قوات الأمن تبحث عن ( كلفوت ) !!!
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 20 يوماً
الأربعاء 05 سبتمبر-أيلول 2012 05:19 م

وكلفوت هذا هو اسم الشخص المتهم بتفجير أنابيب النفط في مأرب والحملة تحظى بمتابعة على أعلى المستويات .

ولا ندري إلى متى سيستمر بحث السلطات عن الكلافيت الصغار في حين أن الكلفوت الكبير كان قبل يومين يخطب بين الحشود الغفيرة من أنصاره وسط الأضواء والصخب والبهجة والنشوة و يقول بكل وضوح لعبد ربه هادي ( رئيس لا يقدر أن يدير بلد فمن الأفضل له أن يجلس بالبيت ) أو كما قال فضحه الله ، ثم يسخر من حكومة باسندوة أنها لم تفعل شيئا خلال 8 أشهر متناسيا ببجاحة أنه لم يفعل شيأً خلال 400 شهر .

محاولة الحكومة المستميتة في بسط نفوذها ستبوء بالفشل فالزعيم كلفوت سبق وأن كلفتهم بالمبادرة ويسعى بكل قوة لكلفتتهم عبر صغار الكلافيت الذين يفتعلون كثير من الأزمات ويصنعون العراقيل والعوائق ابتداء من تفجير أنابيب النفط والمقرات الأمنية حتى الكلفتة الإعلامية التي ينفق عليها الملايين عبر القنوات والصحف والمواقع أو الأفراد المخصصين للكتابة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لبث الإشاعات والفرقة والتضليل والتزييف.

وكذا عبر بعض شخصياته النافذة أمثال الهلفوت صاحب الـ 100 صفقة في الدقيقة الذي جعل من التصفيق السمة الأبرز للحفل حتى أن وسائل الإعلام ستبتدع طريقة جديدة في تناول أخبار الفعاليات التي يشارك فيها فبدلا من ( وقد تخلل الكلمة تصفيق حار من قبل الحضور إلى و قد أشاد الحضور بالتصفيق الحار الذي تخلله عدد من الكلمات التي ألقيت بالمناسبة ) .

نعم لولا هذا المبادرة والكلفتة التي أنهيت بها المرحلة الأخيرة من الثورة ما كان يحي صالح الرجل المغرم بالأضواء و الذي يريد دوما أن يشار له بالبنان يعيش الآن أفضل اللحظات على شواطئ لبنان ويوافينا بصوره يوميا من هناك وقد اعتمر قبعة جيفارا وكأنه بين ميليشياته قبيل معركة خليج الخنازير لا بين مسالمين يستعدون للسباحة بصدور عارية . لم يكن ينقص أركان حرب الأمن المركزي إلا أن ينزل الماء مدججا بالأسلحة خوفا من ثورة البحر .

ولولا هذه المبادرة أيضا لما كان طارق صالح يقضي يومه على الفيس بوك في صنعاء يتلقى اللايكات من المطبلين بعيدا عن مكان الخدمة الذي أحيل إليه ولكان جميع أفراد الأسرة الآن يمضون إجازتهم في زنزانة عائلية نص نجمة .

التغيير لا يأتي عبر الجري وراء التفاصيل والصغار وسفاسف الأمور والكلافيت البسطاء الذين يعملون بالأجر اليومي بل بتغيير جذري شامل يقلب الموازين و يفوق التوقعات ..

فخلال أسابيع كان مرسي يطيح بأعتى رجالات الجيش حتى وصل عدد المقالين و المحالين إلى التقاعد قرابة الــ100 شخصية عسكرية رفيعة ثم توجه نحو المحافظين ليحدث تغييرات شملت نصف محافظات مصر هذا عدا عن التغييرات الجذرية التي تمضي بخطى ثابت في كل أجهزة الدولة .

أما في اليمن حيث ابتليت البلد بزعيم يجيد الكلفتة و معارضة تجيد التذمر والشكوى وذرف الدموع ستمر السنة والحكومة تطارد كلفوت المسكين في عدن ومأرب وشبوة والبيضاء وسيكون الإنجاز الأبرز لهذا العام هو إلقاء القبض على واحد منهم في حين الجهات الراعية للمبادرة ستستمر في التهديد بالحديث عن عقوبات رادعة لمن يعرقل التنفيذ وكل فترة تتحفنا بهذا التصريح و لم نر أي ردع أو مرادعة حتى اليوم ..

إذا لم يقم الرئيس هادي بإعادة الهيكلة بشكل جاد و فعال ومؤثر وعلى مستوى الهرم لا القاعدة وفي الصفوف الأولى لا الخلفية والانتقال إلى غيرها من الإجراءات المهمة التي يريدها الشعب باعتبارها تلبي جزء من مطالبه لا باعتبارها جزء من المبادرة فسيجد نفسه هو والحكومة وأحزاب المشترك يتساقطون الواحد تلو الآخر على يد أحد كلافيت صالح الذي تزداد وتيرة تحركاته نحو العودة بشكل يومي رغم أن البعض يعتقدها خطأٌ مجرد تحركات لإرضاء شهوة حب الأضواء والبهرجة والاحتفاء وهو المرض الوراثي الذي لازم كثير من أفراد الأسرة المخلوعة ومنهم صاحبنا الذي يريد أن يشار له بالبنان من خلال الصور فأشار له الجميع لكن بالبنان الأوسط .