باجمال واعظ .. "بدعة" أم "سنة" ؟

توالى على رئاسة الوزارة في الجمهورية اليمنية منذ قيامها سبعة أشخاص، وكان ( الرفيقالسابق) عبد القادر باجمال وما زال ولا يستبعد أن يظل في المستقبل أسوأ رئيس وزراء عرفته اليمن من بين السبعة السابقين وربما من بين اللاحقين أيضا. ومع انه من النادر أن يجمع اليمنيون على أمر سياسي الإ أن الكل تقريبا (في السلطة والمعارضة) مجمع على أن باجمال هو أسوء رئيس وزراء عرفته اليمن. ومن بين ثمان حكومات شكلت حتى الآن فان حكومات باجمال هي بالتأكيد الأكثر فشلا.وتوالى على الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام العديد من الأشخاص الإ أن باجمال هو بالتأكيد أسوء أمين عام عرفه المؤتمر الشعبي العام منذ إنشائه في عام 1982. ولا يحتاج الإنسان للتوصل إلى النتائج السابقة أن يوظف أي منهج في البحث العلمي أو أن يطلب من أي مركز بحثي القيام بأي استطلاع فعندما يتعلق الأمر بباجمال فان قلب المؤمن دليله. ولا يحتاج المواطن اليمني المسكين إلى درس في السياسة ليقول لك وبكل ثقة أن اكبر منجزات باجمال هي الفساد والفوضى والثرثرة. 

صانع المعجزات

بلغ جنون العظمة بعبد القادر باجمال الذي يعتبر صاحب الرقم السياسي في البقاء على كرسي رئاسة الوزارة انه لم يكتف فقط بانتحال صفة دكتور في برنامج تلفزيوني بعد أن انتحلها لمدة عامين في جامعة عدن بل ذهب في الكثير من مقابلاته إلى الإيحاء بأنه صانع معجزات ومنجزات وعلى طريقة فرعون في قوله "انا ربكم الأعلى." ففي لقاء مع صحيفة البيان الأمارتية قال له محمد الغباري "يطرح الآن أن رفع اليمن شعار الاتجاه شرقا خصوصا بعد الزيارة الأخيرة للرئيس صالح إلى الصين تعبير عن غضب من الولايات المتحدة أو نكاية بها ما دقة هذا الكلام ؟" أجاب صانع المعجزات "هذا الشعار أنا أطلقته بعد الحادي عشر من سبتمبر، وأطلقته عندما أصبحت المطارات الأوروبية تطالبنا بمبالغ مالية وتعويضات كثيرة، فقلت لرئيس شركة الخطوط الجوية اليمنية اتجه شرقا، وهذا عوضنا عن خسائرنا في الاتجاه الآخر.. وأن نتجه شرقا ليس في السياسة، لابد أن يكون واضحا أن الاتجاه شرقا هو للتنمية، لأننا أصلا لسنا موغلين في الغرب." وكأن هذه الهرطقة الخالية من أي معنى ليست كافية فعندما سأله الغباري عن تفسير للتحول الخليجي نحو اليمن قال باجمال "نحن أيضا عملنا خطوات جادة، فقد انضبطنا في المؤسسات الخليجية الأربع التي انضممنا إليها." ويعرف خريج الإدارة ودكتور الاقتصاد والدخيل على السياسة وحده معنى قوله "انضبطنا."

وبلغ الغرور (أو لنقل الجهل والدجل والشعوذة بباجمال) انه قال في مقابلة مع صحيفة 26 سبتمبر نشرت في ال22 من مايو الماضي "أنا أوجدت نظرية جديدة سميتها نسف الأسقف" ولو قال نسف البلاد لكان قوله أكثر مصداقية. وفي موضع آخر من نفس المقابلة يسأله الصحفي عن الجدل الدائر حول المنطقة الحرة في مجلس النواب فيرد باجمال، وفي استخفاف تام بدستور الجمهورية اليمنية وبمجلس النواب، "فكرة الذهاب إلى مجلس النواب كانت فكرة خاطئة." وفي موضع آخر يقول باجمال "أنا صنعت المنطقة الحرة بكل تفاصيلها وبكل ذرة فيها." فهل هذا هو السبب الذي جعل باجمال يعطي المنطقة الحرة لأحد أصدقائه كهبة؟ ثم ما حكاية "كل ذرة فيها"؟ الا يتحفنا دولة رئيس وزراء الجمهورية اليمنية بتفسير لهذا التخريف؟ 

