العرادة: مأرب تحولت إلى ساحة تصفية لحسابات سياسية وأغلب أعمال التخريب سياسية
مأرب برس
مأرب برس
 
 

أكد محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة حاجة المحافظة إلى لفته من القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني لاستكمال عمل المحطة التحويلية الغازية.

وشبه العرادة أعمال التخريب التي تستهدف أنابيب النفط وأبراج الكهرباء بـ"الإرهاب الذي لا دين له ولا وطن". مؤكدا أن اغلب أعمال التخريب منظمة وممنهجة ولها دوافع سياسية وتقف ورائها جهات معينة تعلمها قيادات في الدولة ويعلمها بعض المتابعين. مؤكدا في السياق ذاته بأن كل مخرب سيقاد بجرائمه عاجلا أو آجلا.

داعياً جميع أبناء المحافظة للكف عن هذا الأعمال التخريبية وان يسلكوا المسالك المشروعة في نيل مطالبهم، مؤكدا بأن استمرار الأعمال التخريبية ستؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة على جميع أبناء المحافظة.

وتحدث المحافظ العرادة في هذا الحوار عن قضايا التنمية والمشاكل الأمنية وجهود الحملة العسكرية لوقف الاعتداءات على أبراج الكهرباء. .. إلى تفاصيل الحوار:

حاوره/ وليد الراجحي:

دعاكم الرئيس هادي أنتم وقائد المنطقة العسكرية الوسطى لاجتماع عاجل.. ما الذي دار في هذا الاجتماع؟

-جاءت الدعوة مفاجئة نظرا لما تمر به المنطقة من قضايا وتخريب في خطوط الكهرباء وكان الرئيس أعطى توجيهات سابقة باتخاذ إجراءات صارمة إلا أن الإجراءات تأخرت قليلاً بسب بعض الإختلالات الموجودة وتأخر التنفيذ، واستغرب الأخ الرئيس من تأخر التنفيذ وحضر معنا رئيس الأركان وتحدث معنا بكل صراحة ووضوح حول المسائل التخريبية واستهدافها للوطن واقتصاد الوطن وما يترتب عليها من أضرار على الشعب اليمني بأكمله كون الكل متضرر، البعض يظن أن المتضرر هي القيادة العليا أو الحكومة أو مؤسسة من المؤسسات ، الإضرار بأنبوب النفط يوثر على الاقتصاد ولأن الإضرار بالكهرباء يؤثر على الجميع ، لكن بعض المسائل الاقتصادية قد لا يراها إلا البعض والمواطن العادي قد لا يراها و لا يدرك الأبعاد والأضرار الاقتصادية المترتبة على هذه المسائل وما تأثيرها فهي تؤثر على الاقتصاد الوطني وتؤثر أيضا أمام المانحين وأمام من يمكنهم مساعدة البلاد وتأثيرها سلبي بكل المقاييس ، كانت توجيهات الرئيس صريحة ولابد من تنفيذ خطة أمنية لتوطيد الأمن والاستقرار في هذه المحافظة وغيرها من محافظات الجمهورية وكانت توجيهاته لا تقبل التحويل أو التبرير والتغيير والتبديل ، وقال "أنا لم اترك منطقة الوضيع بمحافظة أبين وكل مديريات أبين وهي مسقط رأسي لم اتركها أبدا للعابثين فاستخدمنا كل قوة حتى طهرناها من الذين يريدون العبث بأمنها واستقرارها ولن أكون متكاسل أو متساهل في أي منطقة أخرى" .

خرجت حملة عسكرية على المخربين في الجدعان ما الذي حققته هذه الحملة؟.

