أين عقلاء اليمن
بقلم/ فهد الحكيمي
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 19 يوماً
الإثنين 28 يناير-كانون الثاني 2013 03:47 م

فإن المتتبع للخطابات والتصريحات السياسية من الأطراف السياسية في اليمن يكاد يجزم بأنهم لم يستفيدوا من دروس السنوات السابقة بل إنهم يحذون حذوا الساسة السابقين حذو القذة بالقذة.

فأحيانا نسمع تصريحات من الحكومة عن القاعدة مثلا بأن هؤلاء مجموعات قليلة ولن يستطيعوا عمل شيء وأنهم سوف يعملون ويفعلون وسيخرجوهم صاغرين ويتبع ذلك تساهل وعدم أخذ الامور بجدية وحزم من البداية حتى اذا استفحل الامر أفاقت من سباتها بعد ماذا بعد أن انتشرت النار وذهبت الأرواح البريئة وخربت الديار لتتصرف بهستيرية وبطريقة غير مسؤولة وبدلا من أن تطفئ النار تصب عليه مزيدا من الوقود (التدخل الخارجي)وهذه الوقود هي من أهم الأسباب التي تسعر نارهم ليتهافت عليهم الشباب.

وقس على ذلك تصريحات بعض الأحزاب والقيادات العسكرية عن الحوثي والانتقاص من قدرهم الى درجة أنهم يخيلونهم إلينا أنهم بالعشرات ثم ما نلبث أن نصحوا إلا على أخبار السيطرة على محافظة وبعض المديرات في محافظات أخرى والنتيجة هي ما ترون لا ما تسمعون ولله در القائل فمعظم النار من مستصغر الشرر.

واذا أتينا الى مسالة الحراك الجنوبي التي ارتفع سقف مطالبه الى حد المطالبة بتقسيم البلاد بعد أن كانوا يطالبون بالعودة لوظائفهم فقط وهو من أبسط حقوقهم ولعل أحد الأسباب المشتركة بين هذه القضية وسابقاتها هي الدعم الخارجي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ولن نتفاجا إذا ظهرت وثيقة تفيد بتسليح الحوثيين والقاعدة وحتى الحراك من قبل الأمريكان كما ظهرت في هذه الآونه وثيقة تفيد بدعم أمريكا لبشار بخمسة مليارات دولار رغم التصريحات النارية عليه في العلن أضف الى هذا السبب سببا آخر وهو كما أسلفت عدم الجدية وعدم الحرص على مصالح الشعب واستصغار الشرر والطامة أنه وبعد هذا كله نتفاجأ بأن تصريحات الساسة الآن نفس تصريحات الساسة في 2007 بل ربما أقل وبدون تقديم أي حلول جدية وتكون علنية وأقصد هنا بالعلنية هي إذاعة الحلول على الملأ من أجل إشراك القواعد الشعبية في اتخاذ القرار بدلا من أن يصبحوا تبع لساستهم وأن لا يقتصر طرحها في الغرف المغلقة والتي غالبا ما ستواجه بتعنت ومحاولة فرض شروط شخصية, ثم إنه ينبغي أن تأخذ المطالب المشروعة على محمل الجد ولعل الخطوة الأخيرة التي قام بها الرئيس خطوة أولى في طريق الألف ميل والتي كانت من المفترض أن تتم في 2007 والاهم هو متابعة هذه الخطوة بخطوات لإنجاحها ومساندتها حتى لا تبقى يتيمة وتقتلها النفوس الدنيئة أصحاب الرؤى الضيقة والمصالح الشخصية.وقبل أن أختم أقول لعل البعض قد مر على مسمعه بعض التسريبات التي خرجت وتفيد بأن تقرير حق المصير سيكون في 2013 بتدخل الأمم المتحدة فهل ياترى سيكون ذلك واذا تم فمن قرر هذا ومن دعمه ومن رسم هذه الخطوات بما فيها التصريحات التخديرية من قبل الساسة والتقارير التي بنوا عليها وما علاقتها بخرائط الأمريكي برنارد لويس والذي يعتبر المنظر الأول لسياسة التدخل الأمريكي في المنطقة العربية حيث حددت مسميات وحدود لدويلات تسعى أمريكا لتشكيلها الآن بمساعدة أيدي وألسن بعض أبناء الوطن العربي أنفسهم.

وفي الأخير أقول أن هناك مسئولية مشتركة منوطة ببقية مكونات المجتمع سواء كانوا علماء ودعاة أو مكونات شبابية أو وسائل إعلامية بأنواعها أو جماعات وهو عدم انتظار الإخوة في الحراك للقدوم للحوار بل ينبغي النزول إليهم ومحاورتهم بالحسنى والوقوف معهم ليأخذوا حقوقهم كاملة غير منقوصة ولعلنا نذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه يكون خاتمة المسك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا((.

مشاهدة المزيد