آخر الاخبار

اليابان تقر ثاني أكبر ميزانية لها والإنفاق على الدفاع أبرز المؤشرات الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن القطة السوداء بعد التوترات في البحر الأحمر.. سفن حربية روسية تدخل على الخط معارك شرسة في غزة ليلاً... والضربات الإسرائيلية تسقط 66 قتيلاً بعد 6 مجازر خلال 24 الساعة الماضية .. غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة القصف الإسرائيلي رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال

عبد الرحمن الأرياني
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر
السبت 25 أكتوبر-تشرين الأول 2008 05:07 م

هو القاضي عبدالرحمن بن يحيى بن محمد بن عبدالله الارياني مولده في حصن اريان بمحافظة إب في غرة جماد الآخر 1328هـ(1910م). هو زعيم ديني وسياسي، عضو مجلس قيادة الثورة 1962، ثم وزيراً للعدل من 1967 إلى 1974. شارك في مراحل النضال الوطني ضد الامامة وسجن.

أول رئيس عربي يقدم أستقالته طوعاً لمجلس شورى منتخب

أول رئيس عربي يقدم أستقالته طوعاً لمجلس شورى منتخب، وتم أخفاء رسالة الأستقاله وبدلاً عنها تم الأعلان أنه اطيح به في إنقلاب أبيض في 13 يونيو / حزيران 1974.وبهذا الأعلان تم أجهاض أول تجربه لأول وأخر رئيس مدني يمني. في عهده أنجزت الكثير من أساسيات الدوله اليمنيه الحديثه. له الفضل في المصالحه الوطنيه بين الجمهوريين والملكيين والتي أنقذت اليمن من اتون الحرب الأهليه المخيفه. بل انه أرجع للملكيين الكثير من ممتلكاتهم التي صادرتها الثوره مما عجل في التأم الجراح وأبعااد نزيف الدماء. في عهده تم صياغة أول دستور يمني حديث وأنتخاب أول مجلس شورى. كما تم في عهده وضع اللبنات الأساسيه للوحده اليمنيه من خلال اتفاقيتي القاهره وطرابلس.

خطوة غير معهودة

في خطوة غير معهودة في تاريخ الانقلابات، بخاصة في دول العالم الثالث يتصل الرئيس الشرعي بخصومه ليتسلموا الحكم، هذا ما حدث في واقعة الانقلاب الأبيض على الرئيس عبدالرحمن الإرياني، ثاني رئيس لليمن الجمهوري بعد الرئيس عبدالله السلال.

يقول الشيخ سنان أبو لحوم في شهادته على هذه الواقعة: “اتصل القاضي عبدالرحمن الإرياني بإبراهيم الحمدي، فوصل إلى القصر الجمهوري وقال للإرياني: “لا يمكن القبول بالاستقالة، ونحن جنودك، وأنا بيد عمي سنان، وإذا كان هناك مجانين فهذا أبونا أقدر الناس على حل المشاكل، ونحن تحت أوامرك، ولا نريد أن نفرض عليك أي شيء، وفيك الخير والبركة"، فرد الإرياني على إبراهيم الحمدي بالقول: “لا أرضى أن يسفك دم من أجلي وهذه استقالتي” توفى في 14 مارس / آذار 1998 بالعاصمة السورية دمشق التي ظل مقيما فيها رغم عودتة إلى اليمن في شهر سبتمبر/ايلول 1981.

حياته

عالم أديب، شاعر، تولى القضاء في النادرة في أول أمره ثم أسهم مع الأحرار المناوئين والمعارضين لحكم الإمام يحيى حميد الدين والحاكمين من أولاده نتيجة أعمالهم الظالمة للناس. وقد ندد بأعمال ومظالم الإمام وأولاده بقصيدة مشهورة مطلعها:

إنما الظلم في المعاد ظلام.. وهو للملك معول هدام

ومنها البيت الذي طارت شهرته على ألسن الناس وغدا شاهدا يردد ضد الظلمة عبر تقلبات الزمن.