-الحقيقة اسمع دائماً من الأخوة الإعلاميين الإنزلقات الإعلامية في بعض الألفاظ يكون لها مردود سلبي، الجدعان عندما نتحدث عنها هي قبيلة أبية تكره ما يلصق بسمعتها من بعض الأفراد الذين يقومون ببعض الأعمال التخريبية، الجدعان براء من التخريب إجمالا من يقوم بالتخريب هم قليلون لا يجاوزوا أصابع اليد بل وفي كل القبائل المخربون دائماً هم بعدد الأصابع ، لكن عندما تقيس تضحيات الجدعان في سبيل الأمن والاستقرار الجدعان بذلوا الدماء مع القوات المسلحة جنباً إلى جنب وأنا أقولها بمسؤولية وأنا أعي ما أقول الجدعان بذلوا دمائهم جنباً إلى جنب مع أفراد القوات المسلحة والأمن في تأمين الطرقات وتأمين أبراج الكهرباء، إطلاق الكلام على العموم ليس في صالح الأمن والاستقرار لأننا عندما نقول الجدعان فإننا نقول إن الجدعان بمجموعهم أساءوا استطيع القول أن الجدعان 99% منهم مع الاستقرار ومتعاونون مع الدولة، والمخرب نحصر التخريب في مكانه في أفراد قلائل. خرجت الحملة فعلاً واصطدمت مع العناصر وحصل ما حصل وعلى كل لا نحب أن يحصل شيء لكن قضية الأمن والاستقرار مهما ضحى الجميع من اجلها فهو قليل.

بمعنى أن أبناء القبائل كانوا سنداً للحملة العسكرية؟.

-لاشك في ذلك وأنا أقولها بمسؤولية أن معظم قبائل الجدعان شيوخاً وشباباً وصغاراً وكباراً لهم موقف مشرف مع الحملة يشكرون عليه وأنا أتكلم باسم رئيس الجمهورية وباسم أبناء مأرب ونشكر قبائل الجدعان على تعاونهم مع الحملة العسكرية.

أدت الحملة العسكرية دورها بمنطقة الجدعان بمطاردة المخربين وفي ذات الوقت حدثت عملية استهداف لأبراج الكهرباء في منطقة "آل شبوان "مديرية الوادي لماذا لم تقم الحملة بدورها هناك ؟

-لسببين رئيسين، الأول للتكرار في منطقة الجدعان بعد الالتزامات و"الوجيه" التي قامت بها قبائل الجدعان على المستوى الجماعي والفردي وتكرار العملية بعد كل هذا كان سبب في تحرك الحملة. السبب الآخر أن الشخص الذي أقدم على التخريب بمجرد حدوث العملية مباشرة تحركت "آل شبوان "بموجب اتفاقيات ووثائق ومعاهدات سابقة تهدف إلى أن أي شخص يستهدف أي منشأة حكومية يغرم مبلغا ماليا وان تقوم القبيلة ضده وتحركوا مباشرة ,وصدرت توجيهات من القيادة العسكرية العليا العسكرية بالضربة على المخرب ومباشرة تقدموا بأنفسهم والتزموا بموجب التزامات سابقه بينهم وأصلحوا الكهرباء بأيديهم وأوقفوا الضربة.

كيف تقرأون الاستهداف في آل شبوان؟

-التخريب كالإرهاب لا وطن له ولا دين وأنا أصنف التخريب إلى ثلاثة أصناف تخريب منظم ممنهج وله دوافع لجهات معينة تعلمها قيادات في الدولة ويعلمها بعض المتابعين وهذا لا غبار عليه هذا صنف من الأصناف التي تراها سواء في قطع الطرقات أو أنابيب النفط أو أبراج الكهرباء، صنف ممنهج تقف وراءه دوافع سياسية، وصنف نسميه معتوه أو مجنون ومهووس أولئك شباب لا يجدون عقول تمنعهم أو رادع يردعهم فيقدمون على التخريب دون ادني مسؤولية أو مبالاة، وصنف ثالث هم من يقدمون على التخريب من اجل حل مشاكلهم بسبب الثقافة التي سادت سابقاً انه إذا عطلت مشروع معين تستطيع أن تنال مطالبك من الدولة، وهذه أساليب خاطئة ومعالجة مشاكل عن طريق الخطأ، وأنا ادعوا الجميع إلى أن يحترموا أخلاقياتهم ويحترموا تاريخهم ودينهم أساسا ومصالحهم ووطنهم ويحترموا أنفسهم لان الاستمرار في هذا العمل سيؤدي إلى إنهاء هذا العمل بطريق أو بأخرى وهنالك سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

وأؤكد وأقولها لأني سمعتها جيداُ من رئيس الدولة ومن القيادات المعنية ومن التوجه العام للبلد بل ومن القوى المساندة للبلد، أقول للجميع أن يكفوا عن هذا الأعمال التخريبية وان يسلكوا المسالك المشروعة في نيل مطالبهم وان الاستمرار في العملية التخريبية سيؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة عليهم ادعوهم مرة أخرى وقد سبق ودعوتهم إلى الاتجاه نحو الطرق الصحيحة في نيل مطالبهم إن كانت مشروعة، بعض الناس مع الأسف يأتي برسالة توصية من فلان أو علان ويقول من خلال هذه التوصية أن له مطلب يبني عليه قضية عند الحكومة هذه التوصية تكون من شيخ أو مسؤول محافظ أو زير، هذه لا تعد قضية.

