى، بالتوازي –طبعاً- مع صورة رعب سائدة من الحوثيين وحالة خوف دائم لدى العامة ، كل ذلك ساعد على تغيير قراءات الأمر الواقع.

يتفاقم الخوف والقلق تدريجيا هذه الأيام المحسوبة ضمن أجندة السلم والأمان، ويطلق الحوثيين تهديداتهم بنبرة عالية الحماسة حد الغرور، وسياق لغوي يوحي برغبة مكبوتة في انفجار الوضع ، مبتعدين هذه المرة عن استخدام وسائلهم الذكية والمسيسة التي كانت تضمن لهم أثناء حروبهم مع الدولة عدم الظهور كمسبب يتحمل المسؤولية، وكي يكسب الأذكى اللعبة، فإن الاعتماد على تكتيك خلط الأوراق هو الأنسب، والذي ينجح في تقمص دور الضحية يصبح هو الأوفر حظا في المعركة الموازية: حرب العواطف.

التخلي عن نزعات العناد والمبادرة، أصبح ضرورة ومطلباً رئيساً يتقدمه ضرورة أخرى، تغليب روح الأخوة والتسامح وتقديم التنازلات، دون ذلك، لا طريق آخر يكفل إخراج صعدة من مستنقع الدم وإنقاذ البلاد من فتنة قد تتحول إلى طائفية تكبر فداحة أضرارها الجسيمة كلما استمر إهمالها أو تركها سوقا لخدمة مصالح ضيقة تثمر مكاسب آنية مقابل خسائر وطنية لا يمكن تعويضها.

أفواه المدافع ظلت صامتة، كذلك ثغور البنادق صامت عن الكلام، الحرب كانت في إجازة،والضمائر الآن في فترة نقاهة ، شياطين القتل وتجار الحروب وحدهم المرابطون عند أسوار المقابر وخزائن البيع والشراء بأرواح الأبرياء... قدر صعدة التاريخي هكذا، أن تبقى مسرحا مفتوحا على مدار الزمن للتناحر، إنها اللعنة، أو هي حصاد ما كسبته أيادي الناس، ومقابل الصمت والقيام، يطل بورزان الموت بلا موعد، التصعيد المذهبي يتسلل خلسة ودون انتباه من أحد، هناك آلة إعلامية تعمل لخدمة قوى ولصالح أهداف، لا هم لديها سوى إثارة الروح العفنة وممارسة التأجيج.

يجب أن تتحمل أطراف الصراع مسؤوليتها، ويتحمل نتائج الحرب من يقوم باستسهال المغامرة المجنونة على حساب دماء اليمنيين، سلفيين وحوثيين ، إن التمترس البادي حاليا لا يمكن تفسيره بغير الإدمان للقتل والتحالف مع أعداء الدين والوطن تحت مظلات الخداع وشعارات الزيف.. لم تعد صعدة بحاجة لحروب أخرى، وقبل أن يكون الناتج في النهاية موت ودمار يجب تدخل العقلاء..ومنع اندلاع الحرب والرقص فوق أشلاء الضحايا، أمر مهم جداً ...يجب أن يتوقف الحوثي عن اعتماد عبارات التحدي وجمل الاتهامات الكبيرة ، كونه أمر غير لائق سياسياً، خاصة إذا ما أدركنا أن الرد السريع يأتي مشحونا بوجع الجراح الغائرة، وكثيرا ما ينتج عن مثل ذلك التصلب رد عنيف على الأرض، ربما نفهمه لو تقصينا الأسباب وراء تجدد الحروب الست مع الدولة.. تتعدد الأسباب من أشياء صغيرة، لكنها تتطور، تنفجر وتصبح حدثا كبيرا بحجم انتحار محافظة، كما حدث في صعدة ست مرات متتالية، وموعدها مع انتحار جديد يخطط له المتطرفين وغرماء السلام.