أنصف الناس من بنيك وإلا.. أنصفتهم من ( بعدك) الأيام

وقد كانت هذه القصيدة سبباً في اعتقاله مع رفاقه من الأحرار 1363هـ والسير بهم إلى سجن حجة و أمضى فيه حوالي ثلاثة أعوام ثم أطلق من السجن حتى قتل الإمام يحيى يوم الثلاثاء 7 ربيع الآخر سنة 1367هـ ( 1948) وخلفه الإمام عبدالله الوزير على رأس حكومة دستورية وعين في إب، فقام بأعمال اللواء وأدارها بحزم ونشاط واستمر حتى سقطت صنعاء في أيدي القبائل الموالية للإمام أحمد بن يحيى حميد الدين ونهبتها. - أعتقل مرة أخرى هو ومن شارك من الأحرار ( الدستوريين) وأرسلوا إلى سجون حجة والقيود على أقدامهم والسلاسل تطوق أعناقهم وقد لبث في السجن بضع سنين ثم أفرج عنه.

عينه الإمام أحمد بعدها عضوا في الهيئة الشرعية في تعز، ولم تنقطع صلته بالأحرار، ولكن بحذر وتكتم. - كان لا يفتأ ينصح الإمام أحمد في كثير من الأمور، وله مواقف حميدة مشهورة معه في تحذيره من الاصغاء إلى كلام الوشاة، والمتزلفين الذين يسعون ليضروا بالناس لأغراض دنيئة. في عام 1955 م ( 1374) هـ عند تمرد الجيش في تعز استغل العقيد/ أحمد يحيى الثلايا هذا التمرد وجمع العلماء ومنهم القاضي الإرياني لمساندة الحركة في التخلص من الإمام أحمد بتنازله لأخيه/ عبدالله حميد الدين لكن حركته فشلت بعد أيام قلائل، وقتل الإمام أحمد المشتركين في تلك الحركة حتى الذين لم يكن لهم أي دور معروف، واخرج الأرياني إلى الميدان لإعدامه فلما مثل بين يديه والجلاد ينتظر أمر الإمام لقتله بدا لأحمد لأمر أراده الله أن يبقي عليه فأمر بإعادته إلى المعتقل ليقضي فيه أياما، ثم أفرج عنه، وعاد إلى عمله في الهيئة الشرعية. كان الإمام أحمد يستشيره في قضايا عربية ودولية، كما كلفه بحضور اجتماعات الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. كان يترأس بعثة الحج حتى قامت الثورة 1962 م ( 1382هـ) التي أنهت النظام الملكي وأخذت بالنظام الجمهوري.

عين وزيراً للعدل بعد الثورة، ثم عضواً في مجلس قيادة الثورة، ثم عضواً في مجلس الرئاسة. - ترأس وفد الجمهورية في مؤتمر حرض أمام ممثلي النظام الملكي 1965 م -1385هـ ورفض اقتراح المملكة العربية السعودية القاضي باستبدال اسم الجمهورية العربية اليمنية بالدولة الإسلامية اليمنية رغم موافقة الجانب المصري على ذلك.

أدت الأوضاع المتردية بعد الثورة إلى توليه رئاسة المجلس الجمهوري في شعبان سنة 1387هـ الموافق5 تشرين الثاني( نوفمبر) 1967 م بعد أن التفت حوله القلوب المختلفة، والتقت عنده رغبات زعماء اليمن وعلماؤها ورؤساء القبائل والعشائر واستطاع بسياسته الحكيمة أن يمسك بدفة السفينة وسط أمواج مضطربة، وعواصف عاتية حتى حقق لليمن السلام، والأمن والاستقرار. ويذكر القاضي إسماعيل الأكوع أنه سمع من القاضي علي بن محمد الرضي أن الحسن بن الإمام يحيى حميد الدين قال بعد أن بلغه تولى القاضي عبدالرحمن رئاسة الدولة: ( الآن يئسنا من العودة إلى اليمن حاكمين" وقال أيضا: أن الإمام يحيى جمع أعيان اليمن وعلماءها ومشائخها في قاعة بها لوحة كتابة ( سبورة) وألقى فيهم محاضرة وعند الانتهاء منها أراد أن يختبر ذكاء الحضور فأخذ قلم جص ( طبشار) ورسم خطا طويلا عليها وسأل الحضور قائلا: من يفسر لي هذا؟ مشيراً إلى الخط فلم ينبر لهذا من الحضور سوى القاضي عبدالرحمن الإرياني، فأخذ قلم الجص وقطع الخط قائلا: "الأمل طول والأجل عرض". فقال الإمام : قاتلك الله يا إرياني.