لكن شخص لديه قضية قتل ابنه خطأ أو عمد بدون حق أو إنسان تعرض لنهب مال أو سلبت حقوقه أو قضية معينة تستحق التعاون نحن على أتم الاستعداد.

هل ترى ان لتلك العناصر التخريبية مطالب مشروعة؟

-المطالب تأتي عبر قنواتها وطرقها ومن يريد مشاريع مياه أو غيرها يقدم للمحافظ أو الجهة المختصة بحدود الوسائل والإمكانات المتاحة لا أستطيع إعطاء مشاريع مياه لكل فرد على حده ستعطى مشاريع مياه للقرى والمناطق المحتاجة ستوزع المدارس وفق الكثافة السكانية ستوزع الوحدات الصحية وفق خطط ورؤى ودراسة الاحتياج.

في قضية المطالب الشخصية، تصور أن كثير من أبناء المحافظة يقول لديه مطلب عند مكتب الكهرباء وعندما تبحث عن المطلب تجد أن الكهرباء موصلة إلى منزله ويريد محول يريد أن يستغل المحول لمصلحته الشخصية مع أن المحول يعطى لمنطقة وفق دراسة ، ادعو من أراد الاستزادة من هذا عليه أن يشتري من السوق إن كان له القدرة أما الدولة ستوفر التيار بالشكل المطلوب وأنا أعطي هذا المثال من واقع وأقدم النصح للجميع أن يتجهوا إلى المطالب الحقة والى القضايا العامة إذا أرادوا أن يبنوا هذه المحافظة المتخلفة كثيراً .

كيف تنظر للواقع الماربي من خلال الأحداث ؟

-ما كنت أظن أن محافظة مأرب وأنا من أبنائها أنها بهذا الشكل الذي رأيتها عليه من خلال وجودي بالمحافظة ويؤسفني كثيراً ما رايته وكل ما رأيته أن تاريخنا جميعاً أبناء المحافظة اسود تجاه تنميتنا وتجاه أجيالنا تاريخ اسود بدون استثناء لم أجد اثر واحد لشخص من أبناء المحافظة إلا القليل النادر انه عمل من اجل المحافظة من اجل بناء جيل للمستقبل من اجل تنميتها ومصالحها العامة، كلها مصالح وأعمال شخصية بشكل اتاوات شخصية أو بشكل مصالح شخصية أو بشكل مشاريع شخصية، ياتي المشروع من مياه الريف لقرية ليغطي القرية ويصبح المشروع لمزرعة الشخص المطالب في كثير من الحالات ومن المشاريع ما أخذ وبيع وهو ورقة لا يزال أمراً. وقضايا فساد كبيرة في هذا المجال أو في غيره وفي كل المجالات. فالمحافظة بحاجة إلى تشابك الأيدي فيها والى أن نقف جميعاً وقفة واحدة والى أن نتجه جميعاً إلى الحكومة والجهات المعنية لتنمية هذه المحافظة والى أن نضع اللمسات الفعلية على البنية التحتية التي من شأنها أن تخدم التنمية الفعلية في المحافظة.

الواقع التنموي في المحافظة كيف ترونه؟.