لا صوت يعلو فوق صوت المكبرين

في صعدة .. لا صوت يعلو فوق صوت المكبرين بعد أن بسط أتباع السيد عبد الملك الحوثي سيطرتهم الكاملة على تلك المدينة تزامناً مع انطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية فتداخلت صرخات الفرح من الأنصار ولعنات التذمر من بقية الفئات .. لتبدأ صعده مرحلة جديدة بحكم ذاتي دفع بالتاجر المشهور (فارس مناع) إلى منصب المحافظ وهو الذي لم يمض كثيراً على مغادرته زنزانة الأمن القومي ، ولم يطل الوقت على قرار إعفاء شقيقه (حسن) من منصبه، وقد أتاح ذلك الوضع المجال أمام ارتفاع أصابع الحوثيين لرسم شارات النصر، وللسلطة لطم خدود الانتكاسات.

يتجدد التاريخ في عاصمة السلام ويكتب من يسمون أنفسهم بـ (أنصار الله) تفاصيله بأحرف من نور المسيرة كما يقولون ..أطياف متعددة تلتقي هنا، واهتمامات مختلفة تجتمع في هذا المكان على خطوط تماس ملتهبة وفوق تربة مشتعلة كبؤرة بركان تنفث حمم القلق والصخب والغضب إلى خارج موطن الزيدية الأبرز وإلى ما هو أبعد من خطوط الحدود وعلى الخارطة الدولية.

ها هي صعدة تتمتع بحكم ذاتي وتحاول أن تظهر فيه أنها استعادت عافيتها.. حتى وإن كان دم الجرح ما زال ينزف عتابات محب وشكاوى مظلوم أضناه القهر والخذلان ومرارات تظهر بين الفينة والأخرى وسط أنياب المستوحشين بالمال والغنى ضد مجتمع عزيز أذله غدر الزمان وسياسات أهل الشان... لقد بات (الحوثي) هو الحاكم بأمر صعدة ، ووجود الأجهزة الأمنية والعسكرية ومدراء عموم المكاتب التنفيذية وقيادات السلطة المحلية ـ وجود شكلي لا أكثر ـ فهناك مندوب من الحوثيين في كل مكتب تنفيذي وكافة المديريات هو الآمر والناهي بعيداً عن المدير العام ، وجهاز (الأمنيات) المكون من مجاميع حوثية يقوم بمهام الأجهزة الأمنية جميعها بما في ذلك تنظيم حركة السير في شوارع المدينة.. و(حاكم ضحيان) هو المحرك الفعلي لمحافظة صعدة.

من السذاجة الحديث عن أن نجاح الحوثيين في ضبط الجانب الأمني يعود إلى إمكاناتهم المادية والبشرية بل أن ذلك نتاج انتشار ثقافة (من ليس معنا فهو ضدنا) وخوف الناس الشديد من بطش جماعة الشعار .. كل ذلك ما هو إلا جزء صغير من تفاصيل كثيرة لسيناريوهات طويلة.. ظاهرها الود لـ(صعدة)وباطنها يخفي شديد العذاب!!

إنهم يكرهون من يخالفهم الرأي ويناصبون العداء من لا يؤمن بملازم (حسين بدر الدين).. تتفاقم الكراهية عند البعض لتصل درجة الحقد والضغينة.. وتتلاشى لدى آخرين لتبلغ حد التذمر والاحتقار والاستنقاص.

هذه هي الحقيقة التي يجب معرفتها.. وبالتالي التعامل والتعايش وفق معطياتها وما تحمله من أجندة.

الأغاني ممنوعة والأفلام التركية أيضاً!!

لست ناقماً ولا أحمل شفرات حقد وخناجر ضغينة.. أحاول فقط كتابة انطباعتي كصحفي تيسرت له زيارة صعدة وهي تخضع لسيطرة حوثية كاملة..لم أكن أتصور أن يحولوها إلى ( قندهار) ثانية أو( قم) أخرى من خلال تضييق الخناق على الحريات الشخصية ومنع الأغاني من التداول،وإغلاق ثلاثة استريوهات (اليمن السعيد ، الأطلال، واستريو) مع تخويف أصحاب محلات الجوالات من تحميل الأغاني والأفلام التركية وخاصة (الأرض الطيبه ، ومراد علمدار) بل وصل الحد إلى ملاحقة ومعاقبة أي شخص يقوم بتشغيل الأغاني بصوت مسموع في سيارته الخاصة، وهو ما تأكدنا منه جيداً من خلال الحديث مع إعلاميين حوثيين برروا ذلك التصرف بأنه ناتج عن كون ثقافة المجتمع لم تعد تتقبل الأغاني..وهنا من الممكن التوقف عند تلك المبررات من زوايا مختلفة غير تلك التي يتفوه بها أنصار السيد .. ففي التفاصيل ما يمكن من خلاله الوصول لما وراء السطور ولما هو أبعد من التبرير الإعلامي.. إذ لا يمكن تقبل الوضع على أنه مجرد صحوة ضمير وخطوة رائعة نابعة من القلب..حيث أن ذلك كان مجرد اختبار لماهية الاعتراضات التي قد يظهرها المجتمع والتي قد تسهم في عرقلة فرض الفكر الحوثي بقوة الساعد والسلاح شاء من شاء وأبى من أبى!!

تصوروا لو أن القائمين على مركز دماج السلفي قاموا بمثل تلك الخطوة وحظروا بيع وتداول الأغاني .. كم هي الضجة التي سيثيرها الكتاب الليبراليين والإعلاميين من دعاة الحداثة، لكن لأن الحوثي وراء ذلك الحظر لم ينبس أحدهم ببنت شفه...ربما لم يعلموا بذلك الأمر بعد!!

لنترك تسويق الحوثيين لذلك الحظر جانباً .. فذلك المنع ينتهك الخصوصية.. كما أن استخدام القوة في فرض مثل هكذا تصرفات أمر يستدعي الاعتذار للسلفيين وطلب المغفرة من الجماعات الإسلامية الأخرى..وينبغي أن نقول للمكبرين أن أوامر الدين الحنيف ليست كما تفعلون، ولا يمكن أن تكون بهذا الحال المقلوب والصورة المشقلبة.. فما يجري الآن إذلال للناس وليس انتصار للدين.. إكراه وليس إقلاع .. نفاق وليس تدين.. إنها خلاف التوجيهات الربانية تستحقون عليها العتب تلو العتب ، لأن كل ممنوع مرغوب!!.

كان الأحرى ترك المجال أمام الناس لتكوين قناعاتهم.. دعوهم يعمهون في دروب الغي والضلال الذي تدعون ..لو أعلنتم احترامكم لرغبات المواطنين وتركتم للمتوجسين خيار وقرار الإتباع والمناصرة ، والإقلاع والتوبة.. وواصلتم العمل دون اكتراث.. لجاءوا إليكم يحثون الخطى متدافعين أفواجاً إذا رأوا أنكم أنصار منهج الفضيلة بمصداقية عالية ، وشاهدوا الحق وقد حصحص من جانبكم والصبح شعشع من ملازم السيد الراحل وتنفس ضوءاً يصعق وجوه الخفافيش.

غلبة منطق قوة الحوثي وقهر الشيخ عثمان مجلي

أثناء تجوالنا في مدينة صعدة لفت نظري ركام فندق الشيخ / عثمان مجلي عضو مجلس النواب الذي قام الحوثيين بتفجيره ومساواته بالأرض بعد مواجهات عنيفة خلال السنة الماضية، وصار ذلك المكان بمثابة معلم بارز ، ومزار سياحي يشهد على غلبة القوة وقهر الرجال ، بل أن أنصار عبد الملك الحوثي قاموا بتحويل محلات مجلي التي بجوار الفندق إلى مؤسسة باسم زيد علي مصلح للانتاج الفني والتوزيع ومحلات أخرى، ومزارعه وسوقه العام تحولت جميعها إلى مؤسسات تجارية تعود أرباحها للحوثيين ، كما أنهم حولوا منازله وفنادقه الأخرى إلى محاكم تابعه لهم .. فبالله عليكم ، كيف يمكن إقامة العدل وإرساء دعائم المساواة والحق وحكم الله من بيوت مغتصبه؟!

أيضاً.. عمد الحوثيين إلى ترك مزارع أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر (حسين وحميد) دون أن يتم ريها أو سقيها حتى يبست بشكل كامل..ووحدها مزرعة (الرئيس صالح) التي لا زالت أشجارها خضراء وثمارها ناضجة يقوم الحوثيين ببيعها وتسويقها والاستفادة من ريعها.

أقسم لكم أن ما قام به الحوثيين ضد النائب عثمان مجلي وغيره ليس بريئاً مطلقاً.. ولا أخلاقياً أبداً.. كما وليس ربانياً بحتاً ودينياً فرصاً.. إنه أكبر من محاولة الانتصار للذات.. وأخطر من مسلسل فرض النفوذ..وشر البلية أن أنصار جماعة الشعار يريدون من الجميع البقاء بمكان الصرصور حين تلصقه الجزمة بالأرض.. ومن الغباء الفاحش تصديق المبررات الحوثية الواهية والاقتناع بمصداقية نصرة الدين.. ركزوا على أهدافهم جراء تلك الأعمال سترون فيها ما يريب!!.

لن تنطلي الحيلة علينا جميعاً.. ولن ننخدع بتسويق الحوثيين لمشروعهم القائم على إقناع الناس بأفكارهم المذهبية التي تلامس شغاف قلوب أتباع الإمام زيد بن علي رضي الله عنه .. ذلك أن حليمة سرعان ما تعود لعادتها القديمة، ومن الخطأ نسيان غطرستهم واستعراض العضلات في نشر ذلك الفكر.. ومن العيب أن نترك لهم الخدود التي احمرت بصفعاتهم كي يرسمون عليها قبلات وردية.. إذ ما زال ألم الصفعات طاعناً في القلب وآثار أظافر الكفوف الخشنة مطبوعة على وجه صعده الكئيب.

 بحسب ما قال لي أحد أبناء صعده فقد قاوم مجلي وقبائله الحوثيين بعناد وقوة.. ومن حقه الدفاع عن أرضه وممتلكاته .. غير أنه من العيب جداً تصوير نجاحهم في القضاء عليه وطرده وكأنه تحرير لصعده من مغتصب غاشم.. لأن الحال يبدو كذلك.. أو يصوره الحوثيين دون اكتراث أو مبالاه – على ذلك النحو.

مغادرة مدينة السلام  

التناولة الصحفية أعلاه ليست سوى غيض من فيض المشاهدات والانطباعات التي خرجنا بها من زيارة قصيرة لمحافظة صعدة التي غادرناها وكرة الثلج تتدحرج للأسوأ في ظل بقاء خطوات المصالحة بين السلفيين والحوثيين المطروحة حالياً رهينة إجراءات يتحكم فيها عنصر التربص رغبة في إفشال خطوات المصالحة ، ليبقى المشهد مغلفاً بالضبابية ، بالرغم من كون جبل البؤس الصعداوي لم يعد يحتمل مزيداً من المآسي الإنسانية، فقد صار السلام هو المطلب، غير أن تلك الصور المتضاربة التفاصيل من نماذج التيه تفرض ظلالاً كئيبة على ساحة طالما ظلت معجونة برماد البارود وطحين الجماجم بحسب أصوات صعداوية معتدلة..وقبل أن نجد أنفسنا في خضم أحداث كارثية لا نبصر فيها سوى (أشلاء) ولا نسمع سوى أنات جرحى وبكاء ثكالى ولا نشم إلا (رائحة الدم)... يجب أن يعمل عقلاء الوطن بإخلاص لإنهاء أسباب النزاع والتوتر والتمترس الحوثي والسلفي.. والفتنة نائمة ، لعن الله من أيقظها!! .