أخلاق العرب والغرب
بقلم/ عبد الاله تقي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر
الخميس 16 أغسطس-آب 2012 11:32 م

قرأت مؤخراً عن فضيحة لجنود إسرائيليين تركوا سفينتهم الحربية في اليونان لينضموا الى عاهرات في المدينة. برز الخبر في جميع صحف العرب وقنواتهم تقريبا على أساس ان الصهاينة والغرب "مفاضيح" للتشفي منهم والتأكيد على ان الغرب "منحلين اخلاقياً" رغم أن قصد الصحف الصهيونية والغربية إبراز عدم مشروعية تصرفهم بترك مواقع أعمالهم بدون إذن رسمي. نحن المسلمون ننسخ أخبار صحف الغرب فقط ثم نضخمها. فمثلاً فضيحة تعذيب سجن قرب مطار بغداد قبل سنوات لم تنشرها سوى مجندة بريطانية وصحيفة بريطانية.ونحن قمنا بدورنا التقليدي رغم ان تلك الممارسات عادية وضرورية في سجوننا، بل إنها كانت إنسانية بالنسبة لمقاييسنا التي لا تثبت حالات التعذيب بالاستهزاء بالسجين بل بالحرق وكسر الأعضاء فقط، وإلا فقولوا لنا أي من الحالات قامت صحفنا بفضح استهزاء السجون بكرامة سجين!

لكن تأملوا ، كم من فضيحة اغتصاب او استغلال مثلا قام بها مسئولون حكوميون وعسكريون وأبناؤهم في اليمن ولم يتحدث عنها أحد؟؟ هل قام أحد مثلاً بنشر قضايا اغتصاب مسئولينا لسجينات سجوننا المركزية، وخصوصا بعدما ثارت إحداهن (الحرة أنيسة الشعيبي) قبل أعوام قليلة، بفضح ممارسات أكبر رأس في السجن ورفقائه بالسجينات. وعندما شعرت بعدم تفاعل المجتمع المدني والقبلي وعدم استثارة نخوة الغيارى قامت برفع دعوى في المحكمة رغم تضحيتها بكل ما لديها وبسمعتها من أجل أن تصرخ للعدالة والمساندة النخبوية والشعبية التي لم تصلها الا عبر مبادرة يتيمة من مركز هود أيضاً! ألا تتذكرون ما كانت أحكام تلك المحاكمة والتي كرست استهزاء العدالة نفسها بالمواطن من أجل مصلحة المسئول مغتصب لحوم الضعيفات والمهمشات! لتتذكروا فقط فقد كان الحكم بتعويض ذلك المسئول الكبير للضحية مبلغا لا يصل الى نصف مليون وحبس أحد صغار الضباط المتهمين في القضية!؟ يعني أنه لم يتم الحكم بتبرئة المتهمين ولم يتم إدانتهم وعقابهم عقوبة جنائية حسب قانون العقوبات. اليوم أنا لا أتذكر إلا ان الرجل ترقى بعدها ليصبح مديراً لأمن العاصمة!

ومن منكم يعرف نهاية قصة إغتصاب طفلة عصر الطازجة بعد أن تطلب الأمر توجيهات من رئيس الجمهورية كتلةً واحدة؟ ومن من المنظمات غير هود أيضا ومنظمة جديدة أخرى ساندت القضية من بدايتها.. بعض المنظمات انضمت متأخراً جداً للمساندة للأسف بعد اتساع شهرة القضية إعلامياً وتسيير المنظمتان مسيرات نحو بيت الرئيس فقط، من أجل الاستغلال الإعلامي لاكتساب الشهرة لتلك المنظمات المتأخرة. لكن هل تابع أحد أيضاً نتائج التوجيهات بعد أن رفض النائب العام للقضية؟؟ إذا كيف خدمت تلك المنظمات القضية العادلة للمهمشة الصغيرة. هذا فقط هو الفرق بين أخلاق العرب والغرب.

Ataqi2003@yahoo.com