-المحافظة بحق تحتاج إلى تنمية الإنسان فالإنسان كما يقولون غاية التنمية ووسيلة التنمية في آن واحد, ولما نرى الكلية فرع جامعة صنعاء بمأرب يرثى لها حين تتجه إلى هذه الكلية وتلاحظ كوادرها وترى أقسامها وتلاحظ وسائلها، ولما تلاحظ إدارتها سابقاً وعندما ترى وتتعمق في الرؤيا وتفحصها فحصاً علمياً وإداريا وأكاديميا تجد عجب العجاب بل أقول بأن مدرسة من المدارس الثانوية في منطقة من المناطق أحسن منها بكل المقاييس. وكذلك قس عليها كل الجهات الأخرى مستشفى الرئيس مثلاً مبنى ضخم وميزانية ضخمة ومع الأسف لم يرقى إلى مستوى الميزانية ولم يرق إلى مستوى البنية التحتية فيه ولم يرق إلى مستوى أمل وطموح أبناء المحافظة فهذه المسائل بمجموعها تحتاج إلى تكاتف الأيدي جميعاً وعلينا أن نترك المماحكات الشخصية ونترك المماحكات السياسية والقبلية وأن نصطف بعضنا البعض يداً بيد للتعاون في بناء هذه المحافظة يا أخي لو أكون إنا بحزب والآخر في حزب آخر ليس عيباً، العيب أن استخدم العصبية القبيلة تحت مظلة الحزبية لقد شوهنا الحزبية في اليمن بالعصبية الشخصية والحزبية. الحزبية في العالم تنافس على من يصلح الأوضاع ومن يقدم الأفضل للوطن على من يعمر الأوطان. الحزبية عندنا عبارة عن عصبية قبلية في أسوأ صورها وليتها قبلية بالمعنى الناصع ولكنها في أسوأ الصور مع الأسف، لقد سقط في هذا الوحل السياسيون والمثقفون في اليمن ومسؤولون كبار سقطوا في هذا الوحل. فانا ادعوا الجميع أهيب بهم إلى أن نسموا بأنفسنا ونقرا التاريخ وننظر إلى ما يصنع العالم حولنا وكيف يبني نفسه بنفسه.

 الوضع في اليمن وضع بحاجة إلى إعادة النظر في أنفسنا وبعلاقتنا مع بعضنا فالي متى ونحن في هذه المماحكات. إلى متى سنهدم الأجيال نرى أجيال جاهلة تنظر إلى حال التعليم بؤس ترى طالب جامعي لا يفرق بين لم ولن وبين التاء المفتوحة والتاء المربوطة!، أمر بغاية الحزن والأسى نحن بحاجة إلى أن نعي جيدا مسؤولياتنا تجاه الوطن، والمسؤولية تكاملية.

ذكرت مجموعة من الإشكالات والفساد في مختلف الجوانب ماهي الخطوة التي تراها تقود نحو الاتجاه الصحيح ؟

-لدينا تواصل مع الجهات المعنية وتفاهم مستمر مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزارة الصحة في خطة معينة من شأنها تطوير هذا المرفق الهام وسنرى في المستقبل ما يثلج الصدور بإذن الله عز وجل وإذا وفق الله الجميع واستطعنا أن نصل إلى ما نطمح إليه.. وضعنا خطة ولن أتكلم عنها الآن لأني لا أرى أن الكلام من مصلحة العمل حتى نحققها على ارض الواقع والناس ملوا الكلام ومنذ توليت قيادة المحافظة والقنوات الفضائية تريد التواصل معي قنوات داخلية وخارجية وكذلك الصحف تريد تصاريح معينة إلا أني رفضت رفضاً قاطعا وآثرت السكوت في هذه المرحلة حتى نستطيع أن نوجد شيء بإذن الله وان نعكس الصورة عند الآخرين ونعطي الأمل الفعلي عند المواطن.

تفاءل اليمنيون بتعيينكم محافظاً لمأرب واعتبروا هذا التعيين بداية مبشرة للقضاء على ظاهرة الاعتداء على الكهرباء وأنابيب النفط.. ما الذي فعلتموه في هذا الجانب؟

-لعلك ما طرحت من الأسئلة فيه من الإجابة ما يكفي أقول هناك عمل على خطين متوازيين هناك عمل سياسي ومدني أتبناه للتواصل مع الإخوة في المديريات في القبائل المعنية والتواصل بشكل مستمر لايجاد الضوابط لدى هذه القبائل ضد هذا التخريب، والحمد لله هذه العملية عملت عملها وما تعاون الجدعان مع الحملة العسكرية ضد أبنائهم وفلذات أكبادهم إلا دليل على هذا. ولربما أن التصريح الذي صرح به والد القتيل مدراج على المقبرة شرف عظيم ولقد تكلم الوالد كما سمعت بكلام يثلج الصدور ومنع الناس أن يتحدثوا عن ثأر أو ماشابه ذلك في مقتل ولده، وهذا يدل على أن الناس وصلوا إلى قناعات معينة. اما الجانب العسكري والأمني وهو جانب مهم لا نستطيع أن نقدم شيء أو أن نفاوض دون هيبة الجيش والأمن وهم بدورهم قاموا بوضع الخطة اللازمة وهم ماضون في تنفيذ هذه الخطة وأنا على ثقة بذلك.