الصعود العجيب

مهما بلغت الذاكرة اليمنية من الضعف فانه من الصعب على الجيل الحالي والأجيال القادمة نسيان رئيس وزراء اسمه "باجمال" ولكل من اسمه نصيب. فهو بحق الأمين العام الوحيد للمؤتمر الشعبي العام الذي صعد لأن كل المؤتمرين تقريبا عارضوا توليه للأمانة العامة...عارضوها بالتعيين وعارضوها بالديمقراطية. ولولا أن الرئيس هو الذي فرضه عليهم لهربوا من الأمين العام الجديد نحو البحر قائلين لأنفسهم "باجمال من أمامنا والبحر من خلفنا ولكن البحر أهون." وقد أشيع حينها أن السمك فر من شواطئ عدن إلى المغرب العربي عندما عرف أن باجمال قد أصبح أمينا عاما للمؤتمر الشعبي العام.ولم يقصر باجمال منذ توليه الأمانة العامة للمؤتمر. فكما مزق اقتصاد البلاد بنظرية نسف الأسقف والجيوب سيمزق المؤتمر وسيحول الحصان عن قريب إلى حمل وديع.وإذا كان هدف الرئيس من تصعيد باجمال إلى منصب الأمين العام ومن الإبقاء عليه في رئاسة الوزارة هو إقناع المؤتمرين واليمنيين بأنه (أي الرئيس) أحسن من غيره، وان تركه للسلطة يعني الطوفان، فقد نجح الرئيس في ذلك أيما نجاح فباجمال هو بحق "طوفان من الغرور والغباء السياسي" يكفي لإغراق الجزيرة العربية كلها وليس اليمن فقط. 

ولا يتوقف الأمر عند كون باجمال رئيس الوزراء الوحيد الذي حاول وفي سخرية تامة في يوليو من العام الماضي إقناع الشعب اليمني بان رفع أسعار المشتقات النفطية هو قرار اتخذ لصالحه. بل تتعدد الجمليات. آخر الشطحات الجملية تمثلت في مقابلة مع صحيفة الراية القطرية خرج فيها باجمال الذي صعد إلى الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام بانقلاب غير عادي، بنصائح للمعارضة تتعلق بتعميق الديمقراطية في اليمن حيث قال الرجل العبقري ردا على سؤال حول قدرة المعارضة على منافسة الرئيس "في نظري متطلبات المنافسة الحقيقة في نظام تعددي تقول انه يفترض بالمعارضة بل ينبغي أن تشارك كل قياداتها السياسية سواء كانت رؤساء أحزاب أو أمناء عموم في الترشح لإظهار الجدية تجاه تأكيد وتأصيل فكرة النظام السياسي التعددي الذي هو في حد ذاته منظومة متكاملة بين السلطة والمعارضة ويجب أن تتكون صورة هذه المنظومة بين السلطة والمعارضة لدى الطرف الآخر أي لدى المعارضة فما قيمة هذه المعارضة إذا كانت ستؤجر واحدا ترشحه لينافس الرئيس علي عبدالله صالح؟ هذا معناه عدم الجدية ومعناه أنهم يقدمون أنفسهم مجرد ظاهرة صوتية أو دعائية لا اقل ولا أكثر وانأ أدعو أمناء الأحزاب والرؤساء لان يرشحوا أنفسهم للرئاسة." 

