الأمن القومي في مواجهه القاعدة
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 16 سنة و 8 أشهر و 16 يوماً
الأربعاء 11 يوليو-تموز 2007 12:15 م

مأرب برس ـ خاص

أثارات تفجيرات مأرب الأخيرة التي راح ضحيتها تسعة من القتلى من الأسبان واليمن العديد من التساؤلات خاصة بعد تأكيدات رسمية أن وراء تلك العملية هو تنظيم القاعدة .

" مأرب " وخلال الفترة الماضية شهدت حراكا قاعديا " نشطا " حيث نجحت القاعدة خلال تلك الفترة من تنفيذ عدد من العمليات كان على رأسها محاولته تفجير مُنشأتي النفط في مأرب وحضرموت، اللتين وقعتا في 15/9/2006م، قُبيل الانتخابات الرئاسية.

بعد تلك الحادثة وبمرور أربعة أشهر تقريبا شهدت " مأرب " ثاني عملية لتنظيم القاعدة "13 / 1 / 2007م " والتي تمثلت في ثلاثة انفجارات عنيفة هزت محيط معبد آوام التاريخي عند الساعة الرابعة والنصف من فجر ذالك اليوم , ولم تسفر تلك العملية عن أية أضرار بشرية أو مادية .

التفجير الذي قيل عنة أنة كان ناتجا عن توقيت خاطئ فالمفترض " حسب " معلومات لم يتم نشرها رسميا أن يكون الرابعة والنصف عصرا وهو التوقيت الذي يصادف في معظم الأحيان وجود " قوافل سياحية " .

نشاط القاعدة الذي اختتمت " مأرب " أخر فصولة يوم " الاثنين 2 يوليو 2007م والتي راح ضحيته سبعة من السياح الأسبان ويمنيان.

كل هذه المشاهد تجعلنا نعود بالذاكرة للوراء لنفتش عن أول ضربة تتلاقاها القاعدة في مأرب والتي كانت على يد الأمريكان حين قامت باغتيال زعيم القاعدة في اليمن " أبو علي الحارثي بصاروخ من طائرة بدون طيّار في أربعة نوفمبر 2002م .

ومن حينها شهد التنظيم حالة هدوء نسبي عاشتها اليمن تخللها عمليات تعقب وملاحقها للعديد من خلايا القاعدة فكانت سجون الأمن السياسي هي " الملتقى " الذي أقامته السلطات الأمينة لهم’ فخلال هذه المرحلة تم إلقاء القبض على" 23" فرد منهم عرفوا فيم بعد بقائمة الـ " 23" ..

ومن الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الأمن السياسي خلال تلك الفترة هو إبقائهم ضمن مجموعة واحدة بل والأدهى من ذالك هو السماح لهم بالالتقاء بآخرين لم تكن لهم أي علاقات سابقة بتنظيم القاعدة , حيث نجحت تلك العناصر في عسكرة العديد من الشخصيات التي سجنت في ألأمن السياسي على قضايا مختلفة وإقناعهم بفكر القاعدة ومن بين تلك العناصر عناصر مطلوبة أمنيا في محافظة مأرب.

كما مثلت عملية الهروب، التي نفذتها قائمة الـ 23 " " من عناصر القاعدة من سجن الأمن السياسي بصنعاء مطلع فبراير 2006م، عبر نفق تم حفره تحت الأرض. صفعة كبيرة لتكشف مدى الهشاشة الأمنية في أشهر معتقلات اليمن .

 وهو ما أعتبر فضيحة مدوية وقعت اليمن حينها في موقف لا تحسد عليه إمام الرأي العام المحلي والعالمي .

غير أن عدداً منهم عاد لتسليم نفسه بعد مفاوضات قامت بها أطراف قبيلة وإطراف قريبة من القاعدة وقد بلغ عدد هؤلاء 9 أشخاص، في حين ما يزال سبعة منهم فارين، وخمسة تم تصفيتهم في عمليات مختلفة.

الجهات الأمنية لم تقف مكتوفة الأيدي بعد فرارا تلك المجاميع بل عمدت إلى إستخدام كافة الكروت " حسب التعبير الرئاسي " للتواصل مع تلك العناصر ومحاولة تجنيدهم على اقل قليل , فهناك أنباء تتردد عن تواصل جهات رفيعة في الدولة بتلك العناصر الهاربة بهدف تحيدها عن مسرح عمليات القاعدة وإغداق الأموال عليها وتقليص نشاطهم داخل اليمن أو اختراقهم إن أمكن .
 

وقد شهدت " مأرب " أحد تلك العمليات في محاولة اختراق التنظيم عبر أحد أفرادهم والذي هو بالطبع " خارج قائمة الـ" 23" وممن تم تنسيبهم للقاعدة داخل سجون الأمن السياسي بالعاصمة صنعاء.

وقد أستطاع العقيد " على قصيلة " رحمة الله وهو احد أكفا الشخصيات الأمنية في المحافظة التلاعب بورقة تنظيم القاعدة وتوصل خلال الفترة الماضية إلى كشف العديد من أوراقهم خاصة الخلايا المتواجدة في مأرب .