برأيك ما المصلحة التي يحققها المخربون؟

-الأصل أن يوجه السؤال لهم فهم أصحاب المصلحة أو الخسارة، لكني أرى أنهم يخسرون بكل المقاييس أرى انه لا يليق بهم كأشخاص أن يرتكبوا أعمال جنائية أرى انه لا يليق بهم أمام المحاكم وارى انه لا يليق بهم كتاريخ أرى أنهم كممارسة سياسية اليوم أو الغد وارى انهم يؤلبون الشعب إذا كان هذا الدافع له خلاف مع جهة معينة او فئة معينة أو شريحة معينة فهو يكسب عداوة الشعب اليمني بكامله، فليكف عن هذا وليمارس السياسة في ميدان السياسية وليمارس أي عمل حزبي في المجال الحزبي دون الرجوع لهذه الأعمال التخريبية التي ستفضحه لأنه يرشي ناس والناس المرتشين سيعملون ميزاناً بين الخسارة والفائدة وسيرون إنما يحصل عليه نوع من الربح ولكن الخسارة ستكون اكبر سيفقد ضميره ودينه وروحه وسمعته بين الناس، سيعمل مقارنة ولاشك انه في الأخير سيفضل الأصلح، انصح وأقدم رسالة من خلال هذه المقابلة إلى من يعمل بالخفاء والى من يعمل في العلن أن هذه الأعمال لا تؤول إلا الى الخسارة خسارة في السياسة في المال في الأرواح وسيكون مطالباً أمام الأمن و المحاكم في يوم من الأيام فهي تجمع الوثائق وستجمع الملفات عاجلا أم اجلا وسيجدها أمامه في المطار وسيجدها أمامه في الانتربول الدولي والمحكمة الدولية وسيجدها أمامه في المستشفى وفي الوظيفة إذا طلب وظيفة وسيجدها أمامه في النقاط العسكرية وسيجدها أمامه في الوزارة وسيجدها أمامه في العمل إذا أراد.

أقدم النصيحة ويقرؤونها قراءة متأنية ويفسروها تماماً ولا يحاكموا نيتي يأخذوا ما طاب من الكلام وإنما أنا أقدم النصيحة فان كنت صادقاً في النصح أتمنى أن تصل إلى قلوبهم وان كان غير ذلك فهم أخبر .

أعلنت وزارة الداخلية عن بعض أسماء المخربين ما الخطوات التي قمتم بها حيال تلك الأسماء ؟

-نحن في هذا الجانب جزء لا يتجزءا من العملية الأمنية عموماً والجهات الأمنية تقوم بدورها في كل مكان وهناك تواصل مع الجهات الأمنية والجهات الأمنية تفرز القضايا من خلال معرفتها بأولويات القضايا من خلال معرفتها بالأضرار، هناك أضرار بسيطة وأضرار جسيمة وهناك ملفات تجمع وستقدم الجهات الأمنية واعتقد انه سيتخذ فيها إجراءات قانونية كلها تحت طائلة القانون منها ما سيوجه إلى النيابة ومنها ما سيوجه لإلقاء القبض القهري على أشخاص معينين باعتقادي ومنها ما سينشر بالأسماء وأنا هنا اكرر النصيحة أن يتلافوا أنفسهم حتى نستطيع أن ننفعهم وإلى الآن مازلنا في وضع نستطيع أن ننفعهم نستطيع أن نحول بينهم وبين بعض القضايا وخاصة أصحاب الأعمال البسيطة التي لم ترق إلى الحد الجسيم إلى مستوى الضرر أما الذي وصل إلى مستوى الضرر والأمر الذي وصل إلى النيابة لا نستطيع أن نقف فيه إطلاقا لا سلطان على القضاء إطلاقا.

