انصار الشريعة في اليمن: على جرحه نغني
عبد الإله المنحمي
عبد الإله المنحمي

هناك في مشارف صنعاء,في صنعاء ذاتها , ربما بعضها المهم اثناء تطوافك بالمناطق السياحية المتاخمة للمطار تستطيع ان تتنفس عبقا طيبا يتدفق ريحه من المجاري التي تصب في تلك الربوع واعتقد ان العاصمة ليست وحدها من يتمتع بذالك الامتياز وحتى السمة نفسها ليست وحدها ما يذهب بهذا البلد بعيدا في ملامح القرون الوسطى ففي اب مثلا امبراطورية قائمة على قاعدة (مشمرون الى انصاف سوقهمُ هم اللصوص وهم يدعون قراء )تستطيع هناك ان تغسل بماء البحر وتشرب بالقرب ولكن اهم شي في الحياة هو السواك ,هنا قد يصر البعض على انه لا يوجد بحر في المدينة ولكن على مبدأ عنزة ولو طارت سنقول هناك ثلاثة ابحر تحيط في المدينة من ست جهات.

الحق ان مجاري المياه في اليمن ليست بمفردها من يحتاج الى عناية مركزة , فكل شي في البلد بحاجة ماسة لإعادة النظر فيما اذا كان يستحق البقاء ام لا فإذا كان كذالك فالأمر معقد اكثر .... فخطوط الكهربا على سبيل المثال لا امان عليها مادامت تجوس خلال الديار بشكل ما يعرضها لخطر الاقتصاص في أي وقت يرونها فيه الرجال الطيبون ومن المحقق انها لا تحتاج حتى الى ذنب تقترفه مادامت ليست من الشريعة الاسلامية فبالتالي لابد ان تذبح على الطريقة الاسلامية لكي تصبح بذالك صالحة للاستخدام المنزلي .

الواقع ان الحديث عن دورات المياه يقودنا مباشرة للحديث عن انصار الشريعة ليس ثمة علاقة بين الامرين صدقوني ولكن عندما يطيح الجمل تكثر السكاكين ولهذا لما كان النظام في صنعاء يحتضر على سرير الثورة كانت سكين القاعدة تتغلغل حتى العظم,تذبحه على غير ملته,الذبح هنا لن يكون حسب الشريعة الاسلامية ,بل سيكون حسب الشرعية الدستورية ,وعملية الضرب تبديلية في اغلب الاحيان.

قبل عقود من الزمن صاح احد ابناء الجليل بوجه الاحتلال المنتهك للأرض (على هذه الارض ما يستحق الحياة)فزج به في السجن بضعة اشهر , لم يقتل ولم يصلب,حتى ان احد رجال الاحتلال لم يفكر يوما من الايام بالقيام بعملية انتحارية تستهدف مئذنة جامع او منارة كنيسة.ونحن بحت اصواتنا نداء (ليس كل ما على هذه الارض يستحق الموت ) فلا نجابه إلا بفوهات البنادق تنشر رائحة الموت في كل مكان .عندما يجابهك احدهم قائلا انا قاعدي-أي انتمي للتنظيم او اؤيد فكرتهم على الاقل - وافتخر اعتقد ان صوت المدفع قد يتلاشى قليلا فيما لو وضع في موجهة مباشرة مع هذه الكلمة , اما عندما يتمادى فيقول لا ترمى إلا الشجر المثمرة ففي اعتقادي ان الزمان قد فسد واقترب الوعد الحق ...

ألا يقل لي /لنا /لهم /لنفسه لم؟ ........يشرح لي حضرته جزاء بسيطا فقط من المشروع الحضاري الذي يريد هؤلاء ترسيخه فنتبعه ومن معه وان كانوا في الاصل من الغاوين,اعتقد اننا بحاجة الى معرفة ما الذي يريدونه بالضبط بمهاجمتهم محطات الكهرباء علي سبيل المثال لا الحصر اما الحديث عن قطع الاعناق فهذا موضوع يحتاج قليلا من الصبر لأنني بصراحة قد لا احتمل النقاش.

هل خدمتي الكهرباء والتلفون افسدتا الشريعة الاسلامية ونحن لا ندري؟

قد يلومني البعض على تسطيح القضية الى هذا الدرجة فعندما يتحدث المراقبون والخبراء عن التنظيم فهم لا يرون اليمن هدفا مباشرا وشأوا بعيدا بقدر ما يعدونه جسرا للعبور يسيطر من خلاله على مصادر الطاقة العالمية في المملكة السعودية والجزيرة العربية إلا ان حركة الملاحة العالمية في البحر الاحمر وباب المندب امور لا تقع خارج الحسابات المعقدة بالنسبة للتنظيم,واليمن وان لم يكن الهدف الاول فأن موقعه الاستراتيجي ملائم تماما لجعله قاعدة محورية ومركز انطلاق.السعودية لن تدع القاعدة تستوطن شبرا واحدا داخل اراضيها ,ستحشد لها الملايين من براميل النفط , قد يموت المقاتلون خنقا بدخان المصافي , قبل ان يواجهوا براجمات الصواريخ ما يعني ان اليمن سيظل ساحة حرب ساخنة لعمليتي الكر والفر.

بالأمس خرج علينا العميد قائد الحرس الجمهوري متحدثا بما يعني ضمنيا انه سيحارب القاعدة بما يتوفر عليه من قوة ومن رباط الخيل...صدقني حتى عندما كان ابوك –الرئيس السابق –يخوض حربا مفتوحة الاطراف معها كان يخرج دائما موفور الحظ وكانت تتمتع بأدب جم عندما يتعلق الامر به هو,مثلا في خليجي عشرين لم يسمع لها حسيسا في اكثر المناطق سخونة ونحن هنا لا نريد ان نلقي بالكلام على عواهنه -كما يقال- ولكن ان كان ثم من صفقة سياسية ترتب بين اطراف النزاع حاولوا ان تخرجونا منها بكوارث من العيار المتوسط مع علمنا ان المسألة الان كارثية جدا وجدا لأنها تتعلق بالوطن ذاته وليس بأشخاص معينين.

شخصيا يجب ان تمحى القاعدة من الخارطة بأقل التضحيات ألممكنة ومثلها حركة انصار الله في شمال الشمال ليس للأمر علاقة بالطائفية فنحن عندما ننادي بالدولة المدنية كضرورة بالغة لا يعني هذا اننا نقوم بنقش الملامح البارزة بين هذه الطائفة او تلك باللون الاحمر,وإذ انتمي على سبيل المثال الى الطائفة السنية لن احمل على أي طائفة تحت شعار اعادتهم الى جادة الحق-وما يدريني انني على حق - وعندما اصبح شيعيا يوما من الايام لن اتخذ موقفا معاديا من احد نصرة للإمام ألحسين كذالك الحال عندما اعتنق الديانة النصرانية لن يكون الاسلام عدوا رئيسيا تحت ما يسمى بالحرب الصليبية.


في الجمعة 20 إبريل-نيسان 2012 05:39:47 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=15193