ما سر الموقف المشبوه لصحيفة القدس العربي ؟
بقلم/ عبد الملك المثيل
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 15 يوماً
الثلاثاء 29 يناير-كانون الثاني 2013 08:50 م

دأبت صحيفة القدس العربي منذ فترة زمنية على نشر معلومات وأخبار مضللة وغير صحيحة خاصة عن الرئيس عبدربه منصور وطريقة إدارته للبلاد ، والصحيفة في ذلك النشر المشبوه تخدم أطراف معينة عجزت عن نشر مثل تلك التلفيقات المفبركة في وسائلها الإعلامية الداخلية في اليمن حتى لا تظهر أمام الرئيس على أنها تثير الإشاعات والرأي العام ضد شخصه وكذلك لتمنح المعلومات والأخبار عبر نشرها في صحيفة عربية خارجية قوة أكبر وبعدا تعتقد تلك القوى أنه سيحقق ما تسعى إليه من عرقلة وضغط أمام الرئيس عبدربه منصور شخصيا.

لست هنا في موقف المدافع عن الرئيس هادي ، فهو لا يحتاج لأحد ليدافع عنه أو يبرر له مواقفه لسببين إثنين ، أولهما أن الرئيس منذ توليه إدارة البلاد وهو يتصرف بحكمة وهدوء مستخدما خبرته التي إكتسبها من خلال تواجده كمسؤول ووزير دفاع ثم نائب رئيس جمهورية لفترة زمنية طويلة ، ثم إن قلمي المتواضع لم يكن مادحا أو مدافعا عن أحد أو مبررا لأخطاء أي قوة سياسية موجودة في البلاد ، وعليه فإن تسليط الضوء على الموقف المشبوه لصحيفة القدس العربي نابع من الرغبة في توضيح الحقيقة التي نحتاج إليها اليوم لكي نشكل دعم سياسي وشعبي للقيادة السياسية حتى تقوم بعملها بدون إشاعات مغرضة وفبركات منتهية الصلاحية لن تضر سوى العقول العتيقة التي تمارس عملها بطريقة قديمة ومملة لا تتوافق وتنسجم مع أي روابط وطنية وأخلاقية وقيمية أتت بها الثورة أو تعارف عليها البشر.

القدس العربي كانت قد بكرت قبل أسابيع بنشر ما يثبت أن مطبخا إعلاميا يعمل على فبركة تلفيقات ومنحها تضخيما كبيرا ليكون لها صدى وأثر في نفوس الجماهير خاصة شباب الثورة ، فذهبت منفردة إلى القول أن هناك مخاوف من عودة الحكم العائلي لأن الرئيس عبدربه منصور هادي عين خلال عام ما يقارب 190 قائد ومسؤول عسكري في الوقت الذي قام فيه الرئيس المخلوع بتعيين ما يقارب 280 شخصية مقربة خلال 33 سنة وهي طبعا فترة حكمه لليمن ، والصحيفة في نشرها للخبر والمخاوف إكتفت بخبر مطاطي بدون أدلة تثبت صحة كلامها إذ كان من المفروض قيامها بنشر الأسماء وصلة قرابتها بشخصية الرئيس وهو طبعا ما لم تقم به ، لأن الخبر غير صحيح ولو فعلت ذلك فستفضح وتكذب نفسها في نفس اللحظة ، وعليه فإنني شخصيا أطالب الصحيفة ومراسلها بنشر الأسماء وصلة قرابتها بالرئيس وسبق وحدث نقاش حاد وطويل بخصوص الموضوع على صفحات التواصل الإجتماعي لكن الصحيفة ومراسلها إكتفيا بالصمت المعروف بصمت وسكوت المذنب .

إن لفظ ( الحكم العائلي ) معروف المصدر وندرك سبب إستخدامه المتمثل في محاولة بائسة من قبيلة وشركاء المخلوع التبرأ من فترة شراكته والعمل معه على نهب البلاد وتدميرها ، ونحن إذ نصر على لفظ ( الحكم القبلي ) فإننا أيضا في ذلك نضع الأمور في مكانها الصحيح ، وعليه فأن صحيفة القدس العربي وهي تستخدم ذلك اللفظ تثبت أنها أصبحت بوقا مشبوها لطرف من أطراف العرقلة للعملية الإنتقالية السياسية في البلاد ، وما نشرها لذلك الخبر سوى دليل دامغ على بوقيتها اللامهنية ، وعليها ومراسلها إثبات عكس ما نقول عبر نشر الأسماء واستخدام ألفاظ لا تمثل أي طرف من أطراف الصراع وكذلك الحرص على نشر ما يتوافق ومصلحة الشعب اليمني لا ما يعمل على خدمة أطراف على حسابه واستقرار بلاده  .

عادت الصحيفة مجددا لتنشر اليوم تلفيقات هدفت إلى وصف إجتماع أعضاء مجلس الأمن الذي إنعقد في صنعاء بالفاشل لأن الرئيس هادي سعى لتحقيق مكاسب شخصية لنفسه فقط ، بينما أصر أعضاء مجلس الأمن على دعم اليمن والعملية السياسية ولذلك حدث خلاف كبير بين الرئيس وبن عمر وباسندوة وسيء الذكر وزير خارجية المخلوع أبو بكر القربي .