كيف وجدتم أوضاع محافظة مأرب عندما جئتم لقيادتها، وما هي احتياجاتها برأيكم؟

-الحقيقة لا يختلف الوضع عن غيرها بل يزيد بل إن الجانب التنموي في المحافظة متدني جداً إلى حد يستدعي العطف والتعاون وان كانت المحافظات الأخرى كذلك لكنها أرقى من محافظة مأرب إلا أن محافظة الجوف اشد منها. محافظة مأرب بحاجة إلى لفتة من القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني وهي مشكورة لم أتقدم بأي طلب لمصلحة المحافظة إلا وكانت الاستجابة ولك أن تتصور أن رئيس الجمهورية تقدمت إليه برسالة بطلب 20ميجا وات لتغطية المحافظة حتى يتم استكمال عمل المحطة التحويلية للمحطة الغازية فأجاب عليها في نفس الوقت في وقت غير وقت الدوام (بعد العصر) ، وما إن وصلت إلى رئيس الوزراء فوراً أجاب وكذلك إلى وزير الكهرباء الذي تحرك بنفسه هناك تجاوباً مع المحافظة.

 "لكن لا يرتقي وطن إلى أوج العلى مالم يكن بانوه من أبنائه"

 المجال الصحي بحاجة إلى إعادة نظر، ولا أحب أن ابخس الناس أشيائهم هناك شيء، لكن لا يرقي إلى مستوى محافظة مأرب المحافظة النفطية محافظة الزراعة والآثار والمعادن الأخرى، كان يفترض أن يكون الوضع أفضل من هذا.

المجال التنموي والمجال التربوي كل المجالات بحاجة إلى لفتة القيادة وكل أبناء المحافظة ونحن كلفنا لجنة برفع تقارير مفصلة عن ماهو متعثر وهذه التقارير تأتي مرة بعد أخرى ولكن لا يزال القصور موجوداً عند مدراء المديريات مع احترامي لهم قدموا تقارير لم تكن عند المستوى المطلوب والتفاعل لايزال اقل مما كنت أتصور ومدراء المكاتب رغم ما يقدمونه إلا انه لايزال مستوى اقل مما كنت اطمح إليه رغم أني قلت لهم واكرر أني أريد أن أنجح بالموجودين وليس في قاموسي تغيير فلان أوعلان من الناس بقدر ما أضع معايير للعمل معايير انطلق من خلالها في العمل وهي المقياس للبقاء أو ذهاب فلان من الناس أنا أتمنى أن انجح بالموجودين. المحافظة بحاجة إلى تنمية والتنمية حديث ذو شجون صحيح أننا لا نمتلك عصا سحرية ولا نستطيع بيوم وليلة أن نحقق ما نطمح إليه لكن الألف ميل يبدأ بخطوة إذا وضعنا الخطط السليمة، ومنذ وصولي ركزت على إدارة التخطيط لان التخطيط طريق إلى الوصول إلى الأهداف وان تكون خطط على أسس علمية والأعمال الارتجالية تؤدي إلى انتكاسة وبهذا نضع أنفسنا أمام مستقبل لا يليق بنا.

ينظر البعض إلى محافظة مأرب بأنها مكان للسلاح وقطع الطرق وتفجير أنابيب النفط وخطف السياح.. هل هذه هي الصورة الحقيقية لأبناء مأرب؟

-سأقول لك لا وألف رغم وجودها في آن واحد، لكن أبناء المحافظة يتمتعون بأخلاقيات كغيرهم من المحافظات الأخرى إلا أن أبناء مأرب كانوا يمتلكون فطرة سليمة وقد قلت واكرر أن مع أوائل التسعينيات في الفترة الانتقالية بدأت المماحكات السياسية وكل طرف فتش عن الأماكن التي يلوى الذراع فيها فكانت مأرب من أهم المناطق كونها محافظة نفطية ومنطقة أثرية يتوافد إليها الأجانب سواء في الشركات او من السياح فكانت ارض خصبة لأن يشوه كل طرف سياسي فيها الطرف الأخر من خلال الاختطافات وكذلك ما يحصل من تخريب في الاتجاهات الأخرى فتطورت المسألة وأخذت اتجاهين اتجاه ممنهج منظم وسار في هذه الطريق والآخر المماثلة رأى بعض الناس أن في هذا العمل تلبى مطالبه أو نزواته فسلك هذا المسلك . فلهذا السبب وجدت هذه الثغرة في أخلاقياتنا وقيمنا.

