مصر تعلن عن أراضي جديدة للبيع بالدولار أول أيام عيد الفطر 2024.. تحديد يوم رؤية الهلال بالحسابات الفلكية اليابان تقر ثاني أكبر ميزانية لها والإنفاق على الدفاع أبرز المؤشرات الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن القطة السوداء بعد التوترات في البحر الأحمر.. سفن حربية روسية تدخل على الخط معارك شرسة في غزة ليلاً... والضربات الإسرائيلية تسقط 66 قتيلاً بعد 6 مجازر خلال 24 الساعة الماضية .. غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة القصف الإسرائيلي رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي
قلت في ذاتي : علي أن اخرج لمشاهدة تلك المسيرات ومعرفة حجمها من باب : أن تحضر وترى بعينيك خيرا من أن تسمع !
تحركت بسيارتي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، فلم اشاهد اي مسيرة ولا تظاهرة ، غير حركة ونشاط شباب التغيير في ساحات الجامعة ومن يحلو للبعض تسميتهم بحراس ميدان التحرير ! والشيء الوحيد الذي رأيته وكان لافتا لي ولغيري ان مسلحين كثر تابعين لحميد الاحمر يقومون بنصب المتارس الرملية والخرسانية في اكثر من موقع بدءا من أمام بوابة اللجنة الدائمة وانتهاءا بنفق جولة الساعة ، اذ كان بمقدور كل مار من ذلك المكان ان يلحظ حجم التواجد والتأهب الملفت للمسلحين ، ففي اشكالهم بالزي الشعبي مايجعلك تتصور انك تقف في جبال افغانستان وليس في وسط العاصمة صنعاء !
استمر تجوالي في انحاء العاصمة حتى نفذ البنزين ! فاكتشفت مصادفة ان بوادر ازمة بترولية بدأت تلوح في الأفق ، حيث اغلقت بعض المحطات وشهدت المحطات العاملة ازدحاما شديدا !
ما وددت قوله هنا ان ما يجري على ارض الواقع شيء وما تنشره بعض الفضائيات شيء آخر تماما ! فقبل خمسة ايام قال احد الصحفيين لقناة البي بي سي ان صنعاء تعيش حالة شلل شبه كامل ، فتحركت بنفس الرؤية (حبا في معرفة الحقيقة) ! فتأكدت ان الخبر لا يعدو عن كونه تضخيما ومبالغة وكذبا !
وهذه المبالغات والتلفيقات في حقيقة الامر لا تخدم شباب التغيير ولا تخدم القنوات ، فالصدق كالضوء لا تحجبه المغالطات اطلاقا . بل ان مثل هذا المسلك يتوافق مع ما نمقته من رسائل التضليل التي يتبناها بعض عناصر اعلام التزلف والنفاق .
والسؤال الذي اود طرحه هنا : هل صارت القنوات الفضائية بما تحاول ايصاله للمتلقي تنطلق من خيالات وتجليات شبيهة بتلك التي يعيشها الشعراء حين يهبط عليهم الالهام ؟ اوانها ربما تتجه صوب تأصيل مفهوم او مصطلح جديد يمكن ان يطلق عليه تنبؤات اخبارية ؟؟
فاذا كانت هذه القنوات - وهي تخبر بما سيحدث في المستقبل - تبتكر جديدا فالأمر يقتضي أن نقول ونتمتم حين نسمع صحفيا وهو يكذب (عيانا بيانا) ، الله .. الله ..الله الله ؛ ما اروعك من مبدع عظيم ! تماما كما نقول حين نسمع شاعرا او فنانا ؟
المطلوب في مثل هذه الظروف الاستثنائية ايضاح الحقائق للناس ، نقل الصورة كما هي دون رتوش .. لأن هذا التحول الاعلامي النوعي الخطير الذي جعل من التنبؤات سبقا ومادة اخبارية عاجلة يزرع الخوف والهلع ؛ خوفا من نيران حروب تدميرية تشتعل نيرانها في سماء فضائيات اختارت لنفسها اسلوب المبالغة والاثارة والفرح بتدفق انهار دماء الشعوب ، بل ويدفع بالبعض الى التأهب لمغادرة المدن والعودة الى احضان القرى !
فهل سنندم اذا لم نعجل بالرحيل ؟؟