آخر الاخبار
مؤتمرات الغربان السياسية
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و أسبوع و 3 أيام
السبت 17 مارس - آذار 2012 06:09 م

alboox@gmail.com

عقد المؤتمرات السياسية خارج الوطن.تثير تساؤلات الناس.و دوما ما تبقى هذه اللقاءات محط استهجان ألمتابعين.لأن حكاياتها ببساطة تبقى محاطة بالغموض.كما ان الشكوك التي تحوم حولها لا يمكن وصفها بالعبثية.وعوضا عن كونها لا تقدم شيئا يذكر،ولا تؤثر في الحياة السياسة الآن.او تقدم الحلول.فهي لم تضيف اي فائدة على المشهد السياسي.انها توضح فقط بأن "المنتدى السياسي"لم يستفيد من اخفاق مؤتمرات سابقة لغيره.كان الاحرا بالقائمين عليه،أن يعقدوا مؤتمرهم داخل البلد. ربما كان الاثراء سيكون افضل بكثير مما خرج به هناك.

لقد طاروا بفكرة اللقاء ألتشاوري لممثلي الأطراف السياسة إلي ألمانيا.كما فعل من قبل عز الدين سعيد،في القاهره.في تنظيم "مؤتمر اليمن الي اين"بالتزامن مع مؤتمر بيروت "اليمن الذي نريد".فلا نعلم اين ذهبت اليمن في اجندت المؤتمرين ولا الذي تريده أي (اليمن)حدث.

ربما بتباعد المسافة بين السياسي ووطنه،تجعله يشتاق الي أن يصير أكثر قربا لهمومه،او ان الحنين الي الوطن يبعث على شيئا من الولاء.و يخلق الإخلاص للقضايا الوطنية الأكثر حساسية عن بٌعد.

إن كان سياسيين على هذا القدر من الحس المرهف والمشاعر الدافئة،تجاه الوطن بواقعه المعقد. على الوطن السلام.عليهم ان يتركوا السياسة و يجربوا كتابة الشعر والقصة.هذا لا يعد استنقاص منهم،ولكنه مجال رحب للأسراب المهاجرة.كما انه غير مقتصرا على اشخاص بعينهم.الجانب الادبي مخرج مناسب للمتورطين في العمل السياسي المتعب .او من يشعرون بأن غزارة التفكير بكل الملفات الشائكة وحلولها المطلوبة.لا تأتي سوى خارج حدوده.فلا داعي للكل هذا التضجيج. قضايا الاوطان لا تختصر برحلة نزهة الي عواصم الثلج وحدائق المرح.وجلسات تناول القهوة وحفل السمر.

الساحات هي من اوصلتكم الي هذه المستويات.إنها الكفيلة بتبني مثل هذه المؤتمرات.مخرجات الساحة بحرارتها وبرودتها اهم من مخرجات الفنادق المُكيفة ومتنزهاتها النظرة. 

قامت هذه الثورة بفعل زخم الساحات ونضجها،شكلت خط مواجهة مع كل المخاط المجهولة و الحاضرة،وليس لشيء إلا لإعادة الوطن المنهوب لإبناءه،لا لأن يواظب سياسيين الاوغاد على محاولاتهم الدأوبه على تهريبه الي الخارج.وتصريف قضاياه بين عواصم الدول والمطارات. 

فرقاء الأمس أصدقاء اليوم.التقوا كممثلين عن مختلف الأطراف السياسية،ونقلت الصورة،عبد الوهاب الانسي بصحبة ابو بكر العطاس،ويحي بدر الدين الحوثي،يقابل الدكتور ياسين سعيد نعمان. هذا ليس الخبر.إذ لا يمكن لنا ان نظل ننشد الخصومة في كل شاردة وواردة،هذا جيد.فالاتفاق وارد كما هو الاختلاف.وهذه قواعد لعبة السياسيين الرئيسية؛يفضلون ان يسلكونها بفهلوتهم المعهودة.

الزاوية الأكثر غرابة في الخبر ان عبد القادر هلال الحاضر في هذا ألقاء الغائب عن ألصورة.لم نعلم من يمثل.

و هل علينا ان نقول بأنه يمثل(الرئيس السابق كما جرى تعريفه على انه المقرب من السابق)أم نجله (احمد)الذي ما يزال يتمتع بقيادة الحرس الجمهوري حتى اللحظة.

ولذلك كان عدد المشاركين ثمانية أسماء،نصفهم من الشخصيات الوطنية المعروفة،فيما النصف الآخر يمكن وصفهم بأصحاب المواقف الوطنية المهزوزة،أو من يعانون من مأزق في المسؤولية الوطنية.و إذا ما تركنا علي سيف حسن يراوح في المنتصف بوصفه المنسق للمؤتمر-رئيس المنتدى.وكالعادة متأرجح بين الفريقين. لنضيف إلي مؤتمر لندن الغريب.الرئيس السابق ونجله في شخصية (هلال)الذي يقدم دورا إضافيا تجتمع فيه قوة بعض أنواع المنظفات(اثنان في واحد). ليصبح المشاركين عشرة أشخاص وليس ثمانية.

خرج المؤتمر كسابقيه،دون أي تقدم على رقعة الشطرنج (الملخبطه)اصلا،بل و خارج اللعبة بأسرها.ولعل مثل هذا الوصف يناسب مزاجهم المشتت.حتى بتنا نحقق؛النهايات من (المخرجات) على الدوام- بعكس النتائج.لتبقى كل مؤتمراتنا السياسية اشبه بجمعية الغربان اولها كاك وآخرها كاك.