وسأعطيك رقم استحى أن أعطيك إياه والتخريب قائم 99% من ابناء المحافظة بل 99,9%كما تأتي في بعض الانتخابات أن أبناء مأرب يكرهون التخريب والتقطعات وما يحصل ولكن من العوامل التي حالت دون الضبط هو ضعف الجهات المسئولة عن القيام بدورها وليس ضعفاً بل التأخر ربما كان، على ما اذكر في بعض الحالات منظم وبتوجيه.

السبب الآخر أن أبناء مأرب والجوف يعانون من مشاكل الثأر التي تحول من اتخاذ أبناء القبيلة أي إجراء تجاه المخرب إلا بوجود الدولة حتى تكفيهم شر الثأر فوجود الدولة أساس وان الأمم لا تتحضر ولا ترقى ولا تحقق ما تصبوا إليه إلا من خلال دولها .

ما الذي ستفعلونه مستقبلاً لتمدين هذه المحافظة وتطويرها تنمويا وتعليميا وثقافيا؟

-الآن التركيز على الجانب الأمني إذا وجد الاستقرار سيأتي المعلم الناجح والتعليم الممتاز ستجد مبنى الجامعة الممتاز وتبنى المدرسة الممتازة، إذا وجد الاستقرار سترى المستثمر وستجد المدرسة الخاصة، إذا وجد الاستقرار ستجد كل شيء. لدينا خطط وطموح نقول بإذن الله أننا سنعمل شيء.

*ما حجم تعاون المواطنين معكم كقيادة سلطة محلية؟

-القبائل متعاونة تعاونا كبيرا وما طلبنا منهم إلا وابدوا تعاونا كبيرا، وقبائل جهم لم نزرهم إلا انهم ابدوا تعاونهم وكذلك أبناء الجدعان تعاونوا تعاونا كبيرا جداً بل سكبوا الدماء من اجل الاستقرار مالم يقدم غيرهم من قبائل المحافظة، كما قدموا بل وقفوا جنبا إلى جنب مع الجهات الأمنية في فرض الاستقرار لكن اسم اسمين جعلت اسم الجدعان وكأنهم مخربون.

الرسالة الأخيرة

إلى أبناء المحافظة ادعوهم إلى أن يقفوا وقفة رجل واحد أمام كل ما من شأنه تشويه سمعتهم وعرقلة تنمية محافظتهم وان يضعوا المماحكات القبلية والسياسية جانباً ولها مجالها وان يتجهوا نحو تنمية محافظتهم ومصالحهم .

رسالة أخرى إلى من يخرب ومن يدعم أقول للصغير الذي يخرب ولا يدرك أبعادها إن من يدفع به سيتركه في يوم من الأيام وسيضحي به وسيقول فلان وسيتنصل عنه كما يتنصل الشيطان من الإنسان يوم القيامة. رسالتي إلى من يدعم عليه أن يتذكر ماضيه وان ينظر إلى مستقبله وان لا يضع أمام نفسه ألغام يجدها أمامه في المحاكم وفي الدول وفي الطرقات وأين ما ذهب إن كان له مال داخل أو خارج يستفيد منه، إذا لديه امن واستقرار يستفيد منه وإذا لديه ما يطمئنه ويؤمنه بشكل أو بأخر يستفيد منه وأن لا يضع أمام نفسه ما يضعه أمام طائلة المحاكمة.

أنا على سبيل المثال إن كان لي ماضي وأعفيت عن الماضي فعليّ أن انتبه لما بعد، وكل شيء مرصود ومحسوب ومن اشتريته سيشتريه غيرك بأكثر ويعطي الحقيقة. وربما يكون يوم تحت طائلة المحاكمة ويقول أعفوني وسأقول لكم من دفعني، وأنا أقدم الرسالة للجميع دون تسميات وكل واحد يحاكم نفسه ونحن لا نحاكم النوايا بل على الظاهر وندعوا الجميع إلى أن يكفوا عن تخريب وطنهم ويستحوا على أنفسهم ودينهم وتاريخهم وضمائرهم فالإنسان لا يفقد عقله ويتصرف تصرفات مخالفة تنال منه في لحظة من اللحظات، هذه نصيحتي لكل هؤلاء.