ومهما كان حال أحزاب المعارضة في اليمن فإنها بالتأكيد في وضع أفضل من أمين عام الحزب الحاكم. ومع انه من غير المحتمل أن يفوز احد أمناء عموم الأحزاب بالرئاسة في حال ترشحه الإ أن حظهم سيكون أفضل من حظ أمين عام احد الأحزاب الكبيرة الذي تم فرضه على أعضاء حزبه بقرار فوقي. يقول باجمال في الجزء الثاني من نظريته "من يرشح نفسه كرئيس حزب وكأمين عام في داخل حزبه وفي قاعدته معناه انه يستطيع ان يقدم نفسه على المستوى الشعبي كمرشح لرئاسة الجمهورية فأنا لا أتصور حزبا من الاحزاب يسعى وينافس ويريد سلطة دون ان يشترك في عملية المنافسة الا إذا كان غرضه الامساك بالسلطة بطريقة او بأخرى عن طريق الصفقة وهذا بتقديري افتراء على الديمقراطية وتجاوز لكل وقائع الديمقراطية ولآلية عملها التي هي الانتخابات. ومع أن كلام رئيس الوزراء هو من قبيل "الشعوذة" الإ انه لو افترضنا جدلا ان كلامه صحيحا افليس عيبا عليه وهو رئيس وزراء أن ينهى الآخرون عن سلوك يعتبر هو أستاذا فيه. فما هو التنافس الذي خاضه باجمال في حياته والذي انتهى به إلى موقعه كرئيس وزراء؟ وهل نسي باجمال كيف صعد إلى الأمانة العامة للمؤتمر؟ من حق باجمال على نفسه أن لا يرمي الآخرين بالحجارة ما دام بيته من زجاج وذلك حتى لا يصبح مهزلة اليمن في القرن الواحد والعشرين.

وباجمال الذي يريد أن يستورد القضاة وأساتذة الجامعات ومكافحي الفساد والخطباء والمدرسين وعلى أمل أن يبني لنفسه قاعدة سياسية من طراز "صنع في الخارج" أجاب عندما سأل حول الشرط الدستوري الذي يقف حائلا بين المعارضة وبين إنزال مرشح عن كل حزب فيها قائلا  "نحن سنعطي الاصوات لأي مرشح للرئاسة أن كان جديا أو غير جدي فليست لدينا اي مشكلة ولكني أتصور أن أمناء ورؤساء الأحزاب مرشحون جديون طالما أنهم يتسلمون هذه المهمة ويحتلون هذه المواقع فلا توجد رغبة أكثر من ذلك أقولها كأمين عام للمؤتمر الشعبي العام وهي أن يتفضل الـ 22 حزبا وينافسوا الرئيس صالح على الرئاسة برجالاتهم الجادة لا أن يستأجروا واحدا أو ينتخبوا أي احد من اجل خلق فرصة للحديث اللامسؤول تجاه القضية السياسية التعددية فقط." فهل يوجد في العالم أسخف من هذا الكلام؟ ويحتار الإنسان مرة أخرى وهو يقرأ أجوبة باجمال. فهل يريد باجمال مثلا أن يعلن ترشيح نفسه للرئاسة بطريقة مبطنة ومن خلال حديثه عن ضرورة ترشيح كل أمين عام لحزب حتى لو كان ذلك الأمين العام قد صعد بانقلاب؟ ثم وبمناسبة حرص باجمال على استيراد كل شي ..قضاة خواجة...مسوقين لليمن خواجة...أساتذة جامعات...أطباء...مدرسين..أليس من الأسهل لليمن استيراد رئيس وزراء واحد بدلا من استيراد كل هؤلاء؟ فعلة اليمن كما هو واضح هي في رئيس وزرائه وليس في أي شخص آخر. 

باجمال "يعظ"

يمتاز باجمال عن سابقيه وربما عن لاحقيه أيضا انه يعتقد انه يفهم في كل شي من الشعر إلى الشعير ومن السياسة إلى الطباخة ومن الجاموس إلى الحمير. فعندما سأله الصحفي "هل تعتبرون اما فخامة الرئيس صالح واما الفوضى؟" أجاب بسرعة "لماذا الفوضى؟ هذا كلام بعض المشعوذين السياسيين الذين يسمون أنفسهم مفكرين احدهم كتب وقال الاتفاق أو الحرب لماذا الاتفاق أو الحرب؟ اليمن أديرت بحكمة آلاف السنين ومن يقل هذا الكلام هو شخص ليس لديه خبرة على الإطلاق وليس له دراية بأوضاع اليمن بأي حال من الأحوال." ومرة أخرى يضع رئيس الوزراء نفسه في موقف صعب. فمن هو المشعوذ بالفعل؟

