|
ما بهم هكذا ومالذي جمعهم ؟ وما سر هذه الانطلاقة بداخلهم ؟ هل كانت الأوساخ في الأمانة ؟ أم انه أمر جلل ؟
كانت رائعة بكل معاني الكلمة ، ومؤشر صحي لعافية المجتمع ، ومقياس لطاقات مخزونة وحيويات أخرى تُطل ، وتحشيد مختلف هذه المرة باتجاه التنمية والبناء والتكامل النوعي ومكافحة كل الآفات والقوارض.
خرج الناس في أمانة العاصمة لتنظيفها من الأوساخ والمخلفات التقليدية خروجا مختلفا وغير مسبوق ولا يشبه العادي المعتاد .
كانت نفرة الروح فيها تسبق الجسد ، وكأنما القوم في معركة ، الإصرار والتحدي عنفوان ، والناس أفواجا أفواجا
جاءوا من أبواب متفرقة يستبقون ، وقد تساوى الكبير والصغير ، والمحافظ والغفير ، والضابط والجندي ، والطالب خلف أستاذه ، والأسرة خلف من يعول .
ليست تظاهرة أو فعالية أو شيء من هذا القبيل . بل كانت معركة حقيقية تجاه أكثر من عدو مسرحها الأرض والروح وتستهدف الأوساخ من كل نوع ، والعوائق ومخلفات الجسد والعقل والروح والمعتقدات والتقاليد البالية .
حالة نفسية مركبة للعقل الجمعي يُسمونها الشعور بالذنب والإسقاط وجدت نفسها فجأة تمشي وتتجسم على الأرض ، فإذا بالشيخ والشيخة ، والكبير والصغير ، والافندم بكل بدلته ورتبته وعامل النظافة ، والدكتور والمهندس ، وكلهم أطياف المجتمع اليمني الحزبي والمستقل ، والموالي والمعارض يهوون بالمغارف والمكانس في الحارات والشوارع بتحد وقوة كأنما يضربون ويمسحون كل العوائق الأوساخ العالقة على الأرض والروح ويقولون بلسان الفعل والحال سننتصر وسنتجاوز بهمتنا وسواعدنا وتفكيرنا كل العوائق والتحديات .
ليست العبرة من هذه الحملة الوطنية الرائعة كم الأوساخ والقمامات التي انتهت منها أمانة العاصمة ، فهذه ستعود غدا بمثلها ومثليها ، إنما ما أوصلته الحملة الوطنية للعقل الجمعي والروح من دروس وقيم ترتقي بنا وتدفعنا نحو موقف موجد تجاه القضايا المصيرية للمجتمع بنفس الإصرار والتحدي الذي شاهدناه وأدهشنا.
لا نريدها بيضة الديك ، بل وعلى غرار ذلك فانحو ياكريم ..
نريدها غدا " الحملة الوطنية لمكافحة الغش في الامتحانات " فهذه ليس بمقدور جهة ما مهما كانت عمامتها أن تكافحها ما لم تكن هناك حملة وطنية شاملة وضمير عام وتحشيد لكل الطاقات والممكنات .
وحملة وطنية أخرى ضد التقطع والتخريب والاعتداءات على الخدمات والموارد العامة .
وحملة وطنية شاملة لتنظيف اليمن من الرشوة التي وصفت أنها في اليمن ثقافة .
وحملات وطنية تستمر ولا تقف لتنظيف اليمن من مختلف الآفات والأوساخ المختلفة
لـ مأرب برس الصحيفة :
أبدى البعض دهشته إزاء هذه الوثبة المتميزة والغير متوقعة لمأرب برس مقارنة بما هو عليه من إمكانات محدودة وموارد بشرية ناشئة نبتت في الصحراء وتفتقد إلى ميزة أنها "مخضرمة " .
أما العبدلله وقد صحبت مأرب برس قارئا ومتابعا منذ التأتأة وحتى الفتوة فقد رأيتها متأخرة وأقل بكثير عن مستوى همة وإبداع صاحبيها والكادر المصاحب ، لكن العذر مقبول ، فمن حجزهم هو من حبس اليمن عنوة عن الانطلاقة ، وإني لأرجو أن نشاهد غدا فضائية مأرب كحلقة أخرى لهذه المؤسسة او المجموعة الإعلامية الرائدة .
أحب مأرب برس كلها وأرجو لها الخير وأن تبقى وبإصرار على حدود رسالتها وصدقها تجاه القارئ وحب القارئ لها
أما إن تسلل الوهن إليها وأصيبت بما أصيب به غيرها فإنها ساعتها ستسقط من قلوبنا كما سقطوا ، ولا أخالها الاّ مستمرة في تجرد وثبات على وحي من صفاء الابتداء .
في الخميس 13 ديسمبر-كانون الأول 2012 10:07:56 م