يبدوا أن الصحيفة في ذلك تعتقد أن الناس تعيش في عصر التغييب العقلي والإعلامي ، ولم تدرك حتى اللحظة أن الناس تقرأ وتفهم وتحلل في زمن تعدد مصادر المعلومة وسهولة وصولها ، ولهذا بدت تلفيقاتها ضعيفة ومضحكة وخارجة حتى عن قواعد الكذب الذي ينطلي على عقول الأطفال ، فقد قالت الصحيفة في الخبر أن بن عمر قاطع الإجتماع بسبب خلافه مع الرئيس هادي الذي أصر على الحصول على مكاسب شخصية له على حساب البلاد وتحديدا ضد خصومه وهو ما رفضه بن عمر ، والواضح أن القدس العربي نسيت أو تناست عدة نقاط تنسف هذه النقطة بالذات ، فبن عمر ممثل للأمم المتحدة في اليمن وعمله قائم على التنسيق من أجل تسيير وتنفيذ ومتابعة المبادرة الخليجية وآلية التنفيذ الدولية ، وعليه فأن غيابه عن الإجتماع لا يعني أن هناك خلافات بل على العكس من ذلك بدى الأمر طبيعيا ، فالخلافات تستدعي حضور بن عمر الإجتماع لكي يوضح ما تم الخلاف حوله ، كما أن الرئيس لا يحتاج للحصول على دعم شخصي وإضافي لأن الواقع يثبت ويؤكد للجميع أن هادي يحظى بدعم دولي هائل لم ولن يناله أي رئيس يمني ، وما حضور أعضاء مجلس الأمن ورئيسه سوى تأكيد على ذلك ، ولو كان الرئيس يحتاج لدعم شخصي لبعث مندوب له أو تصرف بطريقة أخرى فيها من السرية ما يجنبه الحرج أمام العالم .

من حيث لا تدري تحولت الصحيفة أيضا إلى محام مجاني للمخلوع ، فهي إذ تبرز أنه خلال 33 سنة عين المئات من أقاربه فيما عين الرئيس هادي خلال عام واحد نصف العدد تقريبا ، فإنها بذلك تجمل صورة المخلوع مثلما قامت بتجميل صورة القربي الذي قالت أنه قاطع الإجتماع بسبب إصرار هادي على فرض عقوبات على المخلوع وإبعاده من البلاد ، لكن القدس العربي على ما يبدوا تعيش في زمن البطولات والفارس الذي لا يهزم ، فمن هو القربي حتى يتجرأ ويقاطع الإجتماع ثم إن الضرورة تستدعي مشاركة وزير خارجية المخلوع لينقل حرفيا ما دار ، ولأنه تحول إلى جاسوس على الرئيس وعمله فقد تم منعه من الحضور مثلما تم منعه من حضور إجتماع الرئيس هادي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء زيارة منصور للولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي

واصلت الصحيفة نشر تلفيقاتها لكي تثبت فشل الرئيس محاولة التأكيد أن لقائه برئيس وأعضاء مجلس الامن كان ( تحصيل حاصل ) نتج عنه وعود لا أكثر ولا أقل ، ثم عرجت على مغادرة باسندوة اللقاء إحتجاجا على قانون العدالة الإنتقالية الذي تم مسخه من الرئيس حسب وصفها ، وهي بذلك تظهر باسندوة في مظهر الرجل الإنتهازي والإنفعالي والفاقد لأبسط معايير الدبلوماسية والوطنية ، فهل إنتظر باسندوة كل ذلك الوقت ليغادر مقاطعا اللقاء بين الرئيس هادي ورئيس وأعضاء مجلس الامن ولم يجد غير ذلك الحدث ؟ ، وهل كان حضور مجلس الأمن بعدته وعتاده مجرد تحصيل حاصل ، سيكون في نظر الصحيفة من خلال توصيفاتها الغريبة مشاركة في زفة عرس كإسقاط واجب لا أكثر ولا أقل .

لم تكتف الصحيفة بإظهار الرئيس في موقف العاجز ووصف الإجتماع بالفاشل بل قامت أيضا بتأليب الشارع الجنوبي ضده عبر نشرها تصريحات للقربي في سياق الخبر نفسه لتثبت بذلك أنها قولا وفعلا صارت تتحدث بلسان طرف مأزوم لا يهمه مصلحة اليمن ولا إستقراره ولقد تحولت القدس العربي إلى ترس صغير يحركه ذلك الطرف كلما استدعت الحاجة الوقوف أمام قرارات وتحركات رئيس الجمهورية .

ما يجب على الطرف المأزوم والصحيفة إدراكه أن الخطاب القديم قد ولى ورحل ، ولم يعد بإمكان أحد أن يضحك على أحد ، ونحن كشعب ندرك جيدا أن الرئيس عبدربه منصور يدير البلاد بطريقة تستحق الإحترام والدعم ، كما أننا ندرك جيدا أن سبب وقوف الأطراف المتصارعة ضد الرئيس هو عمله على إستعادة الدولة تنفيذا لوعده الذي كان قد قطعه على نفسه ، وحتى الآن يبدوا الرئيس قادرا على تنفيذ وعده ويسير في الإتجاه الصحيح بكل ثقة وصبر وهدوء ، رغم صعوبة الوضع اليمني وتعقيداته الكثيرة والمتشعبه .

على القدس العربي ورئيس تحريرها مراجعة حساباتهم جيدا إن كانوا حريصين على اليمن وإستقراره ، أما إن كان الأمر يتمثل في نشر مواضيع تمثل أطراف داخلية أو إقليمية فإن توجيه التهمة للصحيفة بالبوقية أمر طبيعي لا تبلي فيه عليها سيرا على القول المأثور ...من وضع نفسه في موضع الشبهات فلا يلومن إلا نفسه ، وهذه الكلمات الختامية رسالة عامة لكل وسائل الإعلام أيضا لا فرق بين المقروء منها والمسموع .

aalmatheel@yahoo.com