مشيخة تعز ،، لمصلحة من ؟
بقلم/ عبدالله غلاب الشرعبي
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 25 يوماً
الإثنين 31 ديسمبر-كانون الأول 2012 10:23 م

هل يعقل أن يفرض على تعز بعد ثورة 11 فبراير أنماطا تقليدية و أداوت متخلفة و نماذج باليه من مخلفات النظام السابق الذي أدار البلاد وقهر اليمنيين بتلك الأدوات ل 33 عاما ؟

إن محاولات إعادة بث الحياة في نظام علي صالح واستنساخ أداوته مرة أخرى و في قلب الثورة تعز لا يعني إلا إرادة الانتقام من هذه المحافظة المدنية والإصرار على هزيمة روحها الثورية و من ثم الإجهاز على مطالب الثورة الشبابية السلمية التي تدعو لدولة مدنية تقوم على المؤسسات والمواطنة المتساوية و حكم القانون

ببساطة نريد أن نفهم ماذا يعني مشيخة تعز واستدعاء نماذج متخلفة لإدارتها غير إفراغ المشروع المدني و إجهاض الثورة السلمية وإعادة إنتاج نظام علي صالح الذي ظل يقهر اليمنيين بأدوات الفساد و مراكز قوى التسلط

لماذا يصر شوقي هائل على تعميم الأدوات المتخلفة على تعز بصورة فجة لم تعرفها من قبل حتى خلال فترة حكم عائلة صالح ؟

ألم يكن الأجدر بشوقي هائل أن يعزز القيم المدنية لتعز ويستثمر خصائص هذه المحافظة العلمي والثقافية ووعيها التقدمي المدني لتقدم تجربة رائدة و نموذجا رائعا يحتذى به ويسهم في بناء الدولة المدنية و مؤسسات المجتمع المدني ؟

الم يكن الأجدى بشوقي هائل أن يتخذ خطوة واحدة في المسار الصحيح عن طريق الاستعانة بالأكاديميين و ذوي الكفاءات العلمية المؤهلة ليكونوا فريقه ومستشاريه في إدارة تعز والنهوض بها بدلا عن الاستعانة بالمشايخ ومراكز القوى خاصة و تعز مشهورة بأنها مركز العلم و التنوير و الثقافة المدنية في اليمن ؟

إن محاولة فرض المشيخات و مراكز قوى التسلط على تعز وإعادة إنتاج أليات النظام السابق إنما يصب في خدمة القوى المستفيدة من المصالح الفاسدة و الغير مشروعة التي ارتبطت بنظام علي صالح بشراكة ثنائية وهي الآن تحاول إعادة إنتاج أداوت ذلك النظام من اجل ان تحافظ على استمرار مصالحها ،ولكن يبدو أن شوقي هائل يخطئ إذا كان يعتقد بأن إعادة إنتاج أليات النظام السابق وأداوته سيضمن له قهر هذه المحافظة الثائرة وإعاقة التغيير وإفشال الثورة الشبابية السلمية و بالتالي ضمان استمرارية مصالحه الاحتكارية الإقطاعية القائمة على الاستغلال والاستئثار والفساد و التي ظلت شريكة لفترة طويلة لنظام علي صالح .

إن على جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وشباب الثورة ان يتحملوا مسؤوليتهم و يرفضوا مشيخة تعز و قبيلتها و محاولات اختصارها و قهرها بمراكز قوى فساد و مشائخ قبائل ، فتعز يجب أن تنتصر لمدنيتها ولمشروعها التحرري التنويري التقدمي الذي يراهن عليه اليمنيين وهم يخوضون معركة تأسيس دولتهم المدنية المؤسسية القائمة على النظام و العدالة والمواطنة المتساوية و حكم القانون

* ALMAHGARY2012@GMAIL.COM