سيرة رئيس غبي اسمه علي سالم البيض
وليد البكس
وليد البكس

انا المواطن بلا وطن،الزعيم بلا قضية،الرئيس بلا شعب،مهرج بلا جمهور ولا أتباع ولا مؤيدين او مناصرين..انا المناضل الحائر بين عواصم الشرق والغرب،المتنقل بطائرات عملاقة،والمقيم في فنادق سبعة نجوم..لا تسخروا مني،لا تستهزئوا بمواقفي الثابتة و المتقلبة،المحترمة والمنحطة.النقية والضحلة.انا المقصي،و المخصي من مشروع(الوحدة)؛كان عملاقا فتقزم بانفصالي وحربي و دحري وهروبي..

يا أبنائي..يا آبائي:ها انا ذا عدت بعد عشرين سنة من الغياب الممتع،من أيقضني من سباتي الحر،من افسد عني مزاجي،رحلاتي و أسفاري على مقاس أحلامي وتطلعاتي البرجوازية..

فلا قضية تنتظرني على الطاولة ولا مزيدا من المقاومة ترغب بي..تعبت من رثائي لحالي وبقائي في مقاعد الاحتياط خلف الرجال ..أريد ان أتقدم المسيرات..من النمسا وسويسرا مرورا ببيروت إلي طهران،وحتى عَمان.. رايات الوحدة لا تعنيني ..أرجوكم ان تصدقوني في يمناي وفي يسراى وفي بطني وفي ظهري وتحت قدمي انفصال .. سأنفصل بكل العملات بأعلى،و بأرخص الأثمان..يا جمهوري في المعلا والتواهي والديس الشرقية و الغربية،يا أبناء الشيخ عثمان والضالع والمكلا وزنجبار..هل كنت رئيسا للعميان صدقوني: هذه المرة لن أرضى بالريال لن أتقاضى بأقل من الدولار.. سأبيع بلادي و قناعاتي للفندم للصالح وللطالح و للسلطان .. 

من قال بأني لا أجيد الرقص على المنصات تحت فاترينات التصالح والتسامح،وإيقاد المباخر والنواح في سرادق العزاء. كما ان المتاجرة بدماء الشباب من ابلغ فنوني وفهلواتي.. 

أرجوكم انا مدعي السياسة،و انا الميت ثقافيا،ماديا،معنويا و حتى سريريا.يا إخوتي منذ عقدين او يزيد قضيت حياتي هائما على وجهي في ضفاف الأنهار وأرصفة المنتجعات..الم يكن تأريخي حافل بالنضالات السرية والعلانية..انا لم أنساكم او أنسى قضيتكم تحدثت عنها في كل المهرجانات الفرائحية و الفضائحية..

امنحوني فرصة الخلاص من واقعي المزري،أريد ان أعود حاكما،ولو للقاء تلفزيونيا واحد،ولو لمؤتمرا صحافيا واحد،او حتى مشهد في فيلم حزين مؤلم يروي حكاية "الرئيس الهارب من القصور إلي الفنادق" فار من بهو النعمة إلي حضيض التسول والنقمة..

ألأهم ألآن ان أظل خبرا في هامش الهامش.او في إعلانات الطبخ والترويج وحتى في مواد التطهير الصحية،يجب ان احضر صباح و مساء حانات المناضلين اللا شرفاء؛النهارية ومواخير الساسة الليلة،يجب ان لا تشطبوني أتوسل إليكم..

لماذا تكرهوني؟.. لماذا تمقتوني؟..و تلوحون بأصابعكم ضدي؟..

لم أكن متهما بكل هذه (البطولات) الخزعبلات،كنت اقل مما تعرفون.وما لا تعرفون؟ انا رعديد لا صنديد،لا تصدقوا بأني بارع في المفاوضات،والحوارات،انا الرجل،الضئيل،الضال.الهائم على وجهي في كل الاتجاهات..ولا أتقن حتى التحليق في سماء روحي.. كم مرة جربت،ففشلت،كم مرة حاولت ان انتشلني من مستنقعي الموحل؛فسقطت في شر وشرك أعمالي.ولا منقذ..

توقيعي على ذاك المشروع نزوة إنسان،وتراجعي عنه نزغة شيطان.اتوسلكم،اقبل أيديكم وأرجلكم،أنقذوني من شتاتي و تخبطي، وبلاهتي وغرقي في بركة سياستي الراكدة،هذا الدور الكبير لا يناسبني.صدقوني ليس على مقاسي:لا تناسبني ادوار الشجعان،ولا صمودهم وسطوعهم ..ها انا ألوح بيدي الطويلة،وشخصيتي المهزوزة،وضميري المنهك:يا أصدقائي في السياسة والنخاسة ومشواري القديم الجديد.لا تتخلوا عني،أرجوكم،انا زميل خيباتكم.رفيق درب الأشواك،و الرصاص،والدم.سيرتي مشرفة كما تعرفون؟،ومسيرتي مثقلة بالتدليس،وبالنفاق، تحولت من حاجب بالباب،إلي رئيس يجيد كل أساليب العنتريات ويتقن ممارسات الاعتقالات والتعذيب و الاضطهاد،لم تكن شهية القتل ميزتي،بل تملكتني حتى أخر لحظة من نضالي المشكوك فيه. تخلصت من الرفاق.غير مرة شاركت في سحقهم..دفنتهم واحدا واحد..وتربعت على تأريخهم العريق،وارث الحزب الصابر.

هل استحق كل هذا الجفاء..أرجوكم..كرموني،امسحوا عن عينيا دموع التماسيح..أشفقوا علي،و امنحوني الأوسمة والألقاب البرونزية والخشبية.البطولية والعبثية..

 انا الغبي المتظاهر بالذكاء،الماكر مدعي الفضيلة،والمخادع المتهم بالنبل.انا لست مريض كما تتوقعون؛هسيس السكر في لحمي بات حليفي الوحيد،و نشيش الملح داخل عظامي صار دائي ودوائي.انا العليل بوجعي الداخلي،المصاب بنوبات حب الظهور،فلاش الكاميرات أسرني،لأن فرقعاتي لا تنتهي،ليس لي أول ولا آخر،يكفني ان أبقى هنا مقيم في كل هذا النعيم وأسير قضيتي الجنوبية التي تمنحني الشهرة و الثراء السريع.حتى ولو قفزت بها إلي الخلف.انا العجوز المتأثر بشباب الربيع العربي،غير أني الصريع بموضة التحسر والانحسار على بقايا نضال و بقايا وطن قدمته ذات يوم إلي الدكتاتور،أسلمته إلي شيخ الجن والسجان.

و اخيرآ دعوني اعترف لكم أنه لا عذر لي..لا دور لي لا شخصية لي سوى هذه المواقف حيث تثير الغثيان. 


في الخميس 09 فبراير-شباط 2012 10:19:25 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=13680