من عجائب الحوثي
أحمد البتيت
أحمد البتيت
نستطيع أن نقول أن مفهوم الحوثية قد نشأ وترعرع في ظل نظام صالح الذي ما فتئ داعماً له ومناصر, ولو تحت "تقية" الحرب.

الحرب التي كانت تشتعل بطلقة, وتقف بمهاتفة!

حين كانت تُدار الحرب من البدء إلى الانتهاء لم نكن نعرف أهم أركان تلك الحروب الستة, سببها, أهدافها, نتائجها.

وكان هذا هو حال الطرفين, صالح وشركاؤه, وحسن الحوثي و خلفاؤه!

لا تعنينا في هذه الأسطر هذه المسألة, وإن كانت من الغرائب حقا.

دائما ما كان يفاجئنا الحوثي بتصرفه الغريب, ومنطقه العجيب في كل حادثة تحدث سواء في صعدة أو خارجها.

بداية الغرابة في أهداف الحرب وأسبابها كما أسلفنا, ونهايتها في التحالف المشبوه مع صالح بعد اندلاع الثورة المباركة.

ولعلنا نذكر بين هذه وتلك بعض تلك الغرائب والعجائب, ففي خضم حربه مع الدولة قديما كان يرفع شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود وأخيرا النصر للإسلام!

بينما نجد أن الإدارة الأمريكية ممثلة بسفارتها في صنعاء آنذاك كانت تعارض وبقوة إدخال اسم الحركة الحوثية ضمن قائمة الإرهاب, وإنما تحت مسمى المعارضة المسلحة!

وفي الوقت الذي تدعو فيه الحركة لدولة مدنية, ينادي مراجعها إلى أن كل حكم خارج البطنين لا يصح وهو نوع من الاغتصاب للحقوق!

وحين يصرخون ليل نهار بأنهم زيدية متأصلة يرى بعض كبار الزيدية أنهم ليسوا كذلك ولا يمثلونهم ولا يعترفون بهم.

وفي زخم الثورة وبداياتها يصارع الحوثيون في كل ميادين الإعلام ليظهروا كمكون من مكوناتها, ولو حتى بإرسال اللافتات بشعاراتهم!

بينما ينظمون صفوهم مع الحرس العائلي لقتال ارحب وللتصعيد في الجوف وحجة وعمران..

بينما يصرخون مبررين حصارهم لدماج أنها وقفت ضد الثورة, نجدهم يوما بعد يوم يحاولون جاهدين خلخلة صفوف الثوار, وإثارة النزعات بينهم.

ولا ننسى انهم ايضا يتهمون الدماجيين بأنهم عملاء للسعودية, أو انها هي من تدعمهم بل لا يتورعون عن فتات طهران.

ماذا لو أسمت السعودية شارعاً في مُدنها باسم دماج أو الحجوري!!؟

سيرى الحوثيون أنه حق وثبت!

لكن حين تُطلق طهران على أحد شوارعها اسم " الحوثي " فهو نصرة للمظلومين والمستضعفين!

عجائب وغرائب الحوثي لا تنقضي, لكنه بالفعل أظهر مؤخرا غباء سياسيا لا يرشحه للحكم حتى على زريبة حيوانات, فكيف بشعب كشعب اليمن العظيم.


في الأربعاء 18 يناير-كانون الثاني 2012 05:08:57 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=13346