|
فماذا يعني التمكين؟؟ التمكين هو امتلاك زمام وناصية المتوافقات التي سخرها الله لخلقه للوصول إلى العيش الكريم على مستوى الفر أو المجتمع.قال تعالى:{ولقد مكناكم في الأرض ، وجعلنا لكم فيها معايش ، قليلاً ما تشكرون}: قال بعض أهل الاختصاص :" التمكين: يعني السيطرة والوصول إلى الهدف الذي تتيسر معه تطبيق البرامج وإقامة الشرائع وتحقيق المقاصد. لقوله تعالى: الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (41) سورة الحـج.
ومعناه التمكين بمفهومه الواسع الذي يستوعب الحياة بدأً بتمكين الفرد من تحقيق أهدافه ثم المجتمع ثم الأمة وذلك بتسخير هذه الأرض له بكل توافقاتها التي تنسجم مع هذا الإنسان الذي مكن له الله في الأرض ليعمرها
فما هو التمكين لغة ؟ يقال:"تمكن من الشيء واستمكن منه, أي ظفربه .واستوي عليه بمعنى استولى,وقيل هو: إعطاء ما يصح به الفعل كائنا ما كان من الآلات والعدد والقوى. فهو رفع الموانع ، وإيجاد الدوافع والمقدمات والآليات والأسباب , والتمكين بمفهومه العام يعبر عن عملية تتكفل بتحويل الأشخاص الغير مالكين للقوة تجعلهم مدركين وواعين لأوضاعهم وقادرين على تنظيم أنفسهم للوصول إلى حقوقهم وأداء دورهم وتبوء مكانتهم ,من خلال الوصول إلى:
1-المستوى الفردي لتطوير الإحساس بالذات وتعزيز الثقة والقدرة الشخصية والقدرة على التواصل والتحاور والتأثير على طبيعة العلاقات والقرارات وعمل الأفراد مع الآخرين لتحقيق التأثير المطلوب بدرجة أكبر من التأثير في حالة العمل الفردي.
2-المستوى الجمعي لتطوير القدرة على التنظيم والعمل الجمعي والإحساس بالقوة والمنعة والقدرة الأكبر على التأثير.
3-المستوى البيئي لتطوير المناخ السياسي والاجتماعي والقواعد الاجتماعية والحوار العام لتدعيم التمكين في المستويين المتقدمين" . بدأً بالتمكين في تذليل المعيشة
يقول صاحب الظلال سيد قطب رحمه الله:"إن خالق الأرض وخالق الناس ، هو الذي مكن لهذا الجنس البشري في الأرض ، هو الذي أودع الأرض هذه الخصائص والموافقات الكثيرة التي تسمح بحياة هذا الجنس وتقوته وتعوله بما فيها من أسباب الرزق والمعايش ، هو الذي جعلها مقراً صالحاً لنشأته بجوها وتركيبها وحجمها وبعدها عن الشمس والقمر، ودورتها حول الشمس ، وميلها على محورها ، وسرعة دورتها، إلى آخر هذه الموافقات التي تسمح بحياة هذا الجنس عليها ، وهو الذي أودع هذه الأرض من الأقوات والأرزاق ومن القوى والطاقات ما يسمح بنشأة هذا الجنس وحياته ، وبنمو هذه الحياة ورقيها معا ، وهو الذي جعل هذا الجنس سيد مخلوقات هذه الأرض ، قادراً على تطويعها واستخدامها ؛ بما أودعه الله من خصائص واستعدادات للتعرف إلى بعض نواميس هذا الكون وتسخيرها في حاجته . ولولا تمكين الله للإنسان في الأرض بهذا وذلك ، ما استطاع هذا المخلوق أن "يقهر الطبيعة "
وانطلاق الشعوب وتحركها للقضاء على الفساد والإفساد وإحداث التغير وصولا إلى التمكين الذي يحقق الحياة الكريمة والعيش الرغد , يعد ضرورة ملحة ومطلب شرعي , فلا يمكن أن يهنأ مجتمع بغيره
لذلك مازالت ثورات الربيع العربي متوثبة تسعى لستكمال أهدافها للوصول إلى مرحلة التمكين الكامل الذي يتحقق معه العيش الكريم فلنكن معها فنحن أدواتها .
خلق الوجود بحكمة ثم استوى فــــي عرشه سبحانه وتعــــــــالى
لا تدرك الأبصار كنه جلالــــــــــه مـــــــــــن ذا يراه يمكن الأجيالا
ــــــــــــ
1-مقال صادر عن معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات- واشنطن
2-الظلال من سورة الأعراف
في الجمعة 23 مارس - آذار 2012 05:20:28 م