المدرهة والمشنقة
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و يومين
الأحد 15 يوليو-تموز 2012 07:10 م
 
 

فيما يلي رسالة بدموع كل اطفال اليمن ، رسالة حبرها دم كل طفل يمني سال في بلد اغتيلت فيه الطفولة.

متى سنظل نحن الصغار ندفع ثمن صراعات الكبار في هذا البلد؟

حروبكم حولت أحلامنا إلى كوابيس، ومدارسنا إلى ثكنات.

حروبكم زرعت الخنادق من حولنا بدلاً من الحدائق.

حروبكم حولتنا من مشاريع حياة إلى مشاريع موت.

حروبكم دمرت منازلنا وحولتنا إلى نازحين في خيام.

حروبكم حولت المدرهة إلى مشنقة.

نحمل لكم غصن الزيتون الأخضر وتحملون لنا أغصان القات المسمومة.

نهرب من استغلال عصابات التسول في الشوارع فلا نجد عملاً سوى رش المبيدات في المزارع.

حقوقنا ليست حرباً دعائية تتبادلون تهم انتهاكها فيما بينكم أحزاباً وقبائل وجماعات.

حقوقنا ليست بقرة حلوب لكم يا أصحاب المنظمات، سبعة آلاف منظمة لا أثر لها في واقعنا نحن الأطفال.

حقوقنا ليست بيانات وشعارات وورشات وندوات.

حقوقنا خبز لا أسلحة. ثلثنا يواجهون مجاعة حقيقية.

حقوقنا مستشفى وعلبة دواء.

حقوقنا مدارس لا متارس.

ليش تعرضوا حياتنا للخطر؟

ليش تدفعونا للقات بدلاً من الملاعب؟

ليش تتحاربوا وتشتروا أسلحة بدلاً من أن تأكلونا وتشربونا؟

ليش تطفشونا من المدارس وتشردونا في الشوارع؟

ليش تستغلونا في مزارع القات وتشغلونا في رش السم مع علمنا بخطورته على حياتهم؟

ليش تتقاتلوا بنا وتعرضوا حياتنا للخطر؟

ليش تدمروا منازلنا وتشردونا في الخيام بين البرد والجوع والمرض؟

أين سارت الرحمة من قلوبكم؟

أين سار إيمانكم اليمان وحكمتكم اليمانية؟

أين سارت مروءتكم وشهامتكم؟

النبي صلى الله عليه وسلم كان أول شيء يعمله في أي حرب تأمين النساء والأطفال، وأنتم نزعتم الأمان من حياتنا، وزرعتم الرعب في براءة وجوهنا، وقطفتم ورود آمالنا من حدائق قلوبنا، وجعلتم منها مخزن رشاش أو كلاشينكوف.

التوقيع أطفال اليمن..

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.