إلى متى سيظل رئيسنا خارج القصر ؟؟!
بقلم/ عباس الضالعي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و يومين
الجمعة 24 أغسطس-آب 2012 05:36 م

القصر الجمهوري هو رمز الحكم ورمز لهيبة الدولة والحاكم ، وبقاء الحاكم خارج أسوار هذا القصر يعني ان الحاكم لم يسيطر على مقاليد الحكم في البلاد ، هذا هو حال رئيسنا المنتخب الشرعي المشير عبد ربه منصور هادي وفقه الله ، مر على انتخابه أكثر من ستة أشهر ولا زال خارج القصر ( دار الرئاسة ) ولا زالت القصور الرئاسية خارج سيطرته ، فماذا تعني الرئاسة إذا في ظل وضع كهذا !!

المعلومات تشير إلى أن الرئيس السابق ما زال ممسكا بقصور الرئاسة في صنعاء والمدن التي توجد فيها قصور رئاسية ، وان قرار إنشاء الحماية الخاصة بالرئاسة والرئيس لا زالت هي الأخرى في ثكنات خارجية غير المكان المفترض تواجدها فيه ، نقدي الشديد للرئيس هادي ليس من باب أني ابغضه كرئيس أو كشخص لكني ابغض وضعه الضعيف وعدم حسمه للأمور الهامة والضرورية

وجوده كرئيس خارج دار الرئاسة ( المكان المخصص لمؤسسة الرئاسة والرئيس ) يعني أن الرئيس خارج دائرة الفعل والتأثير القوي ، وان صلاحيته تعتبر منقوصة وغير كاملة ، ولو أنه حسم هذا الأمر من اجل تقوية مركزه كحاكم وكرئيس شرعي منتخب وإن بقائه خارج القصر يخذل جميع من معه ويخذل مؤيديه ويخذل هيبته كحاكم وهيبة الدولة

القصر هو المكان المخصص للرئيس ولمؤسسة الرئاسة والعمل من خارجه يضعنا أمام استفهام وتساؤلات مشروعة ، من هي الجهة أو الأشخاص التي تقف أمام أو منع الرئيس هادي من مزاولة عمله كرئيس من داخل دار الرئاسة ؟ وما هي المبررات – أن وجدت – من دخول الرئيس هادي القصر والإقامة فيه ؟ وهل الرئيس هادي راضي على وضع كهذا وهو رجل البلد الأول ؟ ومن الذب ينازعه في قصره والشعب كله منحه ثقته وفوضه ليتولى رئاسة البلاد ؟ أم أن هناك أمور خارج كل هذا ؟

كثيرة هي التفسيرات والتأويلات حول هذا الموضوع الذي يتجسد من خلاله شخصية الرئيس ويمس من هيبته ، والإجابة على هذه التساؤلات هو قطع الشك باليقين ودخول الرئيس هادي للقصر ضرورة من الضرورات حتى يفرض احترامه وهيبته على الكل ، وغير ذلك يترك الباب مفتوحا للتساؤلات والتأويلات والمبالغات ، أتمنى أن نرى هادي حاكما من القصر و إلا فإن التمرد عليه وعلى قراراته سيظل متاحا للواهمين بحلم العودة ، وعلى الرئيس هادي ان يعلن للملأ من الذي يمنعه أو يحول بينه وبين القصر .

وما لا أتمناه – وغيري - أن لا يكون هذا ملعوبا بقصد وتعمد من اجل بقاء هذه القصور فارغة حتى( يأتي !!) من يشغر فراغها !! في الوقت المعلوم !! بعد المرحلة الانتقالية ، والمقصود بالذي سـ ( يأتي ) هو معلوم وليس مجهول ، لكنه غير شرعي بالنسبة للشعب ، ومرفوض ، وغاوي من يظن أو يتوهم أن ترك القصور الرئاسية فارغة عروشها دون الرئيس إلى حين غرة !! أن تظل محمية بمجموعات خارج الشرعية لكي لا يطأها احد غير الذي سـ ( يأتي !) حتى ولو كان مولودا ( سفاح دون طهارة ) لتوريث تلك القصور ولو والقفز على الشعب وثورته .

أملنا أن لا يظل هذا الوضع متروكا هكذا دون أن يعتلي الرئيس الشرعي هادي كرسيه الخاوي قهرا داخل القصر ، وان لا يكون مدخلا لسرقة أحلام اليمنيين ومشروعهم المقدس في التغيير ، و على الرئيس أن يخرج علينا ويقول أنا الرئيس أنا موجود في مكاني الذي يجب أن أكون فيه ... وعلى هذا يفرض احترامه علينا ... ويكفيك انك تقتل أحلامنا بمبالغتك بصبرك وهدوئك ... وغير ذلك فلا ... والعاقبة للصابرين ....