رسالتي للحكومة أقول لقد أهملت هذه المحافظة فترة طويلة وارجوا منها أن تنظر للمحافظة بعين الاعتبار وان تعطيها ما يجب أن تعطيها من الجهد والاهتمام وان لا تلتفت لمطلب شخصي لا لمحافظ ولا لشيخ ولا لكبير ولا صغير وان تضع جل اهتمامها في ما يخدم هذه المحافظة وإذا كانت المحافظة تخلفت لفترة من الزمن فلتحسب هذه الفترة ويحسب مقدار التخلف ولنعطى نصيبنا فنحن إخوة متساوون في الحقوق والواجبات هذا أملي وشكري للجميع.

ورسالتي لعامة الشعب أن لا يظنوا أن المسؤولية مسؤولية أبناء محافظة مأرب فهناك تخريب كبير وعلى مستوى عالي تخريب يطال الشعب اليمني والمقصود به الشعب، ربما من اجل إثبات أن المرحلة الانتقالية لا تستطيع أن تعمل شيء أو أن فلان من الناس لا يستطيع يعمل شيء سواء وزير أو رئيس أو الحكومة أو محافظ لا يستطيع أن يعمل شيء بدوني، اطلب من الشعب اليمني أن يعي هذه القضية وان يستوعبها تماماً نحن مسرح وسنحارب العنصر التخريبي في محافظتنا ولكننا بحاجة الى تعاون الجميع فالعملية مشتركة لابد من تعاون بيننا كأبناء محافظة سواء في السلطة المحلية وأبناء المحافظة من جانب والجهات المعنية في الدولة من جانب آخر.

رسالتي إلى الإعلام الذي يستطيع أن يصنع القرارات الناجحة ويستطيع أن يلمع جهة ويشوه جهة؛ أولا ادعوهم إلى الحيادية والمهنية وهم يدركون تلك الكلمات لأنهم درسوها وفهموها، وان يأخذوا الأمور من أماكنها وعلى حقائقها وان لا يغتروا ببعض اللافتات التي تستهدف محافظات معينة ومنها مأرب ويطرح فيها كلام غير لائق وغير واقعي أيضا.

اطلب من الإعلاميين أن يحملوا مسؤولياتهم في هذا الاتجاه وان يتحروا الحقيقة بل وادعوهم إلى زيارة هذه المحافظة وأنا على أتم الاستعداد في أن أهيئ لهم الفرصة المناسبة بأمن وأمان بإذن الله لزيارة أي منطقة يريدون في المحافظة ليروا بأم أعينهم ويروا الحقائق ويسمعوا من الناس ويتركوا الحديث الفوقي وان يسمعوا من الناس وينزلوا في أعماق الناس ليروا الحقائق ولينقلوا الصورة الفعلية لهؤلاء المواطنين ليروا من الفاعل الحقيقي واعتقد لو نزلوا نزولا ميدانيا صادقا سيقتنعوا بكثير من الأشياء لا يكتفوا بالمحافظ ولا الجهات الرسمية ولا الجهات الحزبية ولكن ينزلوا إلى عامة الناس أهل الفطرة السليمة الصادقين ويسمعونهم .

اعلاميون عملوا في فترة من الفترات وفق لتوجه سياسي معين ليعلقوا الشماعة على هذه المحافظة بأنها محافظة محور الشر وأنها .......، متناسين الخير في هذه المحافظة والعطاء متناسين أن فيها إخوة لهم متناسين أن فيها من يحمل قيما متناسين أن فيها من يحمل الوطنية بمفهومها الشامل، بقدر ما ألومهم أقول لهم عليهم أن يتحروا الحقائق.

أخيرا أتقدم بالشكر الجزيل للجميع كما هي للرائع والمبدع المناضل علي الغليسي رئيس التحرير واسأل من الله أن يعجل في شفاه وان يعيده إلينا سالماً وأتمنى أن تصل إليه هذه الرسالة وتدون كلفتة في سطور المقابلة وشكراً للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*الصحوة نت


في الأربعاء 11 يوليو-تموز 2012 12:17:09 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=16445