ولا يستبعد العديد من المراقبين للوضع المحلي وقوف القاعدة خلف تصفية الرجل في ظروف غامضة لم تكشف أجهزة الأمن عن تفاصيلها حتى اللحظة " بل اصبح الغموض هو سيد الموقف,.

كما تعاملت تلك الأجهزة والسلطة المحلية بسلبية كبيرة جعلت عددا من المراقبين " يضعون العديد من التساؤلات أمام تلك التحركات التي لم تكن بقدر الحدث في حينه .

مصادر رفيعة في الدولة كشفت مدي اختراق أجهزة الأمن اليمنية لخلايا القاعدة في مأرب ونقل تفاصيل اجتماعاتهم أولا بأول لتلك الجهات, مما يجعلنا نتساءل لماذا البرود الرهيب الذي تعاملت به تلك الأجهزة مع تلك البلاغات وتلك المحاضر .

معلومات عبد الله أحمد المجيديع، عضو مجلس الشورى والتي كشف عنها بقوله أن " اجتماعاً جرى لبعض عناصر القاعدة خططت لعملية استهداف السياح الأسبان، مُشيراً في الوقت ذاته إلى أن مدير الأمن السياسي بمحافظة مأرب، أبلغ الجهات الأمنية باجتماع عناصر القاعدة، إلا أن معلوماته لم تؤخذ على محمل الجد.

إضافة إلى قيام بعض المواطنين ببلاغات رسمية حول تحركات السيارة المشبوهة التي قامت بعمليات التفجير .

كل هذه التداعيات أكدت مدى الفوضى الأمنية في محافظة مأرب وتعاملها الغير مسئول مع الحدث والكفيل بمحاسبتها على تقصيرها .

العقيد قصيلة رحل وفي جعبته الكثير من خفايا خلايا القاعدة في مأرب لكن تلك التفصيل " محفوظة لدى جهات عليا في الدولة .

فالمرحوم " قصيلة " تبنى ملف القاعدة في مأرب بقدرة فائقة في التعامل مع كل تداعياته ومستجداتة ومنح الرجل صلاحيات واسعة في التعامل بتلك الورقة ., وكاد في أيامه الأخيرة أن يصل إلى خيوط كثيرة ومعلومات خطرة كانت كفيلة أن تكشف العديد من أوراق القاعدة .

فريق الأمن القومي والمتواجد حاليا في مأرب مع بعض قيادات الأمن السياسي لتحقيق حول تفجيرات مأرب وتتبع خيوط تنظيم القاعدة كفيل بان يكشف في القريب العاجل عن مفاجئات كبيرة ,رغم السرية التامة التي تحاط بها تلك التحقيقات ,واستنادا إلى تأكيدات محافظ محافظة مأرب عارف الزوكا عن توصلهم إلى معلومات هامة تنبئ عن قرب إلقاء القبض على الجناة .

بريق المال

تنظيم القاعدة سيظل يعمل في اليمن وفي مأرب وغيرها من المحافظات " ما دامت " جهات خارجية توجهه وتعمل على دعم عناصره بسخاء كبير, وسيقع العشرات من أبناء اليمن وراء بريق المال وسحرة , في ظل الظروف الحالية من الفقر المدقع الذي يخيم على معظم الشعب اليمني.

على الحكومة اليمنية ان تتعامل بجد مع هذه الورقة الخطرة التي أصبحت تمثل تهديدا خطيرا على السلم الاجتماعي للبلد .

وعليها أن تراجع سياستها في جانبها الاقتصادي كون الكثير منهم سقطوا في بداية الأمر تحت تأثير الحاجة والظلم الواقع عليهم من ظروف الحياة .

كما نلاحظ أن العديد ممن وقعوا في شباك تنظيم القاعدة غالبيتهم من طبقات فقيرة , قد أعوزتهم الحاجة لتنفيذ ما يطلب منهم ما دام هناك دعم سخي وكبير ’ إضافة إلى إخضاع تلك العناصر لبرامج توعوية بالفكر القاعدي ودوارات تدريبه كفيلة أن تكون كعمليات غسيل " مخ " ليصبح الفرد منهم على استعداد تام أن ينفذ كل ما يطلب منه . .

لقد دخلت اليمن منعطفا خطيرا " كون اليمن " أصبحت منطلقا لتنفيذ العديد من تهديدات تنظيم القاعدة حسب العديد من بياناتهم التي تصدر بين الفينة والأخرى .

ولم يعد التعامل في إلقاء القبض على افراد من التنظيم يمثل نجاحا بحد ذاته بقدر ما هو مطلوب في التعامل مع القاعدة كفكر وتوجه ’ وعلى الدولة أن تعمل على أكثر من جهة في محاربة الفكر الدخيل على مجتمعنا اليمني وعلى أبناءة أصحاب الفطرة السليمة . 

mareb2009@hotmail.com