قدم استقالته من رئاسة المجلس الجمهوري يوم الخميس 21 جمادي الأولى 1394هـ الموافق 13 حزيران ( يونيو) 1974م. وقد ودعه خلَفه والحكومة توديعاً رسمياً في تعز. وصدق عليه قول الشاعر:

إن الأمـــــير هوالذي .. يضحى اميراًيوم عزله إن زال سلطان الولاية .. لم يزل سلطان فضلـه

وفاته

عاد من دمشق مقر إقامته عندما دعا الرئيس علي عبدالله صالح جميع السياسيين للعودة إلى أرض الوطن فعاد مكرماً مبجلاً. - توفي- رحمه الله- ظهيرة يوم السبت 16 ذي القعدة 1418هـ ( 14مارس 1998م).

من آثاره الأدبية والعلمية...

ديوان.. ملحمة من سجون حجة: شعره، شرحه وصححه أحمد عبد الرحمن المعلمي.

تحقيق مجموعة رسائل في علم التوحيد: محمد إسماعيل الأمير وآخرين تصحيح وإشراف عبدالرحمن الإرياني.

ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار: عبدالرحمن الآنسي تحقيق: عبدالرحمن الإرياني – عبد الله عبد الأله الأغبري.

تحقيق الأبحاث المسددة في فنون متعددة لصالح بن مهدي المقبلي.

نماذج من شعرة

إنما الظلم في المعاد ظلام

وهو للملك معول هدام

ومنها يخاطب الإمام يحي :

أنصف الناس من بنيك وإلا

أنصفتهم من بعدك الأيام

إن عشر السبعين عنك تولت

ودنا مصرع وحان حمام

فكان الأمر كما توقع ، ثم وجه الخطاب إلى الحسن بن الإمام يحي حاكم لواء إب :

حسن ابن الإمام لا أحسن الله

إليه ولا عداه السقام

وقد كانت هذه القصيدة التي طارت شهرتها في اليمن آنذاك سبب إعتقاله مع من أعتقل من الأحرار في إب و تعز و ذمار و صنعاء سنة 1363 هجرية ثم سيقوا جميعا إلى تعز ، ومنها أرسلوا إلى سجون حجة ، وكان أحدهم وقد بقي هنالك معتقلا بضعة أشهر ثم أفرج عنه لكنه استمر في مزاولة نشاطه الوطني للإطاحة بحكم الإمام يحي وبعض أولاده حتى قُتل الإمام يوم الثلاثاء 7 ربيع الآخر سنة 1367 هجرية "1948م" وخلفه في الحكم الإمام عبد الله بن أحمد الوزير على رأس حكومة دستورية ، وكان الارياني آنذاك في مدينة إب ، فقام بأعمال اللواء وأدارها بحزم ونشاط ، وأستمر إلى أن سقطت العاصمة صنعاء في أيدي القبائل الموالية للإمام أحمد الذي استغل فرصة مقتل أبيه لينتقم ممن سلبوه الحكم ، وأعتقل الارياني هو ومن شاركه من الأحرار في إدارة الأعمال في لواء إب فسيقوا في السلاسل إلى تعز ، ومنها أرسلوا إلى سجون حجة مرة أخرى والقيود في أقدامهم والسلاسل في أعناقهم وقد لبث في السجن بضع سنين ثم أفرج عنه ، وعينه الإمام أحمد عضوا في الهيئة الشرعية في تعز ، ولم تنقطع صلته بالأحرار ، ولكن بحذر وتكتم .

وكان لا يفتأ ينصح الإمام أحمد في كثير من الأمور ، وله مواقف حميدة مشهورة معه في تحذيره من الإصغاء إلى كلام الوشاة ، والمتزلفين الذين يسعون ليضروا بالناس لأغراض دنيئة ، وكانت نصائحة تنفع عند الإمام أحيانا .

