شوقي هائل وتجار الفتن
محمد الحذيفي
محمد الحذيفي

منذ أن عين شوقي هائل محافظا لتعز والناس يأملون فيه خيرا كثيرا بان يفعل لتعز شيئا , وبالفعل هو الأقدر على ذلك إذا ما أحسن التعامل مع الجميع , وفي مقدمتهم شباب الثورة من كل الأطياف والأحزاب , وإذا ما أحسن التعامل مع أحزاب المشترك واعتبرها شريكة فاعلة في صنع القرار بالمحافظة , وفي صنع التحولات والتغييرات , وإذا ما أحسن التعامل مع كل الوجاهات والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة , والتي لها تأثير كبير على في الأوساط الاجتماعية والشعبية حتى وإن كانت سيئة , إذ لا ضير في ذلك وليس عيبا في حق اللقاء المشترك عندما يطالب بالتقاسم فذلك من حقه , وإنما العيب في الذين يعيبون ذلك المطلب حتى وإن كان شوقي نفسه , فكيف نقبل بأناس لفظهم الشعب وخرج بثورة عارمة ضدهم ولهم عشرا ت السنين على رأس المكاتب الحكومية , ولا نقبل بأشخاص من اللقاء المشترك لإدارة تلك المكاتب هذا أولا , أما ثانيا فلأننا بفترة انتقالية قائمة على أساس المبادرة الخليجية التي اعتمدت مبدأ التقاسم لإدارة هذه المرحلة وأشركت جميع القوى في صناعة التغيير بما فيهم المؤتمر الشعبي العام الحاكم والذي لا يزال حاكما حتى اللحظة وواهما من يقول بأن أحزاب المشترك شريكة في الحكم , فالذي لايزال يمسك يكل مفاصل الدولة هم أعضاء المؤتمر الشعبي العام بإدارة النواحي ومختلف المدارس والمكاتب الحكومية وأتحدى شخصا يعطيني مسئولا واحدا في تعز من أحزاب المشترك , أو حتى من الكفاءات في المؤتمر الشعبي العام الذين يحضون باحترام الجميع , فلا تم التغيير بالكفاءات المؤتمرية التي يريدها الناس , ولا تم التغيير بكفاءات من أحزاب المشترك.

إن من الملاحظ اليوم أن من كانوا يستميتون في الدفاع عن المخلوع على صالح ومن باعوا اليسار بقليل من الدولارات , وأصبحوا يطعنون في أحزاب المشترك وعلى رأسهم الإصلاح وكأنه نكرة رغم أنه الشريك الأكبر في الثورة باعتراف قادة في أحزاب المشترك أنفسهم في العديد من المقابلات الصحفية في الصحف المحلية والقنوات الخارجية تجمعوا اليوم وأصبحوا يستميتون في الدفاع عن شوقي هائل وكأنه معصوم من الأخطاء ومحرم انتقاده , ويحاولون إيجاد شرخ كبير بينه وبين أحزاب المشترك في تعز ولنكن أكثر وضوحا بينه وبين حزب الإصلاح , وهم بهذا لا يحبون شوقي , ولكنهم سيئون إليه عندما يصوروه بأنه ملهم تعز , ومنقذها , وحامل راية التنمية , وبغيره لا يمكن لتعز أن ترى التنمية , أو التقدم , وهنا لنا أن نسأل هؤلاء هل شوقي هائل سيدفع لتنمية تعز من حسابه الخاص أم من موارد الدولة؟ هل شوقي سيعمل لتعز بدون مقابل أم براتب مثله مثل أي موظف؟ وهل تنمية تعز حق واجب عليه أم تفضلا منه؟.

إن على الجميع الابتعاد عن تقديس الأشخاص فما أوصل اليمن إلى مرحلة الانهيار , والفقر , والتخلف إلا تقديس الأشخاص , والدفاع المبالغ فيه , نحن سننقد شوقي هائل إذا ما أخطأ , وسندافع عنه إذا ما أصاب , والناس اليوم لم يعودوا أناس الأمس , الناس تغيروا وأصبحوا يدركون الحقائق ويؤمنون بالملموس والمحسوس ويفرقون بين التنظير والفلسفة , وبين الترجمة العملية على أرض الواقع , يجب أن لا نخدع شوقي هائل بأنه , وبأنه , وبأنه لأن الناس تقول أن لا شيء تحقق على ارض الوقع , إذا سألت أبسط مواطن سيقول لك أين الأمن؟ أين الماء؟ لا يأتي إلى الحارات إلى على ثلاثة إلى أربعة أشهر بينما باستطاعة المحافظ إجبار مؤسسة المياه والصرف الصحي توزيع الماء على الأحياء والحارات كل عشرين يوم ليوم واحد بضغط عالي يملئ خزاناتهم , وسيقول لك ماذا فعل لطفح المجاري والبلاليع في كل حي , وشارع من شوارع المدينة , إذا سألت مريضا في إحدى المستشفيات الحكومية سيرد عليك لم يفعل شيئا معاملة سيئة من قبل الممرضين والدكاترة والعلاجات كلها من الخارج وضع مزري في كل مرافق الحياة في تعز وكلنا نعاني من ذلك , وأصبحت هناك قناعة عند الغالبية العظمي من الناس بان كل ذلك مفتعل للترحم على الرئيس المخلوع , ومن سيتحمل ذلك إن لم يتحمله المسئول الأول بالمحافظة.

إن هناك قوى لا تحب إلا العيش على النفاق والمجاملة , واستغلال الأوضاع للنيل من الخصوم السياسيين حتى وإن كانوا على صواب , وهي دائما لا تعمل إلا على الهدم , وشق الصف , واختلاق الفتن , وإشعال الحروب لأغراض شخصية بحته , ومصالح مادية , وهذه القوى هي القوى التي يطلق عليها تجار الفتن والحروب , والطابور الخامس , وأن على محافظ تعز شوقي هائل إذا أراد أن ينجح في عمله أن يبعد عنه هذه القوى , وأن لا يستمع إليها فهي من ستقوده إلى الفشل , وليدرك الجميع , أنه ليس بمقدور شوقي قيادة المحافظة بمفرده , وليس بمقدور أحزاب المشترك قيادتها بمفردها , وليس بمقدور المؤتمر قيادتها بمفرده , إن الجميع بحاجة إلى شراكة فاعلة وتعاون فعال من أجل الخروج بهذه المحافظة من هذه الحالة التي هي فيها.


في السبت 03 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 03:22:11 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=17863