من الصعب على الإنسان أن يفهم كلمات أسوء رئيس وزراء عرفته اليمن وخصوصا مسألة "الحكمة" التي يتحدث عنها. أتراه يتحدث عن الحكمة التي مكنته من تدبير انقلاب ضد الديمقراطية صعد بواسطته إلى الأمانة العامة للمؤتمر؟ أم تراه يتحدث عن مشروع الفدرالية الذي من الواضح انه احد مهندسيه؟ أم تراه يتحدث عن الحكمة التي مكنته من نسف قواعد الحكم في اليمن وجعلت النظام يهتز مثل "سبولة" على مهب الريح؟ ثم لماذا لا يبين رئيس الوزراء للقارئ أين ذهبت الحكمة التي حكمت بها اليمن آلاف السنين بين عامي 1962 و1970 وفي عام 1972 ثم ي عام 1979 ثم في عام 1986 وفي عام 1994 وأخيرا في عام 2004؟ إذا كان لا بد من الحديث عن الشعوذة والمشعوذين فان اكبر مشعوذ عرفته اليمن في تاريخها الحديث هو عبد القادر باجمال لا غيره! 

ورئيس الوزراء الذي يعتبر القائلين بالوفاق أو الفوضى مشعوذين والذي يدعي أحزاب المعارضة والشعب اليمني للمنافسة في الانتخابات ويعلن انه سيزكي أي مرشح "جدي أو غير جدي" كما لو كان هو المؤتمر والمؤتمر هو لا ينسى أيضا أن يقول، وفي تجل غريب، "هناك قاعدة أخذتها من الإصلاحيين أنفسهم تقول ما كان بدعة اليوم سيكون سنة غدا." والسؤال هو: هل يعني هذا أن بدعة الانقلاب الجملي ستتحول إلى "سنة" غدا؟ أم أن حكمته تلك تنطبق فقط على خصومه السياسيين؟

راعي البقر

كان كاتب هذه السطور قد كتب قبل فترة متسائلا عن سر احتفاظ الرئيس بكل هذا الفشل الذي يحمله رئيس وزرائه. وتلقي مقابلة باجمال مع الراية القطرية الضوء على جانب كان مبهما ويثير الكثير من التساؤلات.  فعندما سأل باجمال عن سر التمسك الأمريكي بالرئيس صالح أجاب بقوله "أميركا دولة كبرى ولديها مصالح في المنطقة وتضررت من أحداث سبتمبر وهناك أوضاع جديدة بعد سبتمبر وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة متفردة في القرار السياسي العالمي وأصبحت الدولة العظمى الوحيدة وهذه المسألة لابد أن يكون لها وزنها المختلف، كنا في اليمن حذرين في فترة من الفترات من التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية وهذا الحذر زال عندما أصبح لدينا قاسم مشترك وهو مكافحة الإرهاب ولا تنسي أن يواس كول ضربت في عدن وهذا وحده يخلق قاسما مشتركا بيننا لأن أمننا وامن أميركا تعرض في آن واحد على أرضنا وبالتالي هذا أكبر مدعاة للتعاون الأمني بيننا وبين الولايات المتحدة الأميركية دون أن نخسر ودون أن نفقد شرفنا وقرارنا المستقل."

حديث باجمال الحميم والمفتون بأمريكا يثير الكثير من الأسئلة. ولعل السؤال الأهم هو: هل فرض الأمريكيون مثلا بشكل مباشر أو من خلال البنك الدولي باجمال على الرئيس صالح وبسلطات أوسع مقابل دعمه في الانتخابات القادمة والتوقف عن الحديث عن الديمقراطية؟ ثم لمن يعمل باجمال ومع من؟ هل هو رئيس وزراء أمريكا أم رئيس وزراء اليمن؟ وهل يعبر كلامه هذا عن وجهة نظر رئيس الجمهورية الذي عينه أم عن وجهة نظره الشخصية؟ ولماذا هذا التهالك المهين لكل يمني؟ ك ل شي ممكن. فقد قضى باجمال معظم سنوات عمره في أعمال لها علاقة مباشرة بالبنك الدولي والمانحين والدول الأخرى. كما أن ولاء باجمال للجيران معروف وهو بالتأكيد يفوق ولائه للشعب اليمني وللدستور والقانون. أليس هو مهندس صفقة تنازل اليمن عن ثلث مساحتها للسعودية؟

