|
تشائمت قليلاً وتفاءلت كثيراً عندما سمعت ذلك الخبر القائل " الشيخ سلطان العرادة محافظاً لمحافظة مأرب "، وسبب تشاؤمي هو الصدى المزعج لكلمة " الشيخ " التي قبل أن أسمع ما بعدها أو لأي محافظة تم تعيين هذا الشيخ أدركت حتماً بأنه أحد شيوخ مأرب .. تشاءمت لأني أعرف بعض المشايخ اللاهثة وراء السلطة والمصالح الذاتية ، ممن أساءوا إلى هذه المحافظة وأبناءها وإلى أنفسهم وأساءوا أيضاً إلى كلمة " شيخ " حتى أصبح معظم من يعرفون هؤلاء المشايخ يدركون بأن هذه الصفة وصف مشين بحقهم !!
إلا أني تفاءلت عندما سمعت بأن الشيخ هو " سلطان العرادة " مع أني لم أعرفه شخصياً ولكني سمعت عنه كثيراً حتى تكوَنت لدي فكرة عنه بأنه صاحب نظرية " أخلاقيات القبيلة الأصلية والقيم المدنية الحديثة " ولطالما تساءلت وتساءل الكثيرين من أبناء المحافظة لماذا لم يتم تعيين هكذا شخصية مؤهلة للقيادة سابقاً ؟ ، للأسف لم أجد إجابة شافية سوى أنه كان ليس راضياً عن واقع المحافظة وحال اليمن ويرفض أن يصبح محافظاً لها ، وبأن تعيينه كمحافظ في هذه المرحلة الدقيقة والمهمة لم يكن بسعي منه وإنما هو " تكليف لا تشريف " ، وأن قرار تعيينه ليس إلا نتاج دراسة منهجية وحقائق ميدانية أستند إليها الرئيس هادي رأى فيها بأن " سلطان العرادة " هو القادر حالياً على إدارة شئون المحافظة وبأنه الشخص " التوافقي " الذي يُجمع عليه كافة أبناء مأرب ويرون بأنه الأمل القادم من خلف النافذة الذي يعلقون عليه أحلامهم المنشودة في التغيير والرقي بواقع المحافظة إلى الأفضل بغض النظر عن انتماءه أو انتماءاتهم الحزبية !!
وأحسب أن المحافظ " العرادة " يدرك الكثير من هموم أبناء المحافظة وتقف أمامه الكثير من التحديات التي من السخف أن نظن بأن لديه " عصا سحرية " سوف تنتشل حال المحافظة بين عشية وضحاها ، فالمضي نحو التغيير للأفضل يتطلب توفر الإرادة القوية والنية الصادقة وتضافر جهود الكل لدى أبناء هذه المحافظة وحتماً " يد واحدة لا تصفق إلا في جدار " !!
لدى أبناء هذه المحافظة فرصة ثمينة جداً ويجب أن " تُستغل "، وأن نعمل جميعاً بصدق وإخلاص على إصلاح الكثير من القضايا الشائكة التي انفردت فيها هذه المحافظة دون غيرها والتي تهم كل أبناء مأرب مهما تعددت مشاربهم ومآربهم ، و لدي إيمان بأنه لن يتم اغتنام هذه الفرصة إلا بعد أن يتم التخلي عن كافة الاعتبارات الحزبية والقبلية ورميها على " حافة الطريق " !!
ومن بين هذه القضايا :
- العمود الفقري لأي عملية تنموية ألا وهو التعليم وضرورة إحداث تغييرات شاملة كفيلة بأن تذهب بالعملية التعليمية نحو الأفضل ، وضرورة الإيمان بأنه لن يكون هناك أي تغيير ملموس ما لم يتم إعادة رسم سياسة تربويه تعليمية تنتشل الشباب من براثن الجهل والتخلف إلى مراتب العلم والمعرفة .
- الموارد الخدمية ومنها على سبيل المثال ، الكهرباء ، ويعتبر قضية الساعة بشكل يومي لدى أبناء مآرب والمحافظات المستفيدة من المحطة الغازية حتى صارت تلامس سمعة المحافظة وتهدد مصير الوطن ، ومع أنه ليس من المقبول إطلاقاً ما يقوم به البعض من قطع للكهرباء إلا أن الحل الوحيد والناجع بكل بساطة " هو أن ينعم أبناء مأرب بالكهرباء قبل غيرهم " وليس من المعقول أن أكبر مديرية بالمحافظة " الجوبة " لم توصل إليها الكهرباء على الرغم من أن الكوابل قد أصابها " الذحل " ، وعندها أنا على ثقة أن مثل هذا السلوك الغريب على أبناء مأرب سيتلاشى وينعدم .
- تفجير أنابيب النفط ، وكما يعلق أبناء المحافظة أحلامهم على المحافظ الجديد ، أعتقد بأن كافة أبناء اليمن يعلقون أحلامهم عليه وذلك من خلال الحد من تفجير أنابيب النفط ودراسة الأسباب التي تؤدي إلى هذا العمل ، ووضع الحلول المناسبة لها مع مراعاة إعطاء أبناء مآرب الحق اللازم من الحصص الوظيفية في شركات النفط ، وبعد ذلك يتم تسليم أيادي الجناة إلى العدالة لمقاضاتهم عن كل الأضرار الفادحة التي تصيب المواطن اليمني بشكل شبه يومي ..
أعتقد بأن العمل على إيجاد الحلول المناسبة لكثير من القضايا ومنها السالفة الذكر تتطلب تضافر طرفين متكافئين متلازمين وهما صانع القرار في صنعاء والسلطة المحلية في مأرب، فيجب على " صنعاء " أن تقدم كافة التسهيلات والدعم اللازم للمحافظة ورد المظالم إلى أصحابها.
لفته /
أتمنى من عقلاء مأرب وبمعية المحافظ أن يدعوا لعقد صلح عام وشامل بين جميع قبائل مأرب " لمدة خمس سنوات على الأقل " حتى يستطيع الجميع العمل في جو من الأمان والاستقرار ، فلا استقرار بلا أمان ولا ازدهار بدون استقرار .
أعلل النفس بالآمال أرقبها ،،، ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
في الإثنين 09 إبريل-نيسان 2012 05:26:20 م