ولما تمرد بعض الجيش على الإمام أحمد في تعز في شعبان سنة 1374 هجرية "1955م" استغل الفرصة العقيد أحمد يحي الثلايا وتزعم تلك الحركة ، وطالب الإمام أحمد بتنازله لأخيه عبد الله بن الإمام يحي وجمع العلماء ومنهم الارياني لمساعدته للتخلص من حكم الإمام أحمد ولكن حركته فشلت بعد أيام قلائل وخرج الإمام أحمد من قصره ، وأخذ يقتل المشتركين في تلك الحركة حتى الذين لم يكن لهم أي عمل معروف ، وأمر باحضار الارياني ، وكان قد أعتقل إلى الميدان الذي يتم فيه قتل الأحرار ، فلما مثل بين يدي الإمام والجلاد ينتظر أمر الإمام لقتله بدا للإمام أحمد أن يُبقي عليه فأمر بإعادته إلى معتقله فبقى فيه أياما ثم أفرج عنه ، وعاد إلى عمله في الهيئة الشرعية ، وكان الإمام أحمد يستشيره في قضايا عربية ودولية ، كما كلفه بحضور اجتماعات الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي ، وكان يترأس بعثة الحج حتى قامت الثورة سنة 1382 هجرية "1962م" التي ألغت النظام الملكي وأخذت بالنظام الجمهوري ، فعين وزيرا للعدل ثم عضوا في مجلس قيادة الثورة ثم عضوا في مجلس الرئاسة .

وحينما ساءت الأحوال الإدارية في اليمن بسبب تدخل المصريين المباشر في شئون البلاد ذهب إلى مصر ومعه عدد كبير من الشخصيات اليمنية منهم الأستاذ أحمد محمد نعمان محتجين على سوء تصرف المصريين في اليمن ، فأمر الرئيس جمال عبد الناصر باعتقال أكثرهم في السجن الحربي وبقي الارياني طليقا ولكنه لا يستطيع مبارحة مصر حتى أصيب العرب بالنكسة في حربهم مع اسرائيل في حزيران 1967م فعقد مؤتمر قمة عربي في الخرطوم اتفق فيه جمال عبد الناصر مع الملك فيصل على أن يسحب القوات المصرية من اليمن ، وتم رحيلها بالفعل ، فواجهت الجمهورية العربية اليمنية مصيرها بنفسها ، ولاقت تحديا شديدا للقضاء عليها من الجانب الملكي وأعوانهم ولكن الله أعانها وثبتها ، وكانت رئاسة الدولة قد أفضت إلى الارياني في شعبان سنة 1387 هجرية الموافق 5 نوفمبر 1967م بعد أن التقت عنده رغبات زعماء اليمن ولمائها ورؤساء القبائل والعشائر والتفت حوله القلوب المختلفة ليكون رئيسا لها حتى ينتشل البلاد من الهاوية التي تردت اليها ، واستطاع بسياسته الحكيمة أن يمسك بدفة السفينة وسط أمواج مضطربة وعواصف عاتية حتى حقق لليمن السلام والأمن والاستقرار .

وقد انتهى حكمه باستقالته يوم الخميس 21 جمادي الأول سنة 1394 هجرية الموافق 13 حزيران سنة 1974م بضغط داخلي تؤازره قوة خارجية بحجة كثرة تغيير الحكومات والركون في حكم البلاد على من لا دراية له بأحوال اليمن ومعرفة طباع أهلها إلى جانب ما كان يحدث أحيانا من الإهمال وضياع الحزم في أجهزة الدولة .

ولما استقال رحل إلى دمشق ولحق به أهله ، ثم سمح له الرئيس علي عبد الله صالح بالعودة إلى بلاده فعاد مكرما مبجلا .

له شعر كثير ، فمنه قوله في وصف مظالم الإمام يحي حميد الدين :

ما له همة سوى جمعه الأمـ

ـوال من غير وجهها المانوس

قد تقضت حياته غير مأسـ

ـوف عليها فما بها من نفيس

وسيفنى الباقون لعمري هباء

في سبيل الخداع والتدليس

إن نفسا شبت وشاخت على

الشح وظلم الورى لشر النفوس

ومن شعره أيضا القصيدة التالية وقد وزعت منشورا :

هذا العدو غدا على الأبواب

يرنو بعين الفاتح الغلاب

والمستبد له إلى أموالكم

توقان مهجور إلى الأحباب

قد صار في دور الذهول وشعبنا

أضحى يقاسي منه دور عذاب

وبنوه فيكم كلهم قد مثلوا

رمز الفساد وخيبة الأحساب

قد أنفقوا أموالكم فيما اشتهوا

من وصل غانية وحسو شراب

وأولئك الكتاب والوزراء غدا

في مالكم لهم صيال ذئاب

وأراكموا في نومة لا تنتهي

أبدا بغير تصادم وخراب

فالقوا إلى الشعب المعذب نظرة

فلعلها تهديكموا لصواب

والقوا زمام الشعب في كف الذي

سيقيه شر عدوه الوثاب

* ويكيبيديا، الموسوعة الحرة + مراجع أخرى