اليمن دولة مانحة في مؤتمر الرياض....1
بقلم/ مجدي منصور
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 15 يوماً
الأربعاء 03 مارس - آذار 2010 03:49 م

هذه ليست مزحة على الإطلاق، فاليمن بمعنى الكلمة دولة مانحة، وفي الفقرات التالية سيتضح ذلك!

اللوبي الصهيوني الذي يحرك الإدارة الأمريكية يبدع في شفط النفط الخليجي، خاصة عندما تزداد نفقات وزارة الدفاع الأمريكية، ويبتكر أساليب في كل مرة، فتارة بتخويف الخليجيين من قوة جارتهم الشمالية، واليوم بتخويفهم من ضعف جارتهم الجنوبية "اليمن"!

وللأسف فإن السياسة اليمنية ، ومن دون أن تقصد، تتناغم مع سياسة الإدارة الأمريكية، خاصة عندما صرخت اليمن في مؤتمر لندن محذرة الخليجيين من أنها مصابة بفشل كلوي، وأنهم إذا لم يقدموا لها ثمن العلاج، فإنها ستفشل وتموت وستصل رائحة جيفتها إلى أرجاء الجزيرة العربية قاطبة! وهكذا نجد أن مثل هذه السياسة هو انسجام غير مقصود مع الرغبة الأمريكية في تخويف الخليجيين لجباية الأموال منهم!

ففي مؤتمر لندن للأسف استخدمتنا أمريكا نحن اليمنيين، كما يستخدم النصابون المعاقين، فوضعونا في عربة الإعاقة في مؤتمر لندن، ليمروا بنا من أمام الأغنياء الخليجيين، واصفطت هيلاري كلينتون ومعها المسؤولون البريطانيون ليقولوا للخليجيين: ساعدوه ساعدوه، والحقيقة أنهم يريدون أن يستفيدوا هم لوحدهم مما جمعوه أو سيجموه في مؤتمر الرياض أو مؤتمرات آخرى.

 وبعد المؤتمر والمؤتمرات، وبعد أن يغادر الأغنياء، فإنهم سينشلوا حتى العربة التي وضعوا فيها المعاق ويرموه أرضا وجوا، ويأخذوا حتى ثيابه ونعله، ولذا وجدنا أنفسنا بعد مؤتمر لندن مباشرة، وفي أقل من أسبوع! فاجؤونا برفع الدعم الخاص بالمشتقات النفطية برفع أسعار الوقود بعد أن ضغطوا على حكومتنا لتنفيذ تلك السياسات التجويعية التي تصب بذكاء صهيوني في صندوق دعم نفقات وزارة الدفاع الأمريكية وغيرها من المؤسسات العاملة في الشرق الأوسط، لنكتشف بأننا كنا دولة مانحة جنبا إلى جنب مع دول الخليج!

وكثيرا ما يتحدث الناس عن نية بعض الفاسدين في حكومتنا من لهف أموال المانحين، ولكن هذا تبسيط للأمور، فالفاسدين لن يأخذوا إلا الفتات وإن كان كثيرا، بينما الوحش الأمريكي المتواجد ببوارجه وصواريخه في البحر الأحمر، سيأخذ نصيب الأسد من أي مساعدات خليجية لليمن، وذلك بالاعتماد والاتكال على الفاسدين، الذين سيغسلون هذه الأموال بمشاريع تنموية، و تذهب في النهاية لخدمة المصالح الأمريكية، سواء في خدمات مباشرة أو غير مباشرة مثل شراء الولاءات بأساليب مبتكرة ورسمية! وهي سياسة طالما تحدثت عنها الصحف الأمريكية!

فالجيش الأمريكي في العالم كالوحش المفترس، أينما حل، استحل المحل، ولا يعتمد في نفقاته على ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية، وإنما على خيرات وثروات البلدان التي يحل فيها أو بالقرب منها، حتى لو كانت من أفقر دول العالم!

أحلى ما يروق له، هو الحكومات الفاسدة أو الضعيفة، فبها يتمكن من مقاسمتها الثروات بصمت، بل يأخذ معظم الثروات، ويترك للفاسدين فيها الفتات! يبرمجهم لينفذوا سياساته الخاصة! وبهم يتسول لنفسه! ولذا نجده دائما ما يطلب من المانحين مساعدة الدول الفاسدة، ويعقد لها المؤتمرات! على غرار الدال على الخير كفاعله!

اللوبي الصهيوني الذي يحرك الإدارة الأمريكية، يلهف في كل سنة أموال دافعي الضرائب من الشعب الأمريكي، والحقيقة أن الشعب الأمريكي ليس هو الوحيد ضحية لهذا الإقطاع الصهيوني، بل إن اللوبي الصهيوني عن طريق الإدارة الأمريكية ينهب أيضا أموال دافعي الضرائب في كثير من الدول العربية، بل وينهب أيضا ثرواتها، واليمن ليست اسثناءا! ويعتمد على الفاسدين في تحقيق ذلك!

كنا نظن بأن اليمن سيجنى أموالا من جراء موقعه الاستراتيجي، وأن السفن الحربية ستدفع ضرائب وإيجارات، ولكن للأسف ما يحصل هو العكس، إننا نحن ندفع ضريبة تواجد هذه السفن، بل ربما نفقات تشغليها، إنه الإقطاع العسكري! الذي ينافس حتى الفقراء في الدعم الحكومي للمشتقات!

ولذا فإننا سنكون في الفترة القادمة مقبلين على مزيد من الجرع السعرية، خاصة عندما يزداد التواجد العسكري الأمريكي، ومزيد من الضرائب التي ستبتكرها لنا أجهزتنا وقطاعاتنا الخدمية المختلفة، والتي بدأت بها منذ فترة، لنثقل فقرائنا بمزيد من العناء، من أجل أن نخفف عن وزارة الدفاع الأمريكية عبئ نفقاتها الهائلة في البحر الأحمر وباب المندب! وبذلك نكون نحن والخليجيين دوما الدول المانحة! والمارينز الأمريكي وأجهزة قمعه هم برامج التنمية التي يتحدث عنها الكثيرون وفي أكثر من دولة عربية!