خلدون في معراج الخلود
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

صباح الخير يا أبتِ..

نديّ صوته راشد

وهذه أمه جاءت

بخبز بارد وبقايا حساء..

وخلدون..واجم شارد:

صباح الخير يا وطني

يرددها بقلب خاشع ساجد

أفاقت أمتي

وقرر شعبها اليوم

قرارا نهائيا..

سيفنى القهر في أرضي

سنكسر سورة الباغي

بيان صاغه الأحرار

فصاخ لرجعه الكون

يردده مدى الأزمان

وداعا زمرة الطغيان

***

رأى خلدون

كسرة خبز وشربة ماء وبقايا حساء

طعام الفقر والبؤساء

يرافقه صباح مساء

طعام شقاء وعيش عناء..

وعلى أرضية مكتبته,

تزدحم بقايا لأكوام من الأوراق..

مجلات ثقافية

غذاء العقل

غناء النفس

زكاة الروح..

وإكسير لحرية..

متاع ماله مبتاع..!

ندت من عينه دمعه

بلا استئذان

رآها راشد فبكى

وأطرق واجما حيران

صبي يافع واعد..

هنا.. دوّت رعود الشعب

وجاء الركب..

جمع خلدون أشلاءه وأحزانه

ومفتاحا لمكتبته..

ومضى..

سيشرع باب مكتبته

وينشر كومة الأوراق

مجلات ثقافية

ولترات من الماء!!

ويستقبل طلائع ثورة الفتيان

ويسقيهم بعذب الماء

ويهتف ملئ أركانه:

ليرحل وائد الأحلام

وسارق بهجة الأيام

ليرحل كي يعود النور

والخضرة والألوان

ويحيا راشد حرًا

أبيّا ثابت الأركان

***

وفجأة.. علت أصوات طلقات يدٍ سوداء آثمة

تلوث لوحة الأحرار

وترسم في ثناياها

صورًا لخيانة ولعار..

وخلدون يراقبهم..

فيلقي حزمة الأوراق

وبقايا الماء

ويرفع الكاميرا..

يسجّل خيبة الأوغاد

فقابيل هنا قد عاد

تقدم نحوه قابيل..

وباغته بفوهة من الأحقاد

وطلق ساخن غادر

سقط خلدون؟

لا. لا.. بل

تهاوى ذلك الغادر

تلطّخ من رماد الذل واسودّ

بعار الخزي والخذلان..

وخلدون مضى للخلد..

للفردوس والريحان

وروحه.. ترفرف حولنا تهتف بنا:

أيا فتيان:

أقيموا دولة الإيمان

أعيدوا قيمة الإنسان

ليحيا في ربى وطني

بلا قيد. بلا بؤس. بلا طغيان..

فلن نركع ولن نسجد

ولن نهتف..

سوى للواحد الديّان

*نظمت القصيدة في رثاء شاب اسمه "خلدون" قتله أحد بلاطجة النظام. مايو 2011.


في الأحد 17 يوليو-تموز 2011 11:15:25 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=11050