وواضح من كلام باجمال انه يتبنى وجهة النظر الأمريكية التي تنظر إلى اليمن كثغرة أمنية بشكل حرفي. فما يجمع اليمن وأمريكا بحسب اعتراف رئيس الوزراء هو التعاون الأمني (لاحظوا) "وحده." ومما يعزز فرضية "فرض الخارج لباجمال كرئيس وزراء بسلطات من العيار الثقيل" هو التحول المفاجئ والسريع للمجتمعين الإقليمي والدولي من الأوضاع في اليمن. فقد توقف الحديث الأمريكي والأوروبي عن مطالب الإصلاحات وبدأ الجيران يتحدثون بشكل غير مسبوق عن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي. والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة إن صح التحليل السابق هو: ما الذي يريده باجمال ومن خلفه السعوديون والأمريكيون من اليمن بالتحديد؟ 

الدولة الحضرمية

كان من المقرر وفي ظل الانفراج الحاصل في العلاقات اليمنية السعودية أن يقوم ولي العهد السعودي والمسئول عن الملف اليمني بزيارة الحديدة وحضور احتفالات الشعب اليمني بعيد الوحدة لكن الترتيبات تغيرت فجأة حيث أتي إلى المكلا وكان الزيارة هي لباجمال وبقشان. وهناك اجتمع ولي العهد السعودي بالجانب اليمني وليس في صنعاء كما هو متوقع. ويبدو واضحا بان باجمال قد اثبت بأنه اخطر مما ظن الكثيرون. فرئيس الوزراء الذي يعتبر مهندس التنازل اليمني عن ثلث مساحة البلاد للجارة الكبرى يحرص على بناء قاعدته الحضرمية وبدعم سعودي وربما غربي.

وهناك احتمالات كثيرة. فمن غير المستبعد أن يكون باجمال قد استساغ الانقلابات وان يكون قد وضع عينه على شي اكبر بكثير من الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام. وأي كانت خطط باجمال فانه من الواضح انه يعمل دون كلل أو ملل على بناء قاعدة حضرمية قوية تتشابك فيها الأدوار السعودية واليمنية والغربية. وإذا كان باجمال قد تمكن من جعل المكلا مقرا للاحتفال بعيد الوحدة في العام الماضي وبطريقة أفادت بعض رجال الأعمال المقربين منه، فان تلك الخطوة لم تمثل سوى القطرة الأولى. فقد قام باجمال بإعطاء حق تشغيل المنطقة الحرة لأحد المقربين منه وباتفاقية اقل ما يقال عنها أنها مخزية. ففي تلك الاتفاقية (الفضيحة) اجر باجمال ميناء المعلا بأقل من 700 دولار في اليوم—وهو مبلغ يقل عن إيجار جناح في فندق في مدينة دبي—لشركة لم تتأسس بعد سيكونها مستثمرون مقربون منه. وفي فبراير الماضي عين باجمال اثنين من الموظفين لدى رجلي أعمال مقربين منه ومن دول مجاورة في موقعين وزاريين وبطريقة تضمن السيطرة على مواقع حيوية تدعم القاعدة السياسية لباجمال والجيران.

مأزق اليمن

كانت الكاتبة اللامعة والمرشحة القادمة للرئاسة رشيدة القيلي قد نصحت الرئيس بنسخ عدة صور من سلطان البركاني إذا أراد لنظامه أن ينهار بسرعة. ومن سوء حظ الرئيس بالتأكيد انه عندما يتعلق الأمر بباجمال فان هناك الكثير ممن هم على شاكلته ولا يحتاج الرئيس لضمان انهيار البلاد وليس فقط النظام إلى نسخ باجمال. فما أكثر النسخ من هذا النوع.

بالمناسبة إذا أرادت المعارضة أن تكسب الانتخابات الرئاسية القادمة فما عليها سوى نسخ خمسة مليون صورة لباجمال مكتوب تحتها "رفع الأسعار مفيد للمواطن" وتوزيعها على الناخبين وسيكون ذلك كفيلا بجعلهم يصوتون ضد الرئيس...جربوا وستروا. 


في الخميس 08 يونيو-حزيران 2006 09:32:06 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=237