آخر الاخبار
وجاء الآن موعد الجنرال الأكبر
بقلم/ حسن الاشموري
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 15 يوماً
الخميس 10 يناير-كانون الثاني 2013 05:56 م

وفي التاريخ، يتقدم قائدان من قادة الجيش الروسي العظيم، إلى صديقهم..رجل روسيا الجديد الرفيق جوزف ستالين، ويطلبون منه إزاحة أو إقعادالمارشال جورجي تشوخوف.. وهم يعرفون، أن ستالين يعلم أن تشوخوف لايميل له.. وستالين العنيف الذي يطحن من يشك في ولائهم له.. لا يسمع للقائدينويرفض طلبهم، ويرد: لن أضحي به لأن الجيش الأحمر يحتاجه. وبعد سنوات قصيرة، يقود تشوخوف النصر في حصار ستالينغراد وليننغراد ومعركة موسكوويحسم معركة برلين من الجهة الشرقية ويصل بالجيش الأحمر إليها قبل وصول الجيش الأمريكي والبريطاني.

وفي الحرب العالمية الثانية وأثناء تخريج دفعة طيارين استعدادا لمواجهة هتلر، يقوم طيار بريطاني بإسقاط أربع طائرات بريطانية أثناء التدريب، وعندما يهبط هذا بطائرته، يتقدم إليه تشرشل الماكر بميدالية، خاصة، باعتباره أول بطل ألماني في صفوف القوات الجوية البريطانية.

وفي اليمن..الجنرال الكبير علي بن محسن يجب أن يخرج؛ لتكتمل الفوضى، ليس في اليمن، ولكن في السعودية وكل الجزيرة العربية.. ولماذا في السعودية وكل الجزيرة..؟، لأن إيران عدوة هذا الجنرال، وبقاءه لايخدم اليمن فقط.. بل ويخدم الأمن في الجزيرة العربية.. وإيران تعرف أن الجنرال علي بن محسن في اليمن ليس فرداً، وإنما (أمة)، وتيار كبير من البشر ومن الأتباع.. فقوته تفوق قوة الأحزابوالأشخاص، فلا عجب في الأمر، أن يكون الجنرال الكبير بن محسن “حديث الناس”، كل الناس من المهرة وحتى صعدة، وحديث الأحزاب، التي اتفقت بعصبيات السياسةالجهوية، على زحزحة هذا الجنرال عن موقعه بغرض تسريع أجندة سياسية بديلة، تقاصرت عنها قدراتهم.

والجنرال هو حديث الجيش، وحديث كل قادة الجيش، وحديث كل جنود الجيش ,والجنرال الكبير بن محسن حديث السفارات الأجنبية، وعليه تُرفع تقاريرهم الاستشارية والتوجيهية إلى بلدانهم.. والجنرال بن محسن الآن، وكما كان، هو حديث انتفاضة 2011 ، وبانضمامه وقيادته لتلك الانتفاضة، حسم هو مستقبل اليمن، وهو

من أخرج الرئيس السابق علي بن عبدالله صالح، من المجد الرئاسي، ومن محنة الحكم.. والحكم في اليمن ليس إلا حديث التيه العميق، وحديث المحن، وحديث آلام من يركب الليث أو أن يحكم اليمنا، وحديث الراقصين مع الثعابين.

والجنرال علي بن محسن..هو من استظهر وقدم لنا وللعالم وفي وقت مبكر، رجل اليمن الجديد الرئيس المشير عبدربه بن هادي.

ولولا مكر ودهاء الجنرال بن محسن، لكان رئيس اليمن الآن، هو الرئيس علي بن محمد بن مجور، خصوصا والرئيس بن هادي حينها لم يكن البتة يرغب في أن يكون رئيساً، وأصر الجنرال الكبير وبمناورات مُحكمة الصناعة، بأن تتجه الأمور ليرأس بن

هادي اليمن، ويدخل التاريخ.. الرئيس الثاني لليمن الموحد. وهذه حكاية سياسية يعرفها الرئيس المشير بن هادي والجنرال بن محسن والرئيس السابق صالح، ويعرفها الذي كان سيصير رئيساً، السفير بن مجور نفس، رعاه الله، أينما حطت به قدماه، وهي حكاية يعرفها من حضر ومن سمع بتلك الليلة التي تدافع فيها الرئيس صالح واللواء بن محسن، وتقاضيا امام الرئيس المشير بن هادي وفي منزله العامر.. والجنرال الكبير بن محسن هو مفكك الأزمات الكبرى، وحكيم اليمن.. ومن الآن وحتى ينتهي مؤتمر الحوار، وفيما بعد الحوار سيبقى الجنرال علي بن محسن ضامناً مهما لليمن.. وحتى في العداوات لا يوجد شخص كهذا الجنرال.. لأنه دائما سيكون ذلك العدو العاقل، ولأن الجنرال بهذا الحجم فإن اليمن وهو يميد اهتزازا على غير مستقر، لا يتحمل خروج الجنرال، اختيارا منه، أو إخراجه عنوة.. أقول قولي هذا بعدالة من اجل اليمن.. مع أن علاقتي بالجنرال الكبير(زفت)، ولم احتاجه، قط، في شيء، والحمدلله الذي أغناني عنه..

ومن فقه الدين والسياسة، فإن من يجزمون أنهم على صواب في قصة هيكلة الجيش وتقليم اظافر القادة الكبار.. يقول لهم، مولانا محمد بن متولي الشعراوي، طيب الله ثراه: “إن الجهل ليس هو ألاّ تعرف.. الجهل هو أن توقن بشيء، بينما الحقيقة شيء آخر”.

ومايقوله مولانا الشعرواي يكشف ضخامة الجهل لدينا.. فرجال وحاشية وجلساء الرئيس المشير عبدربه بن هادي.. هم من يصنع الاحتقان مع الجنرال الكبير، وباستعجال؛ لأنهم يوقنون أنهم يصنعون الخير لليمن بإضعاف الجنرال، مستخدمين قصة هيكلة الجيش، كما بذلك، يوقن رجال الأحزاب، كل الأحزاب، وهم يغنون:

(الهيكلة أولاً.. الهيكلة أولا)، ثم يذهبون ب”جمعة الهيكلة” للصلاة، ويكتبون للجمعة “خطبة الهيكلة”، ثم يذهبون لجمعة تنفيذ قرارات الهيكلة، ويكتبون للجمعة خطبة “تنفيذ القرارت”.

والرئيس المشير بعدها وقبلها يصدر ظهيره السامي “قرار الهيكلة”.. ولم يُبق من الهيكلة إلا أن يدفعه من لايملك بصائر الحكم إلى إقعاد الجنرال الكبير علي بن محسن، مكانا قصيا.. أو أن يدفعه من لا بُعد نظر له إلا هيكلة شخص العميد أحمد بن علي، أمهر شاب عسكري يمتلكه اليمن وعرفته الجندية الاحترافية في تاريخ الجزيرة العربية.. وسيروي التاريخ بفخر.. قصة صمود جنوده، في الصمع وبني دهرة.. أمام جحافل قبائل المغول اليمانية، التي حاصرت وشنت غزوات عاما مكتملا على هذين التشكيلين من قوات الحرس..

وعن الهيكلة يستمر حديث التحشيد الخطير، وكأن هناك،من يدفع بالرئيس المشير وبرجاله لفخ نتاجات الاحتقان.. ورجال في الدولة، الآن، يصنعون الاحتقان..

وكأن هناك رهطا من أقوام السياسة، ممن يدفع بالرئيس المشير بن هادي، وبرجاله لصناعة مشهد صِدام الهيكلة.. ليرضى بعدها كل هؤلاء عن الرئيس المشير، ويرضون عن قوة الحكم في شخصة الجليل، وكأن بقاء الجنرال الكبير إضعاف له، وهذا هراء..

فالأقوياء لايشد أزرهم الضعفاء، ولعلهم يشيرون عليه بأن قوته لاتظهر إلا إن أُبعد الجنرال علي بن محسن واحمد بن علي.. مع أن المهاتما غاندي، طيب الله ثراه، كان أقوى من الامبراطورية البريطانية بعنزة واحدة وعصا.

ومن معائب النفوس في قصة هيكلة الجيش أن تتجه أسماء سياسية وإعلامية، وبيوت تجارية وناشطون وناشطات، ومذهبيون وطائفيون، ومن كل ملة في اليمن..يتجهون وبفهم فردي للهيكلة للسفارت، ويتحالفون مع سفير خليجي واحد؛ لهيكلةالجيش، ومع سفير إيراني واحد؛ لهيكلة الجيش، ومع سفير أميركي واحد؛ لهيكلة الجيش، ومع ثلاثة سفراء أوروبيين، لهيكلة الجيش.. والعالم الآن هو من يهيكل جيش اليمن.

ولا سر أن غرض هؤلاء اليمانيين من الهيكلة، ليس إصلاح الجيش؛ لأنه لا عطلولا عطب هناك في الجيش؛ وإنما الغاية من الهيكلة تصفية حسابات لصراع سياسي على النفوذ والسلطة، وليس عندي اعتراض على الهيكلة، ولا على أن يهيكل العالم جيشنا، ولا على أن يهيكل القطريون والأيرانيون والأمريكيون حجافل جيشنا،

وحياتنا المدنية، وإنما على توقيت الهيكلة.. فكل الذين دفعوا بالرئيس المشير بن هادي إلى فخ الهيكلة أغفلوا أهم فقرة في العقيدة والاستراتيجيات العسكرية..

والفقرة هي (الزمن والظرف).. وهؤلاء المدنيون لا عيب عليهم إن أغفلوا الزمن والظرف.. ولكن كيف يغفل رجال الجيش ورجال الرئيس بن هادي.. ويغفل الرئيس المشير، هو ذاته بهذه الرتبة الأعلى عسكرياً، التي يحملها (الفيلد مارشال)،.. كيف يغفل، الزمن والظرف.. وهو، وهم، يعلمون أن كل شيء في الجيش يقوده، دائما، الزمن والظرف.. ودون من أراد أن يقنعنا أن الزمن والظرف في اليمن، الآن، مواتيان للهيكلة، معارج السماء وسدرة المنتهى، ومن فرنسا طالما وسياسيونا يعشقون تعليمات السفارات، فإن المثل الفرنسي يقول: في تساؤل الحكماء.. «لماذا يأخذ رأس الإنسان شكلا دائريا..؟، والجواب: لكي تتمكن الأفكار داخل الرأس من تغيير الاتجاه،

وتغيير الاتجاه يبدأ من إبعاد أيادي السياسيين المدنيين عن الحديث عن الجيش، وعن الجنرال الكبير.. وبذلك نحطم حماس إيران وتحالفاتها في اليمن.. ضد إضعاف الجيش وإضعاف الجنرال الكبير، لصالح ميليشيات الحوثة وحراك البيض.. ولمن لا يفهم فإن إضعاف الجنرال قلعة في استقرار اليمن.