|
القضية الجنوبية من أهم القضايا الوطنية العالقة والشائكة منذ زمن كما أنها من أهم القضايا المطروحة على أجندة الحوار الوطني بل أنها المقياس الفعلي والحقيقي لمدى نجاح الحوار الوطني من فشله حيث سيمثل انتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية نجاحا للحوار الوطني وبالتالي انتصارا للوحدة وللأمن والاستقرار وللتنمية ذلك أن الأمن والاستقرار والتنمية بجميع جوانبها مرتبطة ارتباطا وثيقا ومباشرا بمدى الاهتمام بالقضية الجنوبية وحلها حلا منصفا وعادلا بعيدا عن فرض حلول غير مجدية البتة من قبل أطراف حزبية وقبلية قد تكون هي الأطراف نفسها التي عبثت ونهبت واستولت على أراضي وممتلكات الجنوبيين.
فهل يدرك الحوار الوطني والقائمين عليه أهمية القضية الجنوبية والتبعات والآثار والانعكاسات التي ستترتب إذا ما حاول البعض الالتواء على القضية الجنوبية وعدم حلها حلا منصفا وعادلا يعيد للعدل كلمته ويعيد جميع الحقوق المسلوبة والمنهوبة إلى أهلها وأصحابها ويعيد من تم إقصائهم إلى أعمالهم ووظائفهم فهل سوف ينظر الحوار الوطني بمسئولية كاملة للقضية الجنوبية؟ وهل سوف يبحث الحوار الوطني عن المسببات والتداعيات الحقيقية والواقعية التي أدت إلى وجود القضية الجنوبية ؟ وهل سوف يتم تحليل وتوصيف القضية الجنوبية تحليلا وتوصيفا واقعي وحقيقي وبعيدا عن خلط الأوراق ؟
الجميع يدرك عدالة القضية الجنوبية ويدرك حقيقة ان هناك قضية جنوبية بالفعل والجميع يدرك أيضا ان القضية الجنوبية لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت نتيجة تراكمات لتصرفات خاطئة تمت ممارستها من قبل النظام السابق ما أدى الى تهميش عدد كبير من أبناء الجنوب و نهب أراضي شاسعة في عدد من المحافظات الجنوبية وما تقرير باصره وهلال الشهير ببعيد عنا أضف إلى ذلك ان تلك الممارسات الخاطئة من قبل النظام السابق ترتب عليها الاستيلاء على ثروات وممتلكات خاصة وعامة حتى وصل النهب إلى حد لا يطاق إذ وصل إلى مستوى نهب الآبار النفطية وتقسيمها بين عدد من النافذين والفاسدين في النظام السابق ومازال عدد من هؤلاء محتفظ بحصته ونصيبه من تلك الآبار النفطية حتى اليوم وهذا هو ماجعلنا نؤمن بان هناك قضية جنوبية عادلة بالفعل بحاجة إلى حل عادلا ومرضي ومنصف وهذا يجعل أمام الرئيس والحكومة الحالية واجب أخلاقي وإنساني قبل ان يكون قانوني ودستوري في حل هذه القضية والانتصار لها ومن هنا فان القضية الجنوبية تشكل أهمية بالغة كما ان لها تبعات وأثار على الأمن والاستقرار والتنمية ذلك ان تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في البلد مرهون بالدرجة الأولى بانتصار القضية الجنوبية.
أنا واحد من أبناء الشعب اليمني من إحدى المحافظات الشمالية ومن محافظة اب تحديدا لكني أقف وبقوه مع القضية الجنوبية وأمرها يهمنا جميعا ولا يهم الجنوبيين دون غيرهم او يهم محافظة دون الأخرى ان القضية الجنوبية قضية جميع أبناء الشعب اليمني قاطبة من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه والانتصار للقضية الجنوبية هو انتصارا لليمن واليمنيين جميعا ذلك أن هذا الانتصار سوف يكون له أثار وتبعات هامة على الأمن والاستقرار والتنمية في البلد وهو ما سينعكس إيجابا على تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطن اليمني .
فهل تعي لجنة الحوار والمتحاورين والقائمين على الحوار الوطني الأهمية البالغة للقضية الجنوبية وأهمية الانتصار لها ؟وهل يعي هؤلاء التبعات والآثار والانعكاسات السلبية الخطيرة التي ستنعكس سلبا على الوطن والمواطن في حال عدم الانتصار للقضية الجنوبية ؟ وهل سيدرك هؤلاء ان الانتصار للقضية الجنوبية هو انتصارا للوطن ووحدته وأمنه واستقراره وتنميته ؟ فهل سيدرك هؤلاء أهمية انتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية ؟ ..... أتمنى ذلك.
في الإثنين 10 ديسمبر-كانون الأول 2012 04:15:39 م