هل ارتكبنا ما أغضب الله فولّى علينا سفهاءنا؟
بقلم/ عبدالباسط السعيدي
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 10 أيام
الثلاثاء 06 مارس - آذار 2007 05:50 م

مأرب برس – السويد – خاص

اليمن بلدٌ وشعبٌ يوشك على الانقراض، والقادة جالسون على كراسيهم لا يريدون الإصلاح أو الابتعاد عن كراسيهم. يسمعون وكأنهم لا يسمعون .. الخلافات كثيرة وعميقة ، واليمن يتآكل من الأطراف ومن الداخل.. بأيديهم وأيدي غيرهم.. إن مستقبل اليمن مظلم، فهو سنة وراء سنة في تدهورٍ اقتصادي وأخلاقي واضح وهذا يبشر بثورة قريبة إن شاء الله أو انقراض لا قدر الله ... اليمن بلد يعيش أكثر من ثلث سكانه تحت خط الفقر وثلث على الخط وأقلية فقط من الفاسدين أو التجار هم المستفيدون ..

بلد يعتبر من أقل البلدان من حيث المستوى المعيشي للفرد، فمتوسط دخل الفرد اليمني في سقوطٍ وتدحرُج ، وبالذات بعد أحداث صعدة؛ حيث وصل إلى بضع مئات من الدولارات للفرد في السنة...

بلد أصبح يُهرّب أطفاله ونساءه إلى الخليج لاستغلالهم في الدعارة والتسول، ولا ريب في أنكم تعلمون بأن اليمن أصبح من الدول السياحية ( جنسيا ) بالذات لإخواننا الخليجيون .!

بلد يعيش في حالة خدر جماعي، لا يعلم بشيء ولا يحس بشيء حتى ينقرض.!

لكن لماذا كل هذا التردي والخور الذي أصابنا؟!

يقول أحد الأصدقاء – وهو يمني أصيل - واصفاً الشعب اليمني: " أهل اليمن لم يعودا أولئك الذين أُعجب بهم الرسول عليه الصلاة والسلام فمدحهم قائلاً ) : أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة ، الإيمان يمانٍ والفقه يمانٍ والحكمة يمانية ) فشعب مثل ما وصف الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام بالتأكيد لن يقبل بحثالة تقوده وتسير شئونه؛ فلم نسمع عن حكيمٍ حتى الآن سمح لسفيه أو لص بأن يقوده .!!

فهل يا ترى انقرض الشعب اليمني الأصلي الذين أُعجب الرسول صلى الله عليه وسلم به وبحكمته ؟!

إن المتتبع لأحوال الشعب اليمني يدرك بأنه قد أضحى شعب جاهل يتقلب على نيران الحسد والغباء التي تطغى على الكثير من تصرفاته ، والرمز هنا لا يستثنى بطبيعة الحال؛ لذا ولّى الله عليه مجموعة من اللصوص والسفهاء، والذين يصفق لهم الشعب يومياً أمامهم ويلعنهم في دواوين القات وغيرها من الأماكن التي يسهل على اليمني فيها الظهور بلا أقنعة.!!

أي منافقين يحكمهم منافقون، فاليمن أصبح بلد النفاق لا بلد الإيمان!.

والأمثلة على نفاق الشعب وقادته كثيرة لا مجال لحصرها ولعلّ أوضحها وأحدثها ما حدث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث أخلف الرمز وعده بترك الكرسي كما هي عادة المنافقين في مواعيدهم بعد أن خرج الشعب الذي لا يبغض أحد بقدر بغضه للرمز هاتفاً بالدم بالروح نفديك يا رمز.!! والدموع تنهمر من عيونهم لإقناعه بالبقاء، وتلك الدموع بلا ريب لم تكن دموع الوفاء والحب بقدر ما كانت دموع القهر.."

وملخص رأي صديقي أنه ( كيف ما تكونوا يولى عليكم ( ، واستناداً إلى رأيه فقد وجدت – والعياذ بالله مما وجدت- بأن القيادات في بلدنا عبارة عن لصوصٍ ومنافقين وأنتم أدرى مني بأخلاق هؤلاء، فهؤلاء شبههم أحد الأصدقاء كـ مجموعة لصوص وجدوا أنفسهم أمام خزنة أموال كبيرة يملكها جاهلٌ نائم وأنتم تعلمون الباقي .... أي أنّهم لصوص والخزنة هي اليمن بمواردها وخيراتها والمالك الحقيقي بتفويض من الله هو الشعب الغبي ..

السؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة هو :

هل ارتكبنا ما أغضب الله فولّى علينا سفهاءنا؟! لأن الله ليس بظلام لعبادة حتى يولّي شرارهم على خيارهم، فالله عادل لا يولّي عمر بن عبدالعزيز على رعية الحجاج ولا الحجاج على رعية عمر بن عبدالعزيز..

الخلاصة :

• إن استقالة رمز المفسدين ليست هي الحل السحري الذي سوف يحول اليمن إلى جنات عدن كم يتوهم البعض، فما وجوده على رأس السلطة إلاّ نتاجٌ لنوعية الشعب المحكوم.. نحن نريد ثورة عارمة على أخطاءنا التي ترعى وتسرح في هذه الأرض الطيبة..لا بد من ثورة لبناء الأخلاق المنهارة وإعادة الكرامة المنكسرة ونشر الوعي الديني تصاحب الإطاحة بالرمز ، وإلاّ فإننا لن نظفر إلا بتغيير الرمز بنصبٍ ربما يكون أشنع منه.

•الانقراض ليس في عدد النفوس بقدر ما هو في الأخلاق والصفات..نعم نرى الشعب إلى كثرة ولكننا نرى الأخلاق والصفات الكريمة إلى إنقراض..