آخر الاخبار
ميزان القوى مصالح ومطامع..!
بقلم/ فيروز محمد علي
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 16 يوماً
الأربعاء 09 يناير-كانون الثاني 2013 12:15 م

كثير هم من يتسألون مع من أكون.. وكثيرً ما أجيب انا لست سوى مواطنة يمنية عادية بسيطة تتمنى حين تقام الثورات على الوادي المقدس ان يحيطه النور وتضيئه عقول كالشهب وقامات كالنخيل نلتف حولها لنأكل من خيراتها رطبا فكرية وعقلية مستنيرة لا تطمح في سلطة ولا ثروة كل ما تريده لنا هو العيش والحياة بحرية وكرامة ورؤوسنا مرفوعة لا ننحني لعواصف الظروف ولا نقتلع من جذورنا بهمجية قبل أن يأذن الله بذلك..!

بعيدا عن التهديد والوعيد والتنكيل التي تحاصرني دائما ولا ينحني رأسي الا لخالقه أذكر بعضا من أدوات الإستعمار والإستحمار..وسيلته وطرقه وآلية تنفيذه.

أولها وأهمها ميزان القوى .... وكما يقال قديمآ القوة المفرطة مفسدة .. حين تظهر القوة المفرطة في اى نظام سوى كان سياسي او إقتصادي او بيئي او إجتماعي .. سرعان ما يبدأ الفساد يحل في ذلك النظام نتيجة فرض قانونها الخاص .. وهذه الفكرة قامت عليها بعض فلسفات القرن العشرين حيث اعتبرت أن القوانين هي للأقوياء فقط .. وجعلت البقاء للأقوى ومن هنا ظهرت فلسفات آخرى تحارب هذه الفكرة وكبح جماحه كى لا تتغلغل في المجتمعات.. لهذا وُضعت الدساتير في جميع البلدان للحد من تمركز القوة داخل البلدان .. وهذا ما يلاحظ في الدول الديمقراطية التي ترفض نتائج إنتخابات إذا فاز طرف بأغلبية ساحقة يتم منح مهلة حتى تجتمع باقي الأحزاب ضمن كتلة معارضة بنسبة معينة يحددها الدستور ..

وهذا الأمر ينطبق على فكرة اللقاء المشترك في اليمن حيث اتحدت أحزاب المعارضة لمواجهة الحزب الحاكم وهذا الاعتبار لا يطبق في بعض الدول مثل مصر.. عندما تم حل الحزب الحاكم وسط معارضة بعض السياسيين الذين كانوا ينطلقون من ذلك المفهوم حول القوة

وهذا ما عبر عنه إحدى قيادات المشترك في اليمن المعارض ( الدكتور/محمد عبدالملك المتوكلٍ ) بأنه ضد حل الحزب الحاكم حتى لا ينهار ميزان القوى السياسي في اليمن..كما عارض سحب الصواريخ من قوات الحرس لما له من آثر يهدد إضاعف القوى العسكرية في اليمن.. لم يكن يوما الصراع الدائر في اليمن هو بين الجيش والمواطنين وإنما كان صراع القوى السياسية على السلطة والثروة ومن يمتلكها ويسيطر عليها..

من الجلي والواضح لدي الكثير من السياسيين بأن الحوار الوطني يكون بين القوى السياسية الداخلية ومن وراء الشاشة تدخل القوى السياسية الخارجية.. فلا أعلم كيف تحول هذا الحوار الوطني ( كمثل الحمار يحمل اسفارً).. فكل من لديه مشكلة خاصة او عامة ادرجها ضمن نقاط الحوار.. بينما كان الأجدر بنا ان ندرج اهم النقاط وهى القضية الجنوبية.. ذاك الجنوب الذي كان ذات يوما وطنا ذات سيادة مستقلة بكل ما يحويه وتخلى عن سيادته من اجل توحيد اليمن وشعبه ولكن إنتهكت حقوقه وتصادرت كرامته وكبريائه..ولم يوضع ادني إعتبر له من قبل المعتدين عليه حقوقآ وفكرآ..

وكما يقال في اليمن لو كانت رجلك تحت الحجر فسحبها ببصر.. لا نؤيد الإنفصال لكن إن كان أهو الشريان بين الحياة بكرامة ومهانة العيش.. إذا لابد منه فلا مانع لحفظ الكرامة وماء الوجوه وما تبقى من كبرياء شعب عريق ..

وكما ضمنا إدراج القضية الجنوبية ضمن نقاط الحوار لا بد من إدراج قضية صعدة وما يحدث فيها من إرهاصات وإختلالات طائفية ومجازر دينية ..وكذا يدرج قضية تهامة وما يحدث فيها من نهب وسلب وأسر وإعتداءات غير طبيعية للأراضي والبشر ..

وتدرج قضية المرأة اليمنية فهي لما يخلقها الله كعورة فقط للزواج والإنجاب ولكنها شقيقة الرجل وهي نصف المجتمع ولابد من إنصافها وعدم هضمها حقوقها المكفولة في الدين والدستور.. من حقها أن تثبت جدارتها إن فازت على الرجل في مختلف مجالات الحياة لا يجعلوا منها عدوة وتحارب بشراسة لا موجب لها..فالمرأة التى تهز بيدها اليمين هندول الطفل تهز بشمالها العالم ولنا في الماضي من النساء عبرة وخبرة ..

ومن حق الشباب الذين خرجوا مسالمين مطالبين بحقهم المكفول قانونا ودستورا وشرعا أن يدرجوا ضمن الحوار فكثيرً منهم من خرج بحسن نية للتغيير للأفضل ولمستقبل أجمل لكنهم منيوا بخيبة أمل حين لما يدركوا أن من يدير الدول هم القوى السياسية الداخلية والخارجية..

أذكر قصة جرت بين أوربي وعربي فقال الأوروبي للعربي ماهو طموحك .. فقال العربي أطمح ان أكمل دراستي وأحصل على وظيفة جيدة وأبني بيتً وأتزوج..

فنظر إليه الأوروبي مستغربا وقال له ذاك حقك المكفول دستورا وقانونا وشرعا فلا جدال فيه.. فأين طموحك من ذلك كله.. من المؤسف لم تجعل الدولة لنا اى طموح غير ذلك وكثير منا من لم يستطيع تحقيق هذا الحق فقد استخدمت سياسة الإلهاء والبحث عما يسد الرمق والعيش دون الحاجة للغير.. أطلب بشدة وقوة أن يدرج حق أبنائنا في اليمن بحياة كريمة سوية فذاك حقهم وننمى ونقف جوارهم لتحقيق طموحهم وآمالهم..

حين تتفق القوى السياسية على هذه النقاط المهمة مابقى من فرعيات من الأمور فإنها تحل مباشرة من الجهات المعنية.. فلا داعي ان نحمل الحوار الوطني فوق طاقته فلا يستطيع السير والنهوض بالأمة نحو طريق النجاة والسلامة والكرامة..فهل يعوا ما يعنيه الحوار الوطني ام أن مأساة وطني ستظل كالثور يجر بالساقية ..!!!!

صورة مع التحية للقوى السياسية الداخلية والخارجية, واللجنة المعنية للحوار الوطني, ولشعبي